يختبر اليورو اليوم أمرا جديدا؛ فبغض النظر عن مدى ازدياد شهية المخاطرة، ليس هناك ما قد يصرف النظر عن البيانات الأساسية لمنطقة اليورو. جدير بالذكر أن التوقعات السلبية التي تواردت خلال الربع الأخير من 2012، تتحقق حتى الآن بعد أن شهد النشاط الاقتصادي أداءاً سيئا للغاية لكلا من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا ومنطقة اليورو ككل في آخر العام الماضي، مع تراجع بيانات مؤشر الناتج المحلي الإجمالي دون التوقعات، ويعود الزوج EUR/USD إلى مستويات لم يشهدها منذ أواخر يناير قرابة المنطقة 1.3340.
إلى أين يتجه اليورو ؟
على الرغم من أن مسئولي البنك المركزي الأوروبي والاتحاد الأوروبي كانوا يحاولون تلطيف التوقعات بشأن بيانات مؤشر الناتج المحلي الإجمالي القادمة إلا أنهم ليس بوسعهم صرف أنظار المستثمرين عن الاتجاه السلبي لليورو. ولماذا يفعلون هذا ؟ فالبيانات الاقتصادية التي تصدر تلو الأخرى لا تبشر بخير حتى الآن أو أقل من ذلك إذا تناولنا معدلات البطالة المرتفعة في اليونان بقفزها إلى %27.0 خلال نوفمبر. وعلاوة على ذلك، التصريحات الأخيرة لـ ماريو دراجي رئيس البنك المركزي الأوروبي، أشارت إلى أن الحديث عن سعر صرف اليورو نوع من العبث، على عكس قول فيدمان رئيس البنك المركزي الألماني أو سعي الرئيس الفرنسي أولاند لخفض القيمة السعرية لليورو. فيرى دراجي تعافي الاقتصاد بالنصف الثاني من العام الجاري ولكن هذا أمد بعيد وهناك العديد من الأمور الملحة التي تواجه منطقة اليورو على المدى القريب.
ومن المقرر بدء الانتخابات الايطالية في الـ 24-25 من فبراير ورغم المسوح الأولية التي تشير إلى فوز تحالف الحكومة، فإن النتائج النهائية تبدو ضبابية في الوقت الحالي بشكل رئيسي بسبب اقتراب كلا من سيلفيو بيرسلوني رئيس الوزراء الأسبق وبيبي جريللو الممثل الكوميدي سابقا، من الزعامة بالاستطلاعات. ويشغل رئيس الوزراء ماريو مونتي، الزعيم التكنوقراط، المركز الرابع.
جدير بالذكر أن إخفاق مفاوضات الكونجرس الأمريكي في الأول من مارس، فقد يكون هناك تخفيضات للنفقات بقيمة 1.2 تريليون دولار وتسريح عمالة بما يزيد عن 700 ألف وظيفة . ولهذا، قد يواجه اليورو ضغوط بيع على المستوى المحلي وكذلك ضغوط أجنبية مع ارتفاع الدولار الأمريكي.
وعلى الصعيد الفني، يتردد التداول على العملة الموحدة قرابة مستوى تصحيح فيبوناتشي نسبته %23.6 للموجة الصاعدة البادئة من قاع السعر في 2012 عند 1.2042 إلى ذروة ارتفاعه في 2013 حتى الآن عند 1.3711 مدعوما بالمتوسط المتحرك لإغلاق 55 يوم عند 1.3306. وفي حالة تراجع الزوج فقد يلقى الدعم عند المنطقة 1.3230/40 (خط الاتجاه الصاعد البادئ من أدنى مستوى سجله بمنتصف نوفمبر) قبيل 1.3205 (قمة السحابة السعرية بالرسم البياني اليومي) ومن ثم 1.3164 (خط اتجاه ممتد لـ 7 أشهر). وإذا استمرت ضغوط البيع، فقد يستهدف السعر 1.3075 (مستوى تصحيح فيبوناتشي نسبته %38.2) من قبل 1.2878 (مستوى تصحيح فيبوناتشي نسبته %50.0).