مؤشرات الأسهم الأمريكية تنخفض في تعاملاتها الآجلة، وسط ترقب المستثمرين لاجتماع اللجنة الفدرالية المفتوحة بخصوص أسعار الفائدة
يوم جديد يهل علينا في الولايات المتحدة الأمريكية عزيزي القارئ، حيث انخفضنخفض مؤشر الداو جونز الصناعي في تعاملاته الآجلة بواقع 0.5 بالمئة ليصل إلى مستويات 10611 نقطة، بينما انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في تعاملاته الآجلة بواقع 0.6 نقطة ليصل إلى مستويات 1119.20 نقطة، في حين انخفض مؤشر النازداك 100 في تعاملاته الآجلة أيضاً بواقع 0.5 بالمئة ليصل إلى 1905 نقطة، (البيانات مسجلة في تمام الساعة 6:50 بتوقيت نيويورك)، حيث جاء الانخفاض في بسبب ترقب المستثمرين لاجتماع اللجنة الفدرالية المفتوحة اليوم.
وقد أغلقت الأسهم الأمريكية يوم أمس بتحقيق أرباح، في حين ارتفع العائد على سندات الخزانة لعشرة أعوام بواقع 0.05 بالمئة وذلك في ظل ترقب الأسواق لما سيسفر عنه اجتماع اللجنة الفدرالية المفتوحة، مع العلم بأن يوم الأمس لم يشهد صدور أية بيانات عن الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك فإن تقرير الوظائف والذي صدر عن وزارة العمل الأمريكية يوم الجمعة لا يزال يسيطر على أذهان المستثمرين، حيث أظهر التقرير بأن الاقتصاد الأمريكي فقد 131 ألف وظيفة جديدة خلال شهر تموز، الأمر الذي أرسل الأسهم الأمريكية ومؤشراتها إلى المناطق الحمراء، في دلالة واضحة على أن عجلة التعافي والانتعاش في الاقتصاد الأمريكي ما زالت تفقد المزيد من زخمها وقوتها، وسط معاناة قطاع العمالة الأمريكي، والذي يشكل مفتاح الحل في الاقتصاد الأمريكي، ومع بقاء معدلات البطالة في الولايات المتحدة ضمن أعلى مستوياتها في ربع قرن من الزمان عند 9.5 بالمئة، فإن الاقتصاد الأمريكي سيبقى ضعيفاً بكل تأكيد، نظراً لكون ارتفاع معدلات البطالة وتشديد شروط الائتمان يعملان كمطرقة من صلب تدمر مستويات الإنفاق في الولايات المتحدة، مع الإشارة إلى أن الإنفاق يشكل ثلثي الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة.
هذا وقد استقرت عائدات سندات الخزينة الأمريكية لأجل عامين خلال ساعات مبكرة من تداولات اليوم، عقب ارتفاع الدولار الأمريكي وسط إقدام المستثمرين المستثمرين على تقليص مراكزهم المدينة في ظل ترقبهم لاجتماع اللجنة الفدرالية المفتوحة بخصوص أسعار الفائدة، مع ابتعادهم عن المخاطرة والعملات ذات العائد المرتفع، عقب إغلاق الأسهم الآسيوية في المناطق الحمراء، إذ تتجه أنظار هؤلاء المستثمرين في مثل هذه الحالات إلى البنك الفدرالي الأمريكي بحثاً عن أية مؤشرات بشأن أسعار الفائدة وإمكانية رفع أسعار الفائدة الرئيسية خلال الفترة المقبلة، لذا فأنظار المستثمرين حول العالم متجه اليوم نحو اجتماع اللجنة الفدرالية المفتوحة والتابعة للبنك الفدرالي الأمريكي، حيث سيصدر البيان المصاحب لقرار الإعلان عن أسعار الفائدة اليوم في تمام الساعة 18:15 بتوقيت غرينيتش، وأنظار المستثمرين لن تنتظر تناول المحضر لجملة واحدة هذه المرة، وهي: "أسعار فائدة منخفضة لفترة أطول من الزمن"، وذلك بسبب توقعات تفيد بأن الفدرالي الأمريكي هذه المرة سيتناول مؤضوع تيسيير سياساته النقدية لدعم النمو الاقتصادي في البلاد.
وقد تناول البنك الفدرالي الأمريكي في أكثر من مناسبة الإبقاء على أسعار الفائدة الرئيسية دون تغيير عند مستويات متدنية لضمان الاستقرار الاقتصادي وتحقيق النمو من خلال الإبقاء على تكاليف الإقراض عند مستويات متدنية، مما يساعد المستهلكين والشركات في الولايات المتحدة الأمريكية على توسيع معدلات إنفاقهم، نظراً لاعتماد عجلة النمو في الولايات المتحدة الأمريكية على الإنفاق بشكل كبير، مع الإشارة إلى أن الأوضاع الاقتصادية شهدت تحسناً في مطلع العام الجاري وفي شتى أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، مما شكل حينها حافزاً للبنك الفدرالي الأمريكي لإنهاء الخطط التحفيزية، إلى أن الضعف في كافة قطاعات الاقتصاد الأمريكي كان كبيراً، بسبب ارتفاع معدلات البطالة في البلاد وتشديد شروط الائتمان، حيث عملت ولا زالت تعمل تلك العوامل على تدمير الأنشطة الاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية، لذا فمن المرجح أن يبقي البنك الفدرالي الأمريكي على أسعار الفائدة ضمن معدلاتها الحالية المتدنية عند 0.00% - 0.25% ، إلا أن الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية شهدت تدهوراً عقب ذلك وبالتحديد خلال الربع الثاني من العام الجاري، وذلك عقب الانتهاء مدة العمل ببرامج التحفيز.
وتشير التوقعات والتكهنات بأن البنك الفدرالي الأمريكي سيقوم بتسهيل سياساته النقدية في مسعى منه لدعم عجلة النمو الاقتصادي في البلاد، كما وتؤكد تلك التوقعات عينها على أن الفدرالي الأمريكي سيقوم بإجراءات جوهرية الليلة لدعم عجلة النمو المتعثرة في البلاد، الأمر الذي شهدناه مؤخراً في كافة قطاعات الاقتصاد الأمريكي، حيث أعلن رئيس البنك الفدرالي الأمريكي بن برنانكي في شهادته الأخيرة أمام الكونغرس بأن مستقبل الاقتصاد الأمريكي لا يزال غامض بشكل كبير، الأمر الذي قد يستدعي تدخل الفدرالي الأمريكي لضمان استمرار عجلة التعافي والانتعاش في البلاد، حيث نما الاقتصاد الأمريكي بنسبة 2.4 بالمئة فقط في الربع الثاني من العام الجاري، لتتأكد بذلك صحة الجملة التي تقول بأن الركود في الاقتصاد الأمريكي كان بأسوأ مما توقع الجميع.
وقبيل اجتماع اللجنة الفدرالية المفتوحة، فسيصدر عن الاقتصاد الأمريكي اليوم القراءة التمهيدية للإنتاجية في القطاع غير الزراعي والخاصة بالربع الثاني من العام الجاري، حيث تشير التوقعات إلى أن المؤشر سينخفض ليصل إلى 0.1 بالمئة بالمقارنة مع قراءة الربع الأول والتي بلغت 2.8 بالمئة، في حين تؤكد التوقعات ذاتها على أن القراءة التمهيدية لتكلفة وحدة العمالة والخاصة بالربع الثاني من العام الجاري ارتفعت لتصل إلى 1.8% بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت -1.3%.
وعقب تلك الأخبار بساعة ونصف تقريباً، فسيصدر عن الاقتصاد الأمريكي مؤشر مخزونات الجملة والخاص بشهر حزيران، حيث من المتوقع أن تشهد انخفاض المخزونات بشكل طفيف لتصل إلى 0.4% بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 0.5%.
وفي النهاية فقد انخفضت أسعار عقود النفط عقب القوة التي اكتسبها الدولار الأمريكي في أسواق العملات في ظل قيام المستثمرين بتعديل مراكزهم في انتظار اجتماع اللجنة الفدرالية المفتوحة، حيث وصل سعر النفط إلى 80.05 دولار لبرميل عقب افتتاح تداولاته على سعر 81.53 دولار للبرميل محققاً أعلى مستوياته عند 81.62 دولار للبرميل وأدناها عند 79.98 دولار للبرميل، هذا إلى جانب انخفاض الذهب ليصل إلى 1192.25 دولار للأونصة بالمقارنة مع مستويات الافتتاح والتي بلغت 1199.90 دولار للأونصة محققاً أعلى مستوياته عند 1207.45 دولار للأونصة وأدناها عند 1191.70 دولار للأونصة، وسط ترقب المستثمرين لاجتماع اللجنة الفدرالية المفتوحة في وقت لاحق اليوم.