أن الانهماك في النظريات والمعارف ليس عملية ترف عقلي أو إضاعة وقت بل هي الخطوة الأولى والأساسية التي لابد منها لكي يمكن على أساسها التعامل مع المشاكل والقضايا بأسلوب سليم. إن محاولة حل المشاكل بدون أسس نظرية سليمة كمحاولة بناء بيت بدون أساس.
وإذا كان التخصص في مجال الطب يتطلب سبع سنين من الدراسة والسهر فلا شك أن التخصص في علاج مشاكل الأمة بحاجة إلى سنين طويلة من التأمل والتفكير وقبل أن نبدأ بإصلاح الأمة علينا أن نتذكر هذه الحكمة القيمة: "للإنسان ثلاث طرق ليكون ماهرا حسن التصرف، طريق التبصر والفكر وهذا هو الأسلم والأصوب. وطريق التقليد وهذا هو الأسهل وطريق التجربة وهذا هو الأكثر مرارة"