كيف نقرأ الاخبار والتقارير ونستفيد منها :
لا يؤمن الكثير من المتداولين بتاثير الاخبار على اسعار العملات ، وهذا صحيح في جانب هام وغير صحيح من جوانب اخرى ، والذين لايؤمنون بتاثير الاخبار والتقارير هم يعتمدون بالدرجة الاساسية على قراءة الشارتات والتي لابد ان تعكس سلوك المتداولين وهو المحرك الاساس للاسعار من خلال عملياتهم سواء كانت بيع او شراء او عزوف عن المتاجرة ، وضمن تجربتي لم اكن اعتمد على الاخبار الا بصورة بسيطة جدا ، حتى واجهتي مشاكل متعددة في التداول ، واول تلك المشاكل كانت مع اليورو في شهر تموز 2012 ، حين ارتفع بلا توقف من 1.2100 الى 1.300 ، وكان ذلك بسبب تاثير سياسة التسهيل النقدي الجديدة المتوقعة من امريكيا ، التاثير الاخر كان من حركة تداول الين في شهر تشرين اول / ثاني وحتى الان وايضا كان بتاثير توقع الافراط بالتسييل النقدي على ضوء الانتخابات اليابانية ، ولاحظتم الحركة الاخيرة للباوند ، اذا لنسأل انفسنا هل بالفعل يمكن تجاهل الاخبار والعمل من خلال الشارت وحده ؟ الجواب نعم ولكن ، لنفكر بالنقاط التالية :
1- سلوك الاسعار على الشارت بالتاكيد يعكس العمليات التي قام بها المتداولون خلال فترة معينه - لايهم اذا كان المتداولون صغار ام كبار - ومن ثم هو بيانات تاريخية قد توحي بتصورات للمستقبل ، وهذا الذي يختلف عليه الجميع فعند اي مستوى لن تجد اجماعا او حتى شبه اجماع على حركة سير السعر المستقبلي ، ومن ثم تبقى الاسعار المستقبلية غامضة وغير مؤكدة مهما بلغت قوة التحليل ، لان علم الغيب بيده سبحانه كما ان العقل البشري يعمل لدى الاغلبية من البشر في اطار اللحاق بالاخرين وهو ما يطلق عليه فنيا تعبير " الترند " ، ويقول لنا الجميع اتبع الترند تسلم - وحتى لو مت فالموت مع الجماعة رحمة - ، وما الذي يحدث معنا لانستطيع ان نتبع الترند ، لان كل النظريات الفنية في التحليل تعتمد على الانعكاس وليس الترند ، كيف ذلك ؟ من اين ندخل الصفقات الهارمونيك من الارتدادات ، الفني من مستويات فايبو التصحيحية ، جان من نقاط الارتدا ... الخ ، لذا نحن غالبا لانستطيع ان نلحق الترند ، وذلك بسبب السرعة في حركة الاسعار معظم الاوقات ، وبسبب عدم اليقين في الغالب ، خلاصة هذا البند ممكنة في الجملة التالية " نحن نغامر في كل حركة نقوم بها سواء اعتمدنا على الاخبار ام التحليل الفني ام غيره من التحليلات لاننا نسعى وراء المجهول وفكرة الترند بالاغلب تخيفنا اكثر من ان تجعلنا واثقين من الحركة المستقبلية لان الترند هو تحرك غير عادي وسريع في الاسعار سواء هبوط او ارتفاع "
2- اذا اتفقنا ان معرفة المستقبل هو موضوع خارج اليقين ، فكيف يمكن ان نتاجر ، الجواب بسيط لا بد ان نغامر ونتوكل على الله ولكن علينا ان نحاول بكل الطرق الاقتراب من التحقق من حركة السير القادمة للاسعار وان نستخدم كل الامكانيات الممكنة لزيادة ترجيحنا لحركة الاسعار المستقبلية كيف ذلك :
اولاً : استخدام اقوى طرق التحليل سواء كانت فنية ، هارمونيك ، جان ، رقمية وحتى فلكية وغيره .
ثانيا : ان نتعرف على خارطة الاخبار الهامة القادمة ، تسييل نقدي ، انتخابات ، تقارير هامة وغيرها ، وعلينا ان نجيد قراءتها بما يخدم التحليلات الفنية ، وهنا نصل الى موضوعنا " كيف نقرأ الاخبار والتقارير " :
أذا لاحظتم خلال الاسبوعين الماضيين حاولت ان اقوم بمقاربة تجمع بين التحليل المعتمد لدينا وبين الاخبار ، وفي رأي المتواضع النتيجة كانت ايجابية وبحاجة الى تطوير ، مالذي اقوم به في هذا الخصوص :
1- انا استبعد الاخبار التي تصاحبها تحليلات وان كنت اطرح ذلك فهو من باب الحيادية وحق الاخرين بالحكم على تلك الاخبار فانا لااملك حق احتكار المعلومات .
2- انا اولا اقراء الشارتات ، وارى الاحتمالات الممكنة وهي عادة تكون احتمالين ونادرا ما تكون ثلاثة لان الثالث هو حركة عرضية .
3- انا استخدم ما امكن من خبرتي الاقتصادية في معرفة اي من الاخبار هام ومؤثر وايها ذا تاثير محدود او معدوم وهذا من خلال قناعتي بالنقاط التالية :
* العملات هي اقتصاد دول ومن ثم حدود حركتها لن تتركها الدول " البنوك المركزية " بشكل مطلق بيد المتداولين .
* هامش الاتجار بالعملات هو حدود مسموحة من الدول والدولة التي تعجز عن ضبط اسعار عملتها هي دولة غير موجودة حتى لو كانت دولة صغيرة " باستثناء الحروب " .
* قانون العرض والطلب هو قانون الندرة من جانب اخر فكلما اصبحت اي سلعة نادرة فانها تصبح باهضة الثمن ، وهذا غير ممكن في العملات ، انت لن تجد اي عملة مختفية من السوق او يحتكرها شخص او مجموعة وتكون مضطرا للشراء منهم فقط ، وهنا ناتي الى المعنى من ذلك ان العملات خلال المتاجرة لا بد ان تباع وتشترى ليحقق المتاجرون الربح ، فلو قمنا بشراء اليورو اليوم هل سنتركه معنا ثلاث سنين مثلا ، بالتاكيد لا اكبر المحافظ لا تحتفظ بالعملات لاكثر من سنة ، اذا لابد للمشترين من اغلاق صفقاتهم وللبائعين من التخلي عن صفقاتهم عند حدود معينة وهنا تاتي اهمية الاخبار بشكل اساسي ، كيف ذلك لو احتفظ الكثيرون بصفقات شراء كيف يتخلصون منها ، اما بحصولهم على اكتفاء من الربح او لنقل شعورهم بخطر الاحتفاظ باصفقات فترة اطول ، اذا اما يتخلى المتداولون عن صفقاتهم بسبب وصولها الى اهدافها " وهذا اصبح نادراً نوعا ما في الوقت الحالي " او يتم اخافتهم او اثارة قلقهم بواسطة الاخبار او الاحداث المتوقعة .
هل اصبح ذلك واضحاً ، اذا الاخبار نستطيع قراءتها بالشكل التالي حتى ولو كانت مخادعة لانها ستخدع الكثيرين وليس نحن فقط :
1- اذا كنا مقبلين على الشراء ، فيجب ان نتاكد انه لايوجد اخبار هامة قد تؤثر على المتداولين وتدفعهم للعزوف عن شراء العملة ومن ثم يكون العرض اكثر من الطلب وتنخفض العملة ونتعرض للخسارة والاخبار والتقارير المؤثرة تنحصر نوعا ما في النقاط التالية :
1- التيسير النقدي - تاثيره لا يقل عن شهر .
2- خفض / رفع اسعار الفائدة ، تاثيره لايقل عن اسبوعين .
3- الناتج المحلي الاجمالي - تاثيره لا يقل عن اسبوع .
4- معدلات البطالة - تاثيره لايقل ثلاثة ايام .
5- الانتخابات - تاثير مؤقت يمكن انتهائه مع اول بيانات حكومية جديدة .
اعتقد ان باقي الاخبار والتقارير تكون بتاثير ساعات او بدون تاثير على الاطلاق ، لانها احداث وتقارير مؤقته .
ارجو ان يكون ما سبق مفيدا واتمنى لكم التوفيق
تحياتي