ما لنا ألفنا مع الكبير ولو داس رقابنا!
ألفنا ثبات الأوتاد تحت المطارق!
ألفنا الإنقياد ولو إلى المهالك!
ألفنا اعتبار التصاغر أدبًا!
و التذلل لطفًا!
و التملّق فصاحة!
و اللكنة رزانة!
و ترك الحقوق سماحة!
وقبول الإهانة تواضعًا!
و الرضى بالظلم طاعة!
و دعوى الإستحقاق غرورًا!
والبحث عن العموميّات فضولًا!
و مدّ النظر إلى الغد أملًا طويلًا!
و الإقدام تهورًا!
و الحميّة حماقة!
و الشهامة شراسة!
و حرية القول وقاحة!
و حرية الفكر كفرًا!
و حب الوطن جنونًا!
ترضون بأدنى المعيشة عجزاً تسمونه القناعة !
و تهملون شؤونكم تهاوناً تسمونه توكلاً !
تموهون عن جهلكم الأسباب بقضاء الله !
وتدفعون عار المسببات بعطفها على القدر!
ألا والله ما هذا شأن البشر
عبد الرحمن الكواكبي
(كتبه من 120 سنة يصف فيها حال الامة)