عودة أزمة سبتمبر 2011
في ضوء التفهم الكامل للبيانات الأساسية التي جعلت منطقة اليورو نموذج لاستقرار الأوضاع المالية والسياسية اليوم، فقد حددت المجموعة الأوروبية موعدًا في الـ 14 و 15 أكتوبر لمناقشة تقديم الدعم النقدي لليونان. يأتي هذا تزامنًا مع أزمة سقف الديون الأمريكية. حيث أنه من المنتظر أن تصل الحكومة الأمريكية لهذا الحد الأقصى اليوم مما يجمد قدرتها على تسديد المدفوعات الأساسية، لكن هذا السقف قد يضع حدًا للإنفاق في قطاع الرعاية الاجتماعية والصحية والإنفاق العسكري.
ولا يزال أمام الحكومة اليونانية حتى الـ 7 من أكتوبر لتقدم الموازنة التي توافق الشروط اللازمة لتقديم الدفعة التالية من الدعم التي نقدر بنحو 1 مليار يورو. من جانبهم غادر ممثلوا الترويكا اليونان يوم الأحد الماضي، ولم ينجحوا في التوصل لاتفاق مع الحكومة اليونانية حول الوصول إلى فائض بنحو 2.8 مليار يورو في 2014. وتشير التوقعات إلى أن الفائض خلال هذا العام لن يتجاوز 100 مليون يورو. كما قد تصل البطالة إلى 25% في 2014.
كما أن الجدل الدائر بألمانيا حول الائتلاف الحكومي الذي تسعى ميركل لتشكيله لا يصب في صالح الثقة بمنطقة اليورو. ومن المتوقع أن يبدأ حزب ميركل وهو الحزب الديمقراطي المسيحي مفاوضاته مع الحزب الديموقراطي الاشتراكي في وقت لاحق هذا الأسبوع إلا أن هذه المفوضات قد تستمر لأشهر.
إن توقيت اجتماع منطقة اليورو يعد أمرا إيجابيا بالنسبة للأيام الحافلة بالأحداث في سبتمبر من 2011 عندما كانت الزعزعة الاقتصادية في منطقة اليورو والمفاوضات بشأن سقف الدين الأمريكي والإضراب في الشرق الأوسط، حيث ساعد كل هذا في اختراق مؤشر VIX 40 متحسنا عن ستاندرد آند بورز.
قد يلاقي اليورو بعض الدعم بالزوج EUR/USD لكونه أقل تأثرا بالأزواج ولكن المكاسب على كل جانب سوف تعتمد على وتيرة سرعة حل مفاوضات سقف الدين. سوف يعقد مجلس الشيوخ الأمريكي اليوم، حيث من المتوقع أن الدائرة التي يسيطر عليه الديمقراطيون سوف تقتل دون محاكمة مشروع قانون من مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون من شأنه أن يكبل برفع سقف ديون الولايات المتحدة إلى خفض الإنفاق وتأخير في تنفيذ قانون الرعاية بأسعار معقولة قانون الرعاية.