انهيار مفاجئ لمبيعات المنازل في أمريكا
فادت ارقام رسمية نشرتها وزارة التجارة في واشنطن ان مبيعات المنازل الجديدة انهارت مجددا في الولايات المتحدة في يوليو/ تموز الى ادنى مستوياتها منذ 1963. ولم تسجل مبيعات ذلك الشهر سوى 276 الف صفقة متراجعة بمعدل 4,12% مقارنة مع يونيو/ حزيران.
وبذلك بلغ مؤشر الوزارة ادنى مستوياته منذ اولى نشراته في يناير/ كانون الثاني 1963.
وفاجأ الانهيار المحللين الذين كانوا يتوقعون ان ترتفع مبيعات المنازل الجديدة خلال يوليو/ تموز الى 334 الفا.
وانتهى العمل في مايو/ ايار بحافز ضريبي كانت الحكومة تمنحه لمشتري المنازل.
وافادت ارقام الوزارة ان متوسط اسعار بيع المنازل الجديدة انخفضت بنحو 7,4% في يونيو/ حزيران مقارنة مع ابريل/ نيسان، الى 204 الف دولار وهو ادنى مستوى منذ ديسمبر/ كانون الاول2003.
وتقدم هذه المعطيات دليلا اضافيا على ركود سوق العقارات الامريكي الذي كان وراء الازمة الاقتصادية والمالية التي شهدتها الولايات المتحدة سنة 2007 وامتدت الى انحاء العالم.
واعلنت الجمعية الوطنية الامريكية لوسطاء العقارات ان مبيعات المنازل القديمة انهارت في يوليو/ تموز الى ادنى مستوياتها منذ 1995.
معدلات الفوائد
إلى ذلك، يواجه مسؤولو السياسة النقدية في الولايات المتحدة مشكلة يصعب حلها حيث باتت معدلات الفائدة المتدنية في البلاد سواء للدولة او الشركات او العائلات، غير كافية لانعاش نشاط اقتصادي متعثر.
ولو لم يكن للبنك المركزي الامريكي (الاحتياطي الفدرالي) من مهمة سوى السماح "بمعدلات فوائد معتدلة على المدى الطويل" لكان نجاحه اليوم مدويا. لكن انظمته تقضي ايضا بتقديم المساعدة لبلوغ "اعلى مستوى من التوظيف، غير ان الولايات المتحدة بعيدة جدا عن تحقيق ذلك.
والامريكيون لا يريدون الاستدانة لتوفير مسكن لهم، ولا يريدونها ايضا للاستهلاك. وقد تقلص لجوءهم الى الاقتراض من اجل الاستهلاك والذي تراجع في الاشهر الخمسة الماضية، بنسبة 16% منذ بداية الانكماش في نهاية 2007.
والمستفيد الاكبر من معدلات الفوائد المتدنية هو الإدارة الفدرالية. وقد اصدرت سندات ديون لعامين دفع المستثمرون لاجلها اسعارا قياسية (اقصى مردود من 498,0% لمعدل فائدة من 375,0%).
لكن من العبث انتظار خطة نهوض جديدة مع عجز في الموازنة ومع كونجرس منهمك بالانتخابات التشريعية في نوفمبر/ تشرين الثاني.