ما جديدك أيها الاقتصاد الأمريكي، أمزيد من التشاؤم أم ستنشر الأمل من جديد؟
استطاع الاقتصاد الأمريكي إنهاء أسبوع معتدل بالبيانات والأخبار الاقتصادية، كما أنه حمل أيضاً بيانات ونتائج عن الشركات الأمريكية، حيث أجمعت بيانات الأسبوع المنصرم على الاقتصاد الأمريكي يشهد تراجعاً في وتيرة أنشطته الاقتصادية، وأكدت تلك البيانات أيضاً على أن التضخم لا يشكل أية عقبات في طريق عجلة التعافي والانتعاش في الولايات المتحدة.
ولا بد لنا من الإشارة إلى أن التشاؤم عم الأوساط الاقتصادية في الولايات المتحدة عقب ما جاء به البيان الذي صدر عن البنك الفدرالي الذي صدر على هامش قرار الفائدة حين قررت اللجنة الفدرالية تثبيت أسعار الفائدة دون تغيير بين 0.0 – 0.25%، حيث أشار الفدرالي الأمريكي في البيان أن مرحلة تعافي الاقتصاد الأمريكي فقدت بعضا من بريقها خلال الأشهر القليلة الماضية، مشيرا البنك الفدرالي إلى أن مرحلة التعافي قد تكون "أكثر اعتدالا" مقارنة بالسابق.
كما وتطرّق البنك الفدرالي إلى مسألة سياسة الاقراض لدى البنوك الأمريكية، حيث أشار الفدرالي إلى أنه سيعتزم إعادة إحياء بعض برامجه التحفيزية السابقة، مشيرا إلى أنه سيغلق مراكز سندات الخزينة وإعادة فتحها مجددا، وبالإضافة إلى أنه سيعيد استثمار الأموال المحصلة من برنامج شراء الديون وشراء السندات المدعومة بالرهونات العقارية في السندات طويلة الأمد.
وبالعودة إلى البيانات الصادرة خلال الأسبوع المقبل فالبداية ستكون مع مؤشر فيلادلفيا الصناعي والذي من المتوقع أن يرتفع بشكل طفيف خلال آب، وذلك وسط التباين في أداء القطاع الصناعي، مع العلم أنه كان الأول بين القطاعات في التوسع، إذ باتت التوقعات تشير إلى أن القطاع الصناعي سيكون الأول للوصول إلى بر الأمان بشكل نهائي، ومع ذلك يبقى القطاع في حالة توسع إلا أنه تباطئ نوعا ما خلال الأشهر القليلة الماضية.
ومن ثم سيكون موعدنا مع مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي والذي سيصدر عن شهر تموز، حيث من المتوقع أن يشير إلى ارتفاع طفيف في الأسعار، ولكن يجب أن نشير بأن معدلات البطالة المرتفعة وأوضاع التشديد الائتماني لا تزال تثقل كاهل الأسعار لترتفع بالشكل المنشود، لذلك فإننا لا نشهد أي ارتفاع يذكر في أسعار المنتجين، مما يحد من ارتفاع مخاطر التضخم على المدى القريب على الأقل.
وبالانتقال إلى قطاع المنازل الأمريكي والذي سيحتل تركيز المستثمرين خلال الأسبوع القادم، فمن المتوقع أن تظهر بياناته مختلطة في الأداء، تماماً كما شهدنا خلال الفترة الماضية، حيث تشير التوقعات إلى أن المنازل المبدوء إنشائها ارتفعت خلال شهر تموز على الصعيد الشهري، مع الإشارة إلى أن القطاع أظهر تراجعاً حقيقياً في أدائه خلال الفترة الماضية، وذلك بتأثير من ارتفاع معدلات البطالة، تشديد شروط الائتمان، هذا بالإضافة إلى انتهاء مدة العمل ببرنامج "الإعفاء الضريبي" والقاضي بإعطاء تخفيضات ضريبية لمشتري المنازل لأول مرة.
بينما من المتوقع أن تنخفض تصريحات البناء خلال تموز، مع العلم أن تصريحات البناء تعطينا قراءة مستقبلية لما ستؤول إليه الأوضاع في قطاع المنازل خلال الفترة المقبلة، ومع انخفاض تصريحات البناء فلا بد لنا من توقع مواصلة تراجع وتيرة الأنشطة في القطاع خلال الفترة المقبلة، مع الإشارة إلى أن قطاع المنازل الأمريكي شهد تراجعاً في أنشطته خلال الفترة الماضية كما أسلفنا.
لذلك فإن قطاع المنازل الأمريكي يواصل البحث عن استقراره، وبالأخص في ظل تراجع أنشطته خلال الفترة الماضية والتي جاءت بتأثير مباشر لارتفاع معدلات البطالة، تشديد شروط الائتمان، ناهيك عن انتهاء مدة العمل ببرامج التحفيز والتي أقرتها الحكومة للنهوض بالقطاع الذي بدأ الأزمة الاقتصادية الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية، مع العلم بأن أهمها كان برنامج "الإعفاء الضريبي" والذي إعطى تخفيضات ضريبية لمشتري المنازل لأول مرة.
كما وسيصدر أيضا تقرير الانتاج الصناعي الذي من المتوقع أن يشهد ارتفاعا خلال شهر تموز، هذا إلى جانب ارتفاع سعة الطاقة الانتاجية خلال الشهر نفسه - ذلك المؤشر الذي يقيس حجم الموارد المستغلة في النشاط الصناعي - وأخيرا سيصدر عن قطاع الصناعي مؤشر فيلادلفيا الصناعي عن شهر آب والذي من المتوقع أن يرتفع أيضا خلال الشهر الحالي، واضعين بعين الاعتبار أن القطاع سيواصل إظهار التباين في أداءه خلال الفترة المقبلة إلى أن يصل إلى بر الأمان بشكل نهائي.
وفي النهاية فلا بد لنا من الإشارة إلى أن الاقتصاد الأمريكي سيصدر أيضاً قراءة المؤشرات القائدة الخاصة بشهر تموز، حيث تشير التوقعات إلى أن المؤشر سيرتفع قليلا، مع العلم بأن هذا المؤشر يعد أحد المؤشرات المركبة والتي تصدر شهرياً عن المجلس التشاوري في الولايات المتحدة الأمريكية، ويحمل المؤشر في طياته 10 مؤشرات اقتصادية في محاولة للتوقع بالتغيرات الاقتصادية المستقبلية خلال فترة تتراوح ما بين 6 إلى 10 شهور القادمة.