برلسكوني يرجح تحالفه مع يسار الوسط
سيلفيو برلسكوني استبعد التحالف مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته ماريو مونتي (الفرنسية) ألمح زعيم يمين الوسط بإيطاليا
سيلفيو برلسكوني إلى إمكانية تشكيل "ائتلاف موسع" مع يسار الوسط الذي فاز بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات التشريعية التي أجريت على مدى يومين. جاء ذلك بعد أن أفرزت الانتخابات برلمانا معلقا لعدم حصول أي ائتلاف على الأغلبية بمجلس الشيوخ.
وقال برلسكوني -في مقابلة تلفزيونية ردا على سؤال بشأن استعداده للتحالف مع يسار الوسط بزعامة بييرلويجي برساني (الحزب الديمقراطي)- "لا يمكن ترك إيطاليا بلا حكومة، علينا أن نفكر مليا"، وأضاف أن كل الأحزاب عليها أن تضحي بشيء من أجل المصلحة العامة.
ومن جانبه، قال المسؤول في الحزب الديمقراطي فرانسيكو بوتشيا إنه ربما يتعين التوصل لاتفاق "شفاف" مع برلسكونى (حزب شعب الحرية) بشأن "قضايا معينة" من الممكن أن تشمل إقرار قانون جديد للانتخابات.
غير أن برلسكوني استبعد صراحة التحالف مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته
ماريو مونتي، وقال إن سياسات التقشف التي انتهجها أدخلت إيطاليا في كساد.
وتجدر الإشارة إلى أن موافقة مجلسي النواب والشيوخ كليهما ضرورية لإقرار القوانين.
وتشير الصحيفة الإيطالية الواسعة الانتشار "كوريرى ديلا سيرا" إلى أن الخيارات الواقعية الوحيدة أمام إيطاليا هي تشكيل "ائتلاف موسع" أو إجراء انتخابات جديدة، ولكن فقط عقب انتخاب رئيس جديد للبلاد، حيث تنتهي ولاية الرئيس الحالي جورجيو نابوليتانو فى مايو/آيار المقبل.
نتائج
وتنافست في الانتخابات التشريعية ست قوائم، وهي قائمة تكتل يسار الوسط بقيادة برساني، ويمين الوسط بقيادة برلسكوني، والقائمة المدنية التي تمثل الوسط بقيادة ماريو مونتي، وتحالف الثورة المدنية التي يتزعمها القاضي أنطونيو إنغرويا، وحركة "خمس نجوم"، وحركة "العمل من أجل وقف الانحطاط" برئاسة الصحفي أوسكار جانينو.
وأظهرت نتائج الانتخابات التي أعلن عنها الثلاثاء بعد فرز الأصوات أن يسار الوسط فاز بالأغلبية في مجلس النواب، بحصوله على 29.5% من الأصوات، ليتجاوز بفارق ضئيل يمين الوسط الذي حصل على 29.1%.
وحصلت حركة "خمس نجوم" بقيادة نجم الكوميديا جوزيبي غريلو على 25.5% من الأصوات، تلتها قائمة ماريو مونتي بنسبة 10.5% ثم الثورة المدنية بنسبة 2.2% وحركة العمل لوقف التدهور بنسبة 1.1%.
بيير لويجي برساني يقود تحالف يسار الوسط وحصل على أغلبية مقاعد مجلس النواب (الفرنسية)
وبالتالي فقد حصل يسار الوسط على 340 مقعداً في المجلس، ويمين الوسط على 124، وحركة خمس نجوم على 108، وقائمة مونتي على 45 مقعدا، بينما تذهب المقاعد الـ13 المتبقية للأحزاب الأخرى.
أما في مجلس الشيوخ فقد تجاوز يسار الوسط خصمه يمين الوسط بقليل، حيث حظي الأول 31.6% مقابل 30.7% للثاني، لكنه لم ينل الأغلبية، ووفقا لآخر البيانات وعلى الرغم من عدم توفر أصوات أعضاء مجلس الشيوخ المنتخبين في الخارج، فقد فاز يسار الوسط بـ119 مقعداً مقابل 116 ليمين الوسط.
أما حركة خمس نجوم فقد حظيت بنسبة 23.7%، مع 54 مقعدا، ونالت قائمة ماريو مونتي 9.1% مع 18 مقعدا، بينما لم تحظ الثورة المدنية بأي مقعد.
"انتخابات الصدمة"
وقد أعربت الصحف الإيطالية مجتمعة الثلاثاء عن قلقها من المأزق السياسي الناشئ جراء عدم تكون أكثرية في مجلس الشيوخ بعد الانتخابات، وتحدثت كوريرى ديلا سيرا عن "انتخابات الصدمة" وبرلمان "بلا أغلبية"، بما أن يسار الوسط حقق فوزا صعبا في مجلس النواب أمام تحالف برلسكوني.
من جانبها، أشارت صحيفة "لاريبوبليكا" إلى أن إيطاليا "غير قابلة للحكم"، وتحدثت عن "الصعود القوي لبرلسكوني" الذي تم اعتبار أنه "انتهى" بعد رحيله عن الحكومة في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، وإلى "الهبوط المفاجئ لماريو مونتي" الذي انطلق في السياسة نهاية ديسمبر/كانون الأول على رأس حركة طموحة من "الوسط الجديد".
بينما دعا مسؤولون أوروبيون بارزون الساسة في إيطاليا إلى ضم القوى وإيجاد سبيل للمضي قدما، وقال رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز في بروكسل "نحن بحاجة إلى حكومة مستقرة في واحدة من أكثر الدول الأعضاء أهمية في الاتحاد الأوروبي وإحدى الدعائم التي تقوم عليها منطقة اليورو". وأضاف قائلا "ما يحدث في إيطاليا يؤثر علينا جميعا".
يذكر أن معدل إقبال الناخبين الإيطاليين في هذه الانتخابات تراجع، حيث أدلى نحو 75% من الناخبين المسجلين وعددهم خمسون مليونا بأصواتهم، مقابل أكثر من 80% في انتخابات عام 2008.
المصدر:وكالات