أرض اليـــورو أم أرض الخـيـال؟
عنوانين رئيسيين من أحداث اليوم كانا كافيين لدفع اليورو للارتفاع ورفع الطلب عليه بشكل كبير، مما أدى لارتفاعه من أدنى المستوى 1.2890 ليستهدف مستوى المقاومة الأساسي عند 1.2960.
وأول هذه الأحداث كان قرار بنك اليابان ورئيسه بتقديم إجراءات تسهيل نقدي لاقتصاد البلاد بتعزيز برنامج شراء الأصول بنحو 11 تريليون ين، وقد اعتبر المتداولون هذا القدر غير كافي مما أدى لارتفاع شهية المخاطرة في مستهل جلسة التداول الأوروبية.أما ثاني الأحداث فهو التقديرات التي أظهرت أن النشاط الاقتصادي الإسباني قد سجل تراجعاً بنحو 0.3% خلال الربع الثالث من العام، دون تغير عن التقديرات السابقة، ومتراجعاً بنحو 1.6% عن الـ 12 شهراً الماضين، ورغم أنها لم تتغير عن القراءة السابقة إلا أنها جاءت دون التوقعات المسجلة -0.4%.
أما عن الولايات المتحدة واستمرار إعصار ساندي فمن الطبيعي أن تؤدي التقديرات التي تشير إلى تراجع الناتج المحلي الإجمالي الإسباني إلى ارتفاع الزوج EUR/USD فقط لأنها جاءت أعلى بقليل من التوقعات، ويبدو أن المتداولين قد نسوا التراجع خلال الربع الثاني الذي قد بلغ 0.2%، وأن مبيعات التجزئة قد تراجعت بنحو 10.9% في القراءة الأخيرة بالإضافة لارتفاع معدل البطالة بنحو 25%.
ومن الملاحظ أن هذه التطورات لم تصل إلى أسواق السندات مما يدعم خطة رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي لكسب مزيد من الوقت. كما أنه استبعد قيام إسبانيا بالتقدم بطلب لتلقي الدعم عقب لقائه مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي. ويرى الخبراء ببنك UBS أن " ما يمنع إسبانيا من التقدم بطلب لتلقي الدعم هو ضعف ضغط قطاع السندات على إسبانيا نتيجة إستراتيجية البلاد وجهود الاتحاد الأوروبي في الإبقاء على التمويل الخاص. كما أن إسبانيا تعتقد أنها يمكن أن تنجو دون الحاجة للتقدم بطلب لتلقي الدعم الكامل وتدعمها ألمانيا في هذا الرأي.
هل يستبعد بلوغ اليورو النقطة 1.2830؟
لا يجب أن تكون هناك توقعات بتراجع الزوج EUR/USD بنحو بالغ وخاصة إذا كان الجانب الإسباني هو المحفز الرئيسي للحركة السعرية على المدى القريب حيث أن برنامج المعاملات النقدية المباشرة من قبل البنك المركزي الأوروبي سيعمل على دعم الأزمة في حال الضرورة. وقد يكون هناك سيناريو هبوط أخر وهو تزايد التوترات بين ألمانيا واليونان الأمر الذي جعل المستثمرين يعيدون النظر في مسألة خروج البلاد المحتمل من منظومة اليورو.
هذا وترى كارين جونز المحلل الفني بـ بنك Commerz أن الزوج EUR/USD لا يزال تحت ضغوط بيع، وأن " اتجاهه الصاعد قد تم كبحه مستهدفاً منطقة الدعم 1.2803/35 (المتوسط الحسابي لـ 200 يوم وأدنى مستوياته في أكتوبر). وحالما يكسر الزوج دون الدعم المشار إليه فقد يستهدف المنطقة 1.2472/33." وتضيف المحللة أن أي حركة تصحيحية صاعدة قد تواجه المقاومة عند 1.3025/84 ومن ثم 1.3140/80.
وعن بنك UBS، فلا تزال التوقعات حيادية للزوج التقاطعي ويؤكد جاريث بيري المحلل الاستراتيجي أن الدعم الأساسي يقع عند 1.2802 وإذا كسره فستتحول التوقعات إلى سلبية على المدى القصير متعرضاً لعمليات بيع مكثفة ترسله إلى 1.2741."
أما عن المفكرة الاقتصادية غداً الأربعاء فمن المنتظر صدور مؤشر إنفاق المستهلكين الفرنسي، يليه مؤشر مبيعات التجزئة في كل من ألمانيا وإيطاليا، بالإضافة إلى التقديرات الأولية لمعدلات التضخم والبطالة الأوروبية. كما من المنتظر أن تعقد فرنسا مناقصة لبيع سندات خزانة لأجل 10 سنوات رغم عدم توقع أنباء مفاجئة.