تقرير صباح الجمعة
استمرت الموجة الصاعدة للذهب في وقت استمر طلبه كملاذ آمن و تغطية مخاطر تقلّب أسعار الصرف. قد لا يستطيع المتابع ربط أداء الأسواق المالية للأسهم في أداء الذهب إذ أن أسواق الأسهم تداولات بإيجابية خلال جلسة نيويورك يوم أمس، لكن الظروف الاقتصادية الحالية التي تتسم في حالة عدم اليقين و الهشاشة تجعل المتداولين يطلبون الذهب كاحتياطي تخفيض مخاطرة أيضاً.
خلال تداولات نيويورك يوم أمس، ارتفع سعر الذهب و استطاع الإغلاق على ارتفاع مقداره 0.58% عند سعر 1275.50 دولار للأونصة الواحدة فيما أيضاً شهدنا ارتفاعاً في سعر الفضة مقداره 0.97% و أغلق سعر الفضة عند مستوى 20.80 دولار للأونصة الواحدة أما البلاتين ، فقد ارتفع ارتفاعاً طفيفاً و أغلق عند مستوى 1607.00 بارتفاع مقداره 0.06%.
هذا اليوم، استمرت تداولات المعادن الثمينة الإيجابية، رغم الارتفاع الذي شهدته مؤشرات الأسهم الآسيوية وسط التفاؤل الذي ساد و الانخفاض في التشاؤم، إلا أن المتداولين اتجهوا إلى أسواق المعادن الثمينة لطلب استثمارات في السعر السوقي لاستغلال الموجة الصاعدة و كذلك من أجل تغطية مخاطر هشاشة الأسواق المالية. المضاربة اندفعت إلى الفضة بشكل واضح أيضاً مما سبب فيها ارتفاعاً ملحوظاً هذا اليوم خلال الفترة الآسيوية.
نرى سعر الذهب اليوم في تمام الساعة 03:07 صباحاً بتوقيت غرينتش يتداول حول أعلى أسعاره تاريخياً عند مستوى 1281.50 دولار للأونصة بارتفاع مقداره 0.47% من إغلاق نيويورك يوم أمس. فيما نرى سعر الفضة و قد استطاع أن يحقق ارتفاعاً مقداره 0.87% و يتداول الآن عند مستوى 20.98 دولار للأونصة. من جهة أخرى، نرى بأن البلاتين استطاع اكتساب 0.62% و يتداول في هذه اللحظات حول سعر 1617.00 دولار للأونصة الواحدة.
لو نظرنا إلى أداء أسواق السلع، فسوف نجد أنها تداولت بشكل سلبي يوم أمس إلى حد ما. أغلق مؤشر RJ/CRB على انخفاض مقداره 0.36 نقطة عند مستوى 278.69 نقطة أما هذا اليوم، فقد اكتسبت مؤشرات السلع عزماً صاعداً بقيادة بعض الارتفاع في سعر النفط بعد ثلاث جلسات من الهبوط القوي. يتداول مؤشر S&P GSCI للسلع في هذه اللحظات بارتفاع مقداره 3.52 نقطة عند مستوى 531.27. مؤشرات الأسهم الآسيوية أيضاً هذا اليوم شهدت يوماً إيجابياً و أغلق مؤشر نيكاي الياباني على ارتفاع مقداره 1.23% تابعاً لإغلاق مؤشرات الأسهم الأمريكية يوم أمس الإيجابي و الذي أغلق من خلالها مؤشر داوجونز الأمريكي على ارتفاع مقداره 0.21% بعد أن استطاع تعويض الخسائر التي تكبّدها مع الافتتاح.
لكن بشكل عام، الأسواق المالية تتسم في الهشاشة كما أشرنا و التذبذب الكبير يقلق المتداولين رغم الفرص المضاربية و الاستثمارية التي تقدمهما، لذلك نرى بأن أسواق المعادن الثمينة تكتسب طلباً جيداً إثر ذلك و نرى المعادن الثمينة تستقبل طلب من قبل المستثمرين كاحتياطي تخفيض مخاطرة. لكن ما يمكن الإشارة له بالتأكيد هو أن الأغلب من المستثمرين في المعادن الثمينة من غير المضاربين، اتجهوا للمعادن الثمينة لتغطية مخاطر انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي و الين الياباني مقابل العملات الأجنبية.
نحن الآن عند أعتاب 1300.00 دولار للأونصة الواحدة، إن هذا يؤكد مدى قوّة الطلب على المعادن الثمينة الذهب منها على وجه الخصوص. في التداولات الالكترونية، نرى سعر الذهب و قد حقق الأعلى حتى هذه اللحظة عند مستوى 1282.00 دولار تقريباً و بهذا أصبح الطريق نحو عالم الـ 1300.00 دولار للأونصة قصير جداً لتتحقق توقعاتنا التي طالما أشرنا لها في تقاريرنا .