دردشة اخبارية قبل الافطار استطاع رئيس البنك المركزي الأوروبي خلال الأسبوع الماضي حقن الأسواق بالمهدئات التي أزالت ثقل و هم كبيران كانا ملقيان على الشعور العام لدى المستثمرين عُقب ارتفاع احتمالية قيام اسبانيا بطلب قرض انقاذ خارجي في سبيل الوفاء بالتزاماتها بعد طلب مناطق داخلية بعض المساعدة من الحكومة الاسبانية المركزية. و لكن اشارة دراغي إلى أنه لن يدع اليورو ينهار مهما كلّف الأمر قد دعم الأسواق المالية و حسن من نفسية المستثمرين. تجاوب ماريو دراغي رئيس البنك المركزي الأوروبي مع مخاوف الأسواق و المستثمرين التي تكاثفت و ازدادت خلال الأسبوع بعد قيام فالنسيا بإظهار النية لطلب مساعدات مالية من الحكومة المركزية لكي تستطيع الوفاء بالتزاماتها، و هذا بدوره ما يحقن التوقعات بطلب البلاد خطة إنقاذ شاملة. فقد أشارت تقارير اقتصادية إلى نية إقليم فالنسيا، شرقي أسبانيا طلب مساعدات مالية من الحكومة الأسبانية لسداد التزاماتها الداخلية، و أشارت تقارير نشرتها وكالة رويترز بأن ست اقاليم اسبانية قد تقوم بطلب المساعدات أيضا و هي كاتالونيا، كاستيلا لا مانشا، البليار، مورسيا، وجزر الكناري و الأندلس، و هذا بدوره ما يزيد شكوك المستثمرين باحتمال حاجة أسبانيا إلى خطة إنقاذ شاملة. و أدت هذه الأنباء إلى تصعيد حالة التوتر و عدم اليقين في المنطقة الأوروبية و الذي دفع بدوره تكاليف الاقتراض على اسبانيا بالأخص لأعلى من المستويات الحساسة عند 7% و التي المستويات التي أجبرت كل من اليونان، البرتغال و ايرلندا لطلب مساعدات خارجية، و ليس فقط اسبانيا التي شهدت تكاليف اقتراض مرتفعة عقب هذه الأنباء فعانت ايطاليا أيضاً من حالة التوتر هذه التي أدت إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض عليها نظراً لخوف الأسواق على مستقبل الدولة الاقتصادي وسط تعثر الاقتصاد و ارتفاع نسبة دينها العام على الرغم من السياسات التقشفية التي تفرضها الحكومة الايطالية. هذا و أن المخاوف التي شهدناها في الأسواق عقب هذه البيانات قد شهدت المزيد من التعزيز وسط وصول هيئة المقرضين و المفتشين الدوليين لليونان في سبيل تقييم الأوضاع الاقتصادية هنالك و معرفة مدى إلتزام الحكومة اليونانية بوعودها لخفض نسبة العجز في الميزانية التي التزمت بها في سبيل الحصول على قرض الانقاذ الثاني للبلاد. و لكن كانت الشكوك و المخاوف بأن لا تكون الدولة قد فعلت ما عليها من التزامات لتحقيق المستويات المستهدفة من عجز الميزانية و الذي قد يحث المقرضين الدوليين على وقف يد العون للدولة و منعها من الحصول على باقي دفعات قرض الانقاذ، الأمر الذي سيدفع باليونان خارج حدود منطقة اليورو و يزيد من التحديات و الصعوبات الملقاة على صناع القرار في المنطقة خاصة و أن مستويات الثقة أصلاً متدنية جداً و ليست بحاجة للمزيد من الرعب و الخوف. و لكن كان ماريو دراغي هو بطل هذا الأسبوع و أنه قد يكون بطل الأسواق في الفترة القادمة بعد أن تقدم ليشير بأن صناع السياسة النقدية سوف يفعلون كل ما يلزم لضمان إنقاذ نظام العملة الموحدة ( اليورو)، و أشار دراغي بأن منطقة اليورو أقوى مما يعتقد البعض، و اكد دراغي أيضا بأن جدار الحماية جاهز للعمل بأفضل مما مضى عليه. كما حث دراغي صناع القرار لفعل كل ما يلزم لحماية منطقة اليورو من الانهيار، متضمنا السيطرة على الارتفاع الكبير جدا في تكاليف الاقتراض، و أكد قائلاً “بأن البنك المركزي الأوروبي على استعداد للقيام بكل ما يلزم للحفاظ على اليورو. وصدقوني، سيكون كافيا “. صرح أيضا بان منطقة اليورو أقوى مما يعتقد الجميع، و أن اليورو نظام لا يمكن التراجع عنه، و أكد بأن جدار الحماية جاهز للعمل بأفضل مما سبق، و يقصد دراغي بهذا الجدار صناديق الإنقاذ الأوروبية المتمثلة بصندوق الاستقرار المالي الأوروبي و آلية الاستقرار الأوروبي التي أشار احد اعضاء لجنة السياسة أمس لإعطائه رخصة مصرفية. و تم تفسير خطاب دراغي بخصوص تكاليف الاقتراض الباهظة التي تواجهها الدولة إلى أن البنك المركزي الأوروبي سيُرجع بذلك سياسة شراء السندات الحكومة في سبيل تخفيض مستويات العائد عليها التي وصلت إلى مستويات حساسة جداً قد تجبر هذه الدول خصوصاً اسبانيا على تقديم طلب مساعدات خارجية. و بشكل عام استطاع دراغي دعم الأسواق و إزالة سحابة عدم اليقين و الخوف التي فرضت سيطرتها على الأسواق المالية لفترات طويلة جداً، و لكن هل ستكون هذه الخطوة من دراغي مؤقتة بالفعل أم أنها ستشفي الأسواق من أمراضها التي عانت منها طويلاً؟ و حتى في المملكة المتحدة التي لا تنضم لدول منطقة اليورو، فربما تكون هي من أكثر المتأثرين بأزمة ديون منطقة اليورو و هذا ما أشار إليه صناع القرار البريطانيين مراراً و تكراراً، فقد كّد الاقتصاد البريطاني ضعفه الشديد و ركوده العميق خلال الربع الثاني من الجاري و بذلك يكون الاقتصاد الملكي قد انكمش لربعه الثالث على التوالي على الرغم من التيسير و التحفيز الذي قام به البنك المركزي البريطاني في سبيل تفادي مثل هذا الأداء. فريق (ايجى فوركس )