مصرف ألماني مُؤمّم يكافِئُ بسخاء
كشف تقرير أن مصرف هيبو ريل ستيت العقاري الألماني المؤمم الذي بلغ العام الماضي حافة الإفلاس دفع ملايين الدولارات مكافآت لمسؤوليه التنفيذيين, في واحدة من الممارسات التي عُدّت من أسباب الأزمة المالية التي اندلعت قبل عامين.
وقالت صحيفة دير شبيغل في تقرير ستنشره الاثنين إن المصرف الذي أممته الحكومة الألمانية العام الماضي, وتستعد لضخ عشرات المليارات من الدولارات فيه, دفع لكبار مسؤوليه مكافآت عن العام الماضي بقيمة 25 مليون يورو (32.6 مليون دولار).
وأوضحت أن إدارة البنك دفعت تلك المكافآت بعدما هدد أولئك المسؤولون باللجوء إلى القضاء لنيل المكافآت.
وأشارت إلى أن راتب المسؤول التنفيذي في المصرف المؤمم -المتخصص في التمويل العقاري- بلغ العام الماضي 500 ألف يورو (562 ألف دولار).
وكان هيبو ريل ستيت -الذي انهار جزئيا في 2008 خلال الأزمة المالية- المصرف الألماني الوحيد الذي فشل في اجتياز اختبارات تحمل الضغوط التي خضع لها أكثر من 90 مصرفا أوروبيا الصيف الماضي.
واستحوذت الحكومة الألمانية بالكامل على المصرف المتعثر من خلال ضمانات قروض بقية 142 مليار يورو (185 مليار دولار).
وقالت مصادر ألمانية مؤخرا إن المصرف المتعثر سيتلقى مساعدات حكومية إضافية تصل إلى 40 مليار يورو (51 مليار دولار) بنهاية العام الجاري من أجل دعم السيولة لديه.
شتانبروك: بعض مديري المصارف يهددون بممارساتهم اقتصاد السوق الاجتماعي (الفرنسية-أرشيف)
اتهامات لمصرفيين
وفي الأثناء, اتهم وزير المالية الألماني السابق بير شتاينبروك مديري مصارف محلية بالغش واللامبالاة على خلفية الأزمة المالية.
وقال في مقابلة ستنشرها الأحد صحيفة "فيلت آم سونتاغ" إن بعض المديرين لم يعبؤوا بالمخاطر, بالإضافة إلى أنه لم تكن لديهم دراية بالمعاملات التي كانوا يجرونها.
وأضاف أن تلك المجموعة التي يتهمها, تشكل تهديدا لاقتصاد السوق الاجتماعي من خلال الإسراف والتجاوزات.
وتابع الوزير السابق -العضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض- أن أولئك المديرين وبعض المحيطين بهم من محامين ومستشارين وخبراء في الاستثمار لا يكترثون لبقية المجتمع ومؤسسات الدولة الأخرى.
وقال إنهم يستفيدون من الاستقرار في ألمانيا لكنهم لا يعطون, وحذر من أن تلك الممارسات قد تؤدي إلى نشوء "مجتمعين متوازيين"، أحدهما في القمة والآخر في القاع.
المصدر:وكالات