هل انتهت عمليات الشراء على اليورو؟
تستمر شهية المخاطرة في التراجع فيما توشك تداولات الأسبوع الحالي على الانتهاء. وبعدما اعتقد المستثمرون أن موجة شهية المخاطرة التي تلت نتائج الانتخابات الأمريكية سوف تدعم تحركات السوق لفترة طويلة ، سرعان ما تلاشت آثارها مع افتتاح جلسة التداول الأوروبية أمس الأربعاء.
وقد قام البرلمان اليوناني فيما بعد بالموافقة على خطة التقشف التي عرضتها الحكومة ، القرار الذي كان من المتوقع أن يحمل تأثيراً كبيراً على حركة الأسواق المالية. لكن ذلك لم يحدث بالمرة بالرغم من القرار الإيجابي. وقد كان السبب الرئيسي وراء موجة العزوف عن المخاطرة غير المتوقعة هو تقرير المفوضية الأوروبية الذي أعلنت من خلاله عن خفض توقعات النمو الاقتصادي لمنطقة اليورو وألمانيا خلال العام الحالي والقادم كذلك.
وقد تعالت تلك الموجة بعد تصريحات ماريو دراجي محافظ البنك المركزي الأوروبي والتي تناول فيها آليات تطبيق برنامج المعاملات النقدية المباشرة والتضخم وتمويل الدول السيادية.
ومن المنتظر فيما يلي اجتماع لجنة السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي ظهر اليوم. وقد استبعد المستثمرون في السوق احتمال خروج البنك بأية قرارات جديدة حول تغيير معدل الفائدة ، لكنهم ما زالوا يترقبون المؤتمر الصحفي التالي لدراجي خاصة بعد التصريحات التي ألقاها أمس. ومن المتوقع ألا تختلف وتيرة حديثه عن أمس فيما يتعلق بانخفاض الطلب والأسعار وتباطؤ النمو الاقتصادي في المنطقة .. إلخ.
ومن المؤكد أن كل البيانات المثبطة التي صدرت حتى الآن ، والتي كان من أهمها قراءات PMI وأسعار التجزئة والإنتاج الصناعي والبطالة في المنطقة ، لا تنبئ بالخير فيما يتعلق ببيانات الربع الأخير من العام الحالي.
ماذا بعد اجتماع البنك المركزي الأوروبي؟
يعتبر تصويت البرلمان اليوناني على الموازنة العامة لـ2013 والمقرر يوم الأحد القادم هو أهم الأحداث الاقتصادية التالية لخطاب دراجي. فقد يحدد القرار مصير الدفعة التالية من حزمة الدعم الأوروبي لليونان. وفي نفس الوقت تأتي مشكلة المنحدر المالي الذي تخشى منه السلطات الأمريكية ضمن أهم المسائل التي تشغل السوق خاصة بعد النتائج النهائية للانتخابات الأمريكية يوم الثلاثاء الماضي.
ويعتقد أرني راسموسين الخبير الاقتصادي ببنك Danske أن "شهية المخاطرة في السوق تقع تحت ضغط كبير وبالتالي يلجأ المستثمرون في السوق كالعادة إلى الدولار الأمريكي باعتباره أهم عملات الملاذ الآمن. وبالنظر إلى أن عمليات البيع على الـEUR/USD لم تصل لمستويات كبيرة بعد مثلما حدث منذ شهرين وإلى تصريحات دراجي المحايدة أمس ، نتوقع هبوط الزوج على المدى القريب. ونستبعد خروج البنك المركزي الأوروبي بأي جديد اليوم مع توقعات بأن يصبح نمط الخطاب أكثر حيادية".
وعلى نفس المنوال ، تتوقع كارين جونز الخبيرة الفنية ببنك Commerz أن يهبط الـEUR/USD نحو المنطقة 1.2470/80 على المدى القريب.
القليلة من البيانات في المفكرة الاقتصادية الاثنين القادم ...
من المقرر يوم الاثنين القادم صدور القراءة الأولية لطلبات الميكنة اليابانية وأسعار الجملة الألمانية. وسيكون الزوج التقاطعي متأثراً بقوة بقرار البرلمان اليوناني بشأن التصويت على الموازنة العامة لـ2013.