الصين تقترب من العرش بعد أن أصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم خلال الربع الثاني
بعد 30 عاما من الإصلاحات و تبني سياسات السوق الحرة، تمكنت الصين من أن تصبح قوة عظمى في العالم. ففي الربع الثاني من عام 2010 نجحت هذه الدولة الشيوعية ذات الـ 1.3 مليار نسمة أن تتجاوز اليابان لتصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
تمكنت الصين من أن تحقق ناتج محلي إجمالي بقيمة 1.337 تريليون دولار في الربع الثاني من العام الحالي، أي أكبر مما حققته اليابان في الفترة نفسها و الذي وصل إلى 1.288 تريليون دولار. في المقابل نجحت اليابان في الحفاظ على مركزها كثاني أكبر اقتصاد في العالم خلال النصف الأول من عام 2010.
التوسع السريع للصين و دورها المتصاعد في الاقتصاد العالمي كان قادرا على جعل هذه البلد النامية أن تقود نمو الاقتصاد العالمي في عام 2009 في الوقت الذي كانت فيه كبرى اقتصاديات العالم تبذل قصارى جهدها للخروج من حالة الركود.
"مرونة النمو في الصين خلال فترة الأزمة مكّن عدد من البلدان الأخرى، لا سيما تلك المصدرة للسلع الأساسية، من التشبث بذيلها و اللحاق بها"، صرح إسوار برايزد، و هو عضو بارز في معهد بروكينغز.
منذ عام 1978 عندما تولى الزعيم دنغ شياو بينغ القيادة و بدأ بتبني سياسات الاصلاح و السوق الحرة و الاستغناء عن السياسات الشيوعية الجامدة، نمت الصين اكثر من 90 مرة، وأصبحت الآن ثاني أكبر دولة في العالم من حيث التجارية الدولية.
هذه الدولة الأسرع نموا في العالم من بين كبرى اقتصاديات العالم تجاوزت ألمانيا لتصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم، و في حال استمرت في النمو بالوتيرة الحالية فإنها ستتولى العرش كأكبر قوة اقتصادية في العالم بحلول عام 2027.
و بمعدل نمو بلغ 10% على مدى السنوات الـ 30 الماضية، الصين التي تمكنت من أن تصبح أكبر مصدر في العالم، قد تتجاوز الولايات المتحدة (التي تمتلك ناتج محلي إجمالي بقيمة 14 تريليون دولار) في أقل من 30 عاما.
سلبت الصين العام الماضي لقب أكبر سوق للسيارات في العالم من الولايات المتحدة، و الآن تعتبر أيضا ثاني أكبر مستورد للسلع في العالم، أكبر مشتري لخام الحديد و النحاس في العالم و أكبر مستورد للنفط الخام في العالم.
الدور الصاعد الذي تلعبه الصين في الاقتصاد العالمي لا يمكن تجاهله، خاصة أن أربعة من الـعشرة أكبر شركات في العالم من حيث القيمة السوقية تأتي من الصين، شركة الصين للبترول المحدودة، و البنك الصناعي التجاري الصيني، تشاينا موبايل المحدودة، و بنك الإنشاء و التعمير الصيني.
"كان لليابان تأثيرا كبيرا على سوق السلع العالمية و تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في أعوام الثمانيات، كما تفعل الصين الآن"، صرح ما جيان تانغ، رئيس مكتب الاحصاءات الصينية.
مضيفا، " الفرق الرئيسي هو ان عدد سكان الصين هو 10 مرات أكبر من اليابان، فاقتصادها ما زال ينمو بمعدل أعلى من 9% سنويا، و الصينيين بدؤوا توا بالاستثمار في الخارج. لذا يمكن التخيل أن تأثير الصين سيكون اكبر بكثير".