البنوك المركزية تدعم الدولار الأمريكي و تُلقي بظلالها على باقي العملات:
قامت البنوك المركزي اليوم باتخاذ خطوات جريئة بما يتعلق بتيسير سياستهم النقدية في سبيل دعم و تحفيز اقتصادياتهم التي تعاني أسوأ الظروف حالياً و خاصة منطقة اليورو التي تعاني من تفشي أزمة الديون السيادية فيها و هاذ و ما حث المركزي الأوروبي على خفض سعر الفائدة لأدنى مستويات منذ تأسيس البنك عند 0.75%، و كنت الصعقة للأسواق هي الصين التي قامت بخفض سعر فائدة الاقراض أيضاً في سبيل دعم وتيرة النمو المتباطئة.
ففي حركة مباغتة ومفاجئة وبالتزامن مع قرار الفائدة البريطاني قرر بنك الشعب الصيني تخفيض معدل الإقراض لعام بمقدار 0.31 نقطة أساس وتخفيض معدل الإيداع لعام بمقدار 0.25 نقطة اساس وذلك للمرة الثانية خلال شهر وذلك سعياً من البنك لدعم الاقتصاد الصيني الذي يشهد تباطؤاً في أداءه وسط تأثر الاقتصاد الصيني من تدني مستويات الطلب عالمياً بالإضافة إلى تفاقم أزمة المديونية الأوروبية.
و قام نظريه الأوروبي بخفض سعر الفائدة إلى 0.75% و هي أدنى مستويات منذ تأسيس البنك في سبيل دعم الاقتصاد الذي عانى طويلاً من أزمة الديون السيادية التي شلّت عصب الحياة في منطقة اليورو، و لم يُضف رئيس البنك المركزي ماريو دراغي أي سياسات أو تلميحات لخطط تيسيرية تدعم الاقتصاد و هذا ما خيّب مل الأسواق نوعاً ما.
و لكن نشير إلى أن خفض سعر الفائدة الأوروبي بحد ذاته يعتبر خطوة ايجابية جداً و تشير عن مدى غاية البنك الملحة في دعم اقتصاد المنطقة، و نشير هنا إلى انحدار اليورو مقابل الدولار الأمريكي بعد قرار الفائدة هذا حيث أنه افتتح جلسة تداولات اليوم عند 1.2526 ليهوي بعدها لأدنى مستوياته اليوم حتى الآن عند 1.2362 بعد أن كان قد وصل إلى 1.2538، في حين أنه يتداول حالياً عند مستويات 1.2382.
أما عن البنك المركزي البريطاني، فقد لاقى جميع المطالب و التوقعات اليوم بعد أن قرر البنك إبقاء سعر الفائدة المرجعي عند 0.50% الأدنى منذ تأسيس البنك، إلا أنه قام بتوسيع برنامج شراء الأصول بخمسين مليار جنيه اضافية كما كان متوقعاً دعماً للاقتصاد الذي وقع في ركود اقتصادي طفيف ويتوقع أن يقع في ركود اقتصادي عميق خلال النصف الأول من العام الجاري وسط التحديات التي تقف أمام الاقتصاد الملكي بشكل خاص وكبرى اقتصاديات العالم بشكل عام.
الأمر الذي دفع بالجنيه الاسترليني للهبوط أيضاً نظراً لما ضخه البنك من جنيهات في الاقتصاد الملكي في سبيل دعم الاقتصاد و تجنيبه الوقوع في ركود عميق، فقد افتتح الاسترليني جلسة تداولات اليوم عند 1.5581 ليهوي بعدها للأسفل مسجلاً أدنى مستوياته حتى الآن عند 1.5508 و ذلك بعد أن كان قد وصل أعلاها عند 1.5622، في حين يتداول زوج الجنيه مقابل الدولار الآن عند 1.5525.
و بعد هذه الثلاث خطوات من البنوك المركزية و التي كان أكثرها مفاجئة و فاعلية هو قرار البنك المركزي الصيني، حلّق الدولار مقابل سلة العملات الأجنبية فقد افتتح مؤشر الدولار جلسة تداولات اليوم عند 82.18 ليصل بعدها أعلى مستوياته عند 82.95 بعد أن كان قد وصل أدنى مستوياته خلال جلسة اليوم عند 81.78، في حين أنه يتداول حالياً حول 82.86.