زعيم المحافظين يفوز في انتخابات الرئاسة القبرصية
- فاز زعيم المحافظين القبرصي نيكوس اناستاسياديس بأغلبية ساحقة في جولة إعادة انتخابات الرئاسة يوم الأحد معززا الامل في خطة إنقاذ مالي سريع للجزيرة المشرفة على الإفلاس.
وبعد محادثات استمرت ثمانية أشهر بشأن حزمة الإنقاذ دون التوصل إلى اتفاق باتت قبرص تمثل مشكلة كبيرة لمنطقة اليورو حيث يخشى أن تسقط في هاوية انهيار مالي يشعل من جديد أزمة الديون في المنطقة.
وفاز اناستاسياديس الذي تعهد بإبرام اتفاق سريع مع المقرضين الأجانب بنسبة 57.5 بالمئة من الأصوات بفارق 15 نقطة مئوية عن منافسه ستافروس مالاس الذي يحظى بدعم الشيوعيين وركزت حملته الانتخابية على مناهضة التقشف.
وقال اناستاسياديس في بيان "عندما نواجه تحديات كبرى نريد من أوروبا أن تقف بجانبنا." وأضاف "من جانبنا نعتزم أن نكون ثابتين تماما في مواقفنا وأن نفي بجميع التزاماتنا."
وتكشف هذه النتيجة الحاسمة عن أن القبارصة منحوا تأييدا واضحا للعمل على التوصل الى خطة إنقاذ صارمة لحل الأزمة المالية التي تواجهها البلاد رغم تزايد حالة الإحباط من إجراءات التقشف التي لابد أن تصاحب أي حزمة إنقاذ.
ووسط صيحات الفرح لوح أنصار اناستاسياديس بالأعلام اليونانية والقبرصية وأطلقوا أبواق السيارات في نيقوسيا والألعاب النارية بعد إعلان النتيجة. وملأت الأعلام اليونانية الاستاد المغلق المقرر أن يلقي فيه اناستاسياديس كلمة حيث يفخر حزبه بالهوية اليونانية لأعضائه.
وكانت الأسواق المالية تأمل في فوز اناستاسياديس ليعجل بخطة إنقاذ مشتركة من جانب الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي قبل أن تواجه قبرص نفاد السيولة النقدية وتبدد الثقة الهشة التي بدأت تعود لمنطقة اليوروة.
وفي اختلاف واضح مع سياسات الحكومة المنتهية ولايتها قال اناستاسياديس إن من بين مهامه الأولى تقديم طلب لعضوية قبرص في برنامج الشراكة من أجل السلام التابع لحلف شمال الأطلسي.
وعارضت الحكومة الشيوعية في قبرص بشدة أي ارتباط بحلف الأطلسي الذي حملته المسؤولية عما تصفه بمؤامرة لتقسيم الجزيرة في عام 1974.
وقال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو إنه تحدث مع اناستاسياديس بعد إعلان فوزه وطمأنه بأن الاتحاد الأوروبي ملتزم بمساعدة قبرص في التغلب على مشكلاتها.
وتعاني فبرص من أسوأ أزمة اقتصادية منذ 40 عاما وارتفع فيها معدل البطالة إلى مستوى قياسي بلغ 15 بالمئة. وأدى خفض الأجور وزيادة الضرائب استعدادا لخطة الإنقاذ إلى تصاعد حالة الاستياء على مستوى البلاد.