"جورج سوروس": على ألمانيا قيادة منطقة اليورو وتحمل تكلفة ذلك أو تركها
10/09/2012
قال الملياردير المعروف "جورج سوروس" إن على ألمانيا ترك منطقة اليورو إذا لم تكن مستعدة لأخذ زمام المبادرة، وبشكل أكثر حسماً لمساعدة الدول الأضعف في التكتل النقدي لوقف التدهور الاقتصادي، والخروج من دوامة أزمة الديون السيادية.
ويرى "سوروس" أن أوروبا تواجه وضعا مأساويا ولفترة طويلة مما سيضع نهاية لمشروع الوحدة ما لم تُتخذ خطوات جادة لمساعدة الدول في جنوب القارة في دعم نموها بدلا من خطط التقشف.
"ينبغي أن تؤدي ألمانيا دورها في وضع خطة للنمو، اتحاد سياسي، وتقاسم الأعباء، مع قبول تكلفة القيادة، أو ترك "منطقة اليورو" من خلال خطة مرتبة" على حد قوله في مقابلة مع تليفزيون رويترز في فيينا خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي.
وقال أيضا إن على منطقة اليورو أن تستهدف نموا بنسبة 5%، وهو ما يعني التخلي عن خطط التقشف التي تدعمها ألمانيا وأن تقبل بمعدلات تضخم مرتفعة.
يأتي هذا فيما تنتظر الأسواق حول العالم ما ستقره المحكمة الدستورية العليا في ألمانيا بشأن صندوق الإنقاذ الأوروبي الدائم ESM بعد يومين، والذي يعد جزءًا لا يتجزأ من خطة شراء السندات غير محدودة الحجم التي كشف عنها "ماريو دراجي" الأسبوع الماضي.
ومن المعلوم أن الحكومات التي ترغب في قيام البنك المركزي في شراء سنداتها عليها أن تتقدم أولا بطلب إلى صندوق الإنقاذ وتلتزم بخطة صارمة تخص الميزانية.
وفي هذا الصدد أشار "سوروس" إلى أن خطة البنك المركزي الأوروبي لتخفيف الضغط على دول مثل إسبانيا وإيطاليا يمكن أن تعمق الانقسامات داخل منطقة اليورو.
ونوه إلى أن هذه الخطة التي سعى إليها "دراجي" قد تنقذ اليورو، لكنها في المقابل تسعى لتقسيم أوروبا وبشكل دائم إلى دائن ومدين، وهذا بالطبع سيؤدي إلى المزيد من التباين الاقتصادي، حيث ستخضع الدول المدينة إلى إشراف ومراقبة الترويكا.
ويرى "سوروس" أن ما يحدث حاليا في أوروبا يمثل سيناريو "العقد الضائع" في أمريكا اللاتينية مع فارق قيام ألمانيا بدور صندوق النقد الدولي في ظل النظام العالمي الجديد، وهذه السياسية سوف تدفع أوروبا إلى كساد قد يستمر خمس أو عشر سنوات.