معضلة تواجه الإقتصاد الأمريكي: حجم الودائع المصرفية تجاوز القروض بحوالي تريليوني دولار
20/12/2012
ارتفع مستوى الودائع لدى البنوك الأمريكية بشكل لافت خلال هذا العام كي تتجاوز القروض بما يزيد عن تريليوني دولار، حيث تسبب القلق من تباطؤ النمو لأكبر اقتصادات العالم وضعف الطلب إلى حفاظ المصارف على معايير اقراض مشددة بجانب تقليص وتيرة نمو القروض ذاتها.
يأتي هذا في الوقت الذي كشفت فيه بيانات صادرة في وقت سابق من هذا الأسبوع من البنك الإحتياطي الفيدرالي عن ارتفاع الودائع في المصارف من "جي بي مورجان تشيس" إلى "بنك أوف أمريكا" 8.7% إلى 9.17 تريليون دولار خلال العام حتى الخامس من ديسمبر/كانون الأول.
وقد تجاوزت وتيرة نمو الودائع عند ذلك المستوى القروض التي نمت خلال تلك الفترة بنسبة 3.7% إلى 7.17 تريليون دولار، في الوقت الذي زادت فيه الفجوة بين الودائع والقروض منذ أكتوبر/تشرين الأول عام 2008، أى شهر واحد بعد انهيار "ليمان براذرز" عندما تجاوزت الودائع القروض بحوالي 205 مليارات دولار.
ويرى محللون ان ابقاء البنك الإحتياطي الفيدرالي على سعر الفائدة منخفضا قرب الصفر قلص من الخيارات الإستثمارية، ودفع المدخرين إلى الإحتفاظ بأموالهم لدى البنوك، في الوقت الذي خفض فيه المستهلكين عبء ديونهم مع تشديد لوائح الإقراض بعد فقاعة الإئتمان عام 2007.
وكان الرئيس التنفيذي لبنك "ويلز فارجو" قد أخبر مجلة "فورتشن" "جون ستمبف" الشهر الماضي ان الصناعة المصرفية تقوم بإقراض 78 سنتاً لكل دولار لديها من الودائع، فيما كان هذا المعدل عند 80 سنتا حتى سبتمبر/أيلول، فيما يحاول البنك الحصول على تشغيل دولار للقروض مقابل دولار نظيرا له من الودائع.
ومن المعلوم ان الودائع ارتفعت بنسبة 29% إلى 7.1 تريليون دولار منذ سبتمبر/أيلول عام 2008 عندما انهار "ليمان براذرز"، في الوقت الذي نمت فيه القروض بنسبة أقل 2% فقط خلال نفس الفترة، كما أوضحت بيانات البنك الفيدرالي.