يوم تضخمي بريطاني و سيكون لمنطقة اليورو نصيب مع بيانات الثقة و المزاد اليوناني
بعد الهدوء الكبير الذي سيطر على تعاملات يوم الأمس تعود الحماسة من جديد إلى الأسواق المالية مع ترقب المستثمرين لبيانات التضخم البريطانية قبيل تقرير التضخم الربع سنوي و بيانات الثقة الاوروبية بالإضافة لترقب المزاد اليوناني لبيع السندات الحكومية ذات الأمد القصي لتمويل نفقاتها العامة.
من المتوقع اليوم أن يعلن الاقتصاد البريطاني عن مؤشر أسعار المستهلكين و المنتجين خلال تشرين الأول و الذي من المتوقع أن يظهر ارتفاعا على المستوى السنوي عند 2.3% من 2.2%، و أما عن أسعار المنتحين فأنها من المتوقع أن تسجل ثباتا عند 2.5%.
أن الانخفاض في معدلات التضخم البريطاني يتطابق مع توقعات البنك المركزي البريطاني الأخيرة بمعاودة انخفاض معدلات التضخم المتأثرة من ارتفاع أسعار الطاقة و رفع ضريبة المبيعات لمستويات 20% منذ بداية العام الماضي.
بدأت السياسة النقدية الراهنة للبنك المركزي البريطاني من خفض أسعار الفائدة المرجعية لمستويات 0.50% الأدنى منذ تأسيس البنك، بالإضافة إلى رفع برنامج شراء السندات الحكومية لمستويات 275 مليار جنيه، تساهم في إعادة الاستقرار المالي للمملكة المتحدة و خاصة أن العوامل المؤثرة على معدلات التضخم تعد مؤقتة بطبيعتها.
ان تراجع الضغوط التضخمية في المملكة المتحدة سوف يعطي البنك المركزي البريطاني الضوء الأخضر لتقديم مزيدا من التحفيز النقدي للاقتصاد الملكي، و لكن في الوقت نفسه فان بيانات النمو البريطانية الأخيرة بدأت تؤكد بأن بريطانيا تسير على الطريق الصحيح لتحقيق النمو المنشود.
استطاعت المملكة المتحدة خلال الربع الثالث تحقيق نموا بنسبة 1.0% على المستوى الربع السنوي مقارنة مع الربع الثاني الذي سجلت فيه انكماش بنسبة 0.4%، و على من هذا الخروج من دائرة الركود الاقتصادي إلا أن المملكة المتحدة لا تزال تواجه العديد و العديد من الصعاب الاقتصادية على رأسها ارتفاع المديونية العامة التي أضرت بمستويات النمو في البلاد، و دفعت الحكومة الائتلافية لإقرار سياسات تقشفية صارمة لمحاربة الارتفاع الكبير في الديون العامة و ضمان الاحتفاظ بالتصنيف الائتماني الممتاز للبلاد.
منطقة اليورو اليوم لها حظا وافرا من الأحداث الاقتصادية فأننا نترقب مؤشر ZEW للشعور العام تجاه الاقتصاد الألماني و منطقة اليورو خلال الشهر الماضي، و التي من المتوقع أن تسجل في ألمانيا -9.8 من السابق -11.5 ، مع توقعات باستمرار انخفاضها في منطقة اليورو بعد أن سجلت في شهر أيلول مستويات -1.4.
أن السبب المباشر لانهيار مستويات الثقة في منطقة اليورو الفشل المتكرر لقادة منطقة اليورو في احتواء ازمة الديون الأوروبية، و كان اخرها اجتماع وزراء مالية منطقة اليورو الذي لم يستطيع فيه الوزراء تقديم الدفعة اللازمة من أموال الإنقاذ لليونان، و الوزراء يماطلون منذ بداية الأزمة و لربما هذا هو السبب لتفاقم أزمة الأوروبية في المنطقة.
أخيرا، تبقى الأضواء مسلطة على المزادات الأوروبية، إذ من المتوقع أن تقوم اليونان ببيع سندات ذات أمد استحقاق 91 و 28 يوما و الذي تأمل فيه اليونان من توفير جزء من الأموال بهدف تمويل نفقاتها العامة خاصة و ان أموال الإنقاذ من المقرضين الدوليين سوف تتأخر حتى نهاية الشهر الجاري بأقرب تقدير.
عزيزي القارئ، يوم حماسي جدا بانتظار الأسواق الأوروبية التي لا تزال تعاني الكثير من أزمة الديون، و إلا أن الآمال ستبقى موجودة بحل هذه المعضلة على الرغم من المخاوف المتشائمة بأن اليونان سوف تقف في نهاية أمام خيار الإفلاس و الخروج من منطقة اليورو.