رغم أننا نأمل في حدوث الأفضل، إلا أن علينا الاستعداد لحدوث الأسوأ لأن البنوك المركزية نادرًا ما تكون صريحة بالشكل الذي يأمله المستثمرون، فضلاً عن أن المركزي الأوروبي على وجه الخصوص لا يرغب في أن يربط نفسه بتعهدات قبل أن يعرف حجم الدعم التي ستحتاجه الدول الأعضاء.
1- هل سيقوم المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة؟
كشف المسح الذي أجرته مؤسسة “بلومبرج” أن نحو 30 فقط من نحو 58 اقتصاديًا شملهم المسح يتوقعون قيام المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة بنحو 25 نقطة وصولاً إلى 0.5%. وهذه الاحتمالات التي تكاد تكون متساوية تجعل توقع قرار خفض أسعار الفائدة خاضعًا للحظ، ولكن لتلافي التسبب في حالة من الإحباط نتيجة غياب التفاصيل حول برنامج مشتريات السندات، فإننا نتوقع أن يمضي البنكي البنك بتخفيض أسعار الفائدة.
2- بأي آجال استحقاق سيقوم المركزي الأوروبي بالشراء بموجب برنامجه الجديد لشراء السندات؟
أوضح رئيس المركزي الأوروبي أن مشتريات البنك ستتركز على الأجل القصير من منحنى عوائد السندات وبآجال استحقاق تصل إلى 3 أعوام. ولا نتوقع أي مفاجآت جديدة في هذا الخصوص، ولكن خفض آجال الاستحقاق لأقل من 3 أعوام سيعود بالضرر على اليورو.
3- هل سيستهدف حجم معين من مشتريات السندات؟
لسوء الحظ لا نتوقع إعلان المركزي الأوروبي عن حجم ثابت من مشتريات الأصول. فرغم أن إعلان كهذا ستكون له آثاره الإيجابية على اليورو لأنه سيمنح المستثمرين إحساسًا بالهدف، إلا أنه من الخطر على البنك المركزي التعهد بحجم معين لعديد من الأسباب، والتي يأتي في مقدمتها أن هذا التعهد سيحد من مرونة البنك في ضبط البرنامج حسب الضرورة، وسيؤدي لمجموعة جديدة تمامًا من التوقعات في السوق ستقاس على أساسها السياسات النقدية المستقبلية. وليس ثمة فائدة ترجى من الالتزام بحجم معين من المشتريات اللهم إلا إذا كان كبيرًا بحيث يمكن أن يتسبب بصدمة للسوق، بيد أن هذا أمر مستعبد لأنه سيثير معارضات سياسية. أما ما نتوقعه فهو إعلان البنك عن برنامج مرن ومفتوح النهاية لمشتريات السندات.
4- هل سيكون هناك سقف على العوائد؟
على الرغم من أن وضع سقف على العوائد سيرسل رسالة قوية إلى السوق، إلا أننا نرى أن البنك لن يقدم على هذه الخطوة بسبب الشكاوى من تخطي هذه الخطوة لتفويض البنك واختصاصاته.
5- هل سيتم إبطال مشتريات السندات؟
حسب تقرير صادر من بلومبرج، من المتوقع أن تكون مشتريات السندات غير محدودة ومعقمة، وهو ما يعني أنها لن تملك القوة الكاملة المطلوبة لصد الأزمة، ولكن التقرير يتضمن أيضًا نقطة مشجعة وهي أن البنك سيتخلى عن أولويته، وهو ما يعني أنه لن يضع نفسه على رأس قائمة المستفيدين من أي سداد.
6- هل سينتظر المركزي الأوروبي حكم المحكمة الدستورية الألمانية قبل بلورة خطته؟
يتعلق أحد أهم الأنباء التي ينتظرها السوق بما إذا كان «دراجي» سينتظر موافقة المحكمة الدستورية الألمانية على مشتريات السندات قبل بلورة خطته من عدمه. فإذا فعل ذلك، سيكون ذلك مؤشرًا على عدم تمتع البنك المركزي بالاستقلالية التامة لما يعنيه من أن تأثير المركزي الألماني وضغوطه يؤثران على قرارات المركزي الأوروبي.
هل نستعد لخيبة أمل؟
بينما ننتظر بشغف إعلانات المركزي الأوروبي، يجدر بنا أن نتذكر أن الهدف الأول للبنك المركزي هو حض المستثمرين على الشراء والاحتفاظ بأسهم وسندات البرتغال وأيرلندا وإيطاليا واليونان وأسبانيا. ولكي يتسنى له تحقيق هذه الغاية بنجاح على المدى الطويل، فإنه يتعين عليه التمتع بقدر كبير من المرونة حتى ولو جاء ذلك على حساب إصابة السوق بحالة من الاستياء على المدى القصير. ونحن نتوقع قيام المركزي الأوروبي بالإعلان عن إطار جديد لمشتريات السندات يشمل تمديد آجال استحقاق السندات المشتراة وذلك من خلال هدف كمي يتسم بأنه مرن ومفتوح النهاية. ولن يستطيع المركزي الأوروبي أن يرضي الجميع ولا شك أن اليورو أقرب للهبوط، وعلى ضوء التسريبات التي وصلتنا حتى حينه ثمة احتمال كبير بتعرض المستثمرين الوشيك لخيبة أمل جراء إعلان المركزي الأوروبي. علينا ألا ننسى كذلك أن حجم المشكلات القائمة في كل بلد يختلف عن الأخرى، وهو ما يجعل من الصعب الخروج بأي تفاصيل قبل ان تتقدم البلد رسميًا بطلب للمساعدة.