09-06-2012, 08:08 PM
|
المشاركة رقم: 9
|
البيانات |
تاريخ التسجيل: |
May 2012 |
رقم العضوية: |
9763 |
العمر: |
66 |
المشاركات: |
135 |
بمعدل : |
0.03 يوميا |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
الشيخ غريب
المنتدى :
استراحة اف اكس ارابيا
رد: يوميات .......... قصص قصيره وخواطر
الحادث
مازالت عينيى تتابع تلك السيدة الواقفة بجوار باب الغرفة مستندة إلى الحائط
شددت إليها من أول وهلة وقعت عينى عليها عندما همس صديقى معلن قدومها بصوت خافت وأخذت أسترجع الأحداث
فى يوم كباقى الأيام
إستيقظ مسرعا ً حتى ألحق بدورى فى الطاحونة اليومية من المعاناة فى ركوب المواصلات والألتحام مع هذا النسيج البشرى ليكتمل بى وأشارك فى هذه الضوضاء بتحرشى بالاخرين ولو بالنظرات ولكن أشارك
بعد أداء الطقوس الصباحية فى وسائل تأنيب البشر المواصلات ذهبت إلى العمل ووضعت نفسى فى المكان المخصص لى فى الموعد المحدد ودارت طاحونة العمل لتعلن يوم جديد من المعاناة
إنتبهنا على حركة غير عادية فى الموقع فقد جائت انباء تفيد حدوث حادث مروع على الطريق السريع أثناء قدوم الحافلة التى تحمل بعض الزملاء إلى الموقع ولم ندرى ما الموقف بستثناء نقل المصابين إلى مستشفى قريبة من موقع الحادث
ركبت مع بعض الزملاء إحدى عربات الشركة وتوجهنا إلى المستشفى لنتابع الموقف
دخلنا المستشفى وشعرنا بالتوتر فالكل يعمل جاهدا فالحادث كبير والأطباء الموجودين قلة فى العدد
بدأنا نستفسر عن المصابين وكان أشدهم إصابة شاب صغير عامل بسيط وكانة أبتلع الحادث كله وترك الفتات للأخرين
تم إدخال الشاب غرفة العمليات لإجراء عملية فوريه له وأنتظر الجميع بالخارج وأغلقت غرفة العماليات ولا نملك غير الإنتظار....والدعاء
فى أثناء إنتظارنا همس صديق لى معلن قدوم السيدة
نظرت إليها لم استطع إنزال عينى عنها سيدة تجاوزت العقد الخامس من العمر بوجهها مسحة حزن لم تخفى ما تبقى لها من جمال ؛ملامحها تشعرك بالألفه نبهتنى لذكرى تلك المرأة التى برحيلها أنتزعت ركن كبير من حياتى لم استطيع بناؤه مرة أخرى وأخذ شريط الذكريات يمر أمامى ها هى تشد من أزرى وتربت على كتفى وتضمنى إلى صدرها وتتلقى هموم العالم عنى عطاء بلا حدود وبلا مقابل
ظلت الذكريات تعبر أمامى بدون توقف فقد حطمت تلك السيدة هذا الحاجز بينى وبين تلك الذكريات
فتح باب الغرفة وساد الصخب وأمرنا أن نفسح الطريق لخروج المصاب من غرفة العماليات محمولا ً على سرير متحرك لإيداعه بأحد الغرف الخاصة وما أن خرج السرير المتحرك من الغرفة حاملا ً الشاب المصاب حتى أرتمت عليه السيدة والتصقت به حتى صارا قطعة واحدة بل جسد واحد وانخرطت السيدة فى البكاء منفطرة القلب بكاء مزق مشاعرى وفجر فى قسوة الحنين وتذوقت بل تجرعت مرارة الشوق وزاد بكائها وإنفطار قلبها فتسارعت انفاسى وعلا ضجيج نبضات قلبى وهزمت ما تبقى لى من مقاومة لذكرى سيدتى ومع تنهيدة تمكنت من الفرار منى صرخت ولا أبالى
أمى أمى أمى
(قصة للمحمد الغريب)
- 23-9-2006
التوقيع |
- فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ ( الرعد -17)
- ولست بعلام لغيوب وإنما أرى بلحاظ الأمر ما هو واقع
|
|
|
|