عرض مشاركة واحدة
قديم 01-06-2012, 04:06 PM   المشاركة رقم: 13
الكاتب
الشيخ غريب
عضو جديد
الصورة الرمزية الشيخ غريب

البيانات
تاريخ التسجيل: May 2012
رقم العضوية: 9763
العمر: 66
المشاركات: 135
بمعدل : 0.03 يوميا

الإتصالات
الحالة:
الشيخ غريب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشيخ غريب المنتدى : استراحة اف اكس ارابيا
افتراضي رد: بلدنا ....دعوة للنقاش

القران حكم ودروس وعبر
================

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكاً وآتاكم ما لم يؤت أحداً من العالمين نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة قالوا يا موسى إن فيها قوماً جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة.

تلك هي قصة التيه الذي حصل لبني إسرائيل والذي استمر أربعين سنة يتيهون في الأرض. لقد جرب موسى عليه السلام قومه في مواطن كثيرة، وفي كل مرة ينعم الله عليهم من آلائه يتنكب أولئك القوم، عجيب أمر يهود. جربهم موسى عليه السلام عندما خرجوا من أرض مصر، فلحقهم فرعون وجنوده، فأغرقه الله جل وتعالى، فإذا هم يمرون على قوم يعكفون على أصنام لهم، فيقولون: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة، وما يكاد يغيب عنهم في ميقاته مع ربه، حتى يتخذ السامري من الذهب عجلا جسداً له خوار، ثم إذا هم عاكفون عليه يقولون، إنه إله موسى الذي ذهب لميقاته. وجربهم موسى عليه السلام، عندما فجر لهم من الصخر ينابيع في جوف الصحراء،وأنزل عليهم المن والسلوى طعاما سائغاً، فإذا هم يشتهون ما اعتادوا من أطعمة مصر أرض الذل بالنسبة لهم، فيطلبون بقلها وقثاءها وفومها وعدسها وبصلها. وجربهم في قصة البقرة التي أمروا بذبحها فتلكأوا وتسكعوا في الطاعة والتنفيذ فذبحوها وما كادوا يفعلون. وجربهم عندما عاد من ميقات ربه، ومعه الألواح وفيها ميثاق الله عليهم وعهده، فأبوا أن يعطوا الميثاق وأن يمضوا العهد مع ربهم، ولم يعطوا الميثاق حتى وجدوا الجبل منتوقاً فوق رؤوسهم نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة وظنوا أنه واقع بهم نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة، لقد جربهم موسى عليه السلام في مواطن كثيرة، لكن هذا شأن يهود. ثم ها هو معهم في هذه القصة، قصة التيه، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة وذلك بنجاتهم من فرعون وقومه فخرجوا قاصدين أوطانهم ومساكنهم التي جعلها الله لهم وهي بيت المقدس، وقاربوا وصول بيت المقدس فحصل لهم التيه في الصحراء أربعين سنة. وسببه أن الله فرض عليهم جهاد عدوهم، ليخرجوه من ديارهم التي جعلها الله لهم، فوعظهم موسى عليه السلام، وذكرهم ليثبتوا على الجهاد، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة لكن اليهود هم اليهود، صفاتهم هي هي، الجبن التنصل، النكوص على الأعقاب، نقض الميثاق نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة قالوا يا موسى إن فيها قوماً جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة.

وهنا أيها الأخوة تبدوا جبلة يهود على حقيقتها، الخوف والجبن وضعف الرجولة، وهذا لا يناقض ما هم عليه في هذا الزمان من القوة والتسلط، والسبب في ذلك، أن الذين أمامهم أجبن منهم وأخوف منهم، وأقل رجولة منهم وإلاّ لو واجهوا أشداء وواجهوا رجالاً، لا نكشف حقيقتهم، أما والساحة خالية فإن القط يستأسد، لكن على من على من هو أقل من القط.
وبعد ما كان هذا هو جوابهم لموسى عليه السلام، تكلم رجلان، هذان الرجلان هما اللذان تكلما وسط أولئك القوم ناصحين مرشدين مخوفين بالله مشجعين لقومهم، ومحركين لهم على قتال عدوهم وجهاده، وقد ذكر الله وصفاً لهذين الرجلين، يعد من أهم الصفات المطلوبة في الرجل الناصح المرشد، وصفهم جل وتعالى بأنهما من الذين يخافون الله وهنا تبرز قيمة الإيمان بالله، والخوف منه نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة. فهذان الرجلان من الذين يخافون الله، وخوفهم من الله يُنشئ لهم استهانة بالجبارين، إن خوفهم من الله، يرزقهم شجاعة في وجه كل خطر إن الخوف من الله، يزيل الخوف من الناس، فالله جل وتعالى لا يجمع في قلب واحد بين مخافتين، مخافته جل جلاله، ومخافة الناس الذي يخاف الله، لا يخاف أحداً بعده، ولا يخاف شيئاً سواه، وإذا وجدت في نفسك يا عبدالله خوفاً من أحد، أو خوفاً من موطن، فاعلم بأن نسبة الخوف من الله قلّ وضعف، وهذه معادلة ثابتة، وكلما زاد خوف الله في قلب العبد قل خوفه من غيره. ماذا قال هذان الرجلان، قالا: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة. كم كان أولئك القوم في أمس الحاجة لكلمة حق تخرج من ذلك الموطن، وهكذا الزمان، تجد أن الأحوال تصل في بعض الفترات إلى أنه لابد أن ينبري من يتكلم بكلمة الحق يسمعها للناس، وهذان الرجلان قالا: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة ادخلوا عليهم الباب نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة أي ليس بينكم وبين نصركم عليهم إلا أن تخرموا عليهم، وتدخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون، وهذه قاعدة في علم القلوب، وفي علم الحروب، فمتى دخلتم على القوم في عقر دارهم، انكسرت قلوبهم بقدر ما تقوى قلوبكم. وبعدها هل نفع النصح في يهود، وهل استجابوا لمقولة ذلك الرجلان، قالوا: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة يا موسى إنا لن ندخلها أبداً ماداموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة ما أشنع هذا الكلام، بل وقوله لنبي وأين؟ في هذا المقام الحرج الضيق الذي قد دعت الحاجة والضرورة فيه إلى نصرة نبي الله موسى عليه السلام، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة إنا لن ندخلها أبدا نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة وهكذا يكون الجبن، وبعدها تكون الوقاحة من يهود، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة، فانا لا نريد ملكا، ولا نريد عزا، ولا نريد أرض الميعاد، ولا نريد بيت المقدس، فكل هذا فليذهب إن كان هناك قتال وجهاد. وبهذا وأمثاله يظهر التفاوت بين الأمم، فبنو إسرائيل الخبثاء هذا كان جوابهم و أما بنو إسماعيل الحنفاء فكان جوابهم عندما شاورهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في القتال يوم بدر قال الصحابة: ولا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون وكان ممن أجاب يومئذ المقداد بن عمرو رضي الله عنه. كما قال الإمام أحمد رحمه فعندما وصل الأمر إلى هذا الحال، وأصبح القوم يتفلتون من التكاليف، ويتجرءون على نبي الله، عندها كان لابد من العقوبة الإلهية، فجعلهم الله جل وتعالى يتيهون في الأرض أربعين سنة لا يهتدون إلى طريق ولا يبقون مكانهم في الصحراء مطمئنين، عجيب هذا العذاب إنه ليس رجل لوحده لكي يتيه في الصحراء وليسوا أفرادا معدودين لا خبرة لهم بطرق وشعاب الصحراء، كانوا أمة كاملة، مجتمعا كاملا بأسره، تاهوا في صحراء سيناء، ولم يكن تيههم يوماً ولا أسبوعاً ولا سنة، بل أربعين سنة، وحصلت لهم أمور عجيبة وخوارق كثيرة كما يقول الحافظ ابن كثير خلال هذه المدة، فقد مات أقوام وولد أقوام، وحصل تظليل بالغمام وإنزال المن والسلوى عليهم، وإخراج الماء الجاري من صخرة صماء تحمل معهم على دابة، فإذا ضربها موسى بعصاه انفجر من ذلك الحجر اثنتا عشرة عينا. وهناك نزلت التوراة وشرعت لهم الأحكام ثم كانت وفاة هارون عليه السلام ثم بعده بثلاث سنين وتوفي موسى عليه السلام، أقام الله عليهم يوشع بن نون عليه السلام نبياً من بعد موسى، ومات أكثر بني إسرائيل في تلك الصحراء، في تلك المدة، وهذه عقوبة دنيوية نزلت بيهود، وفي هذا دليل على أن العقوبة على الذنب قد تكون بزوال نعمة موجودة أو دفع عقوبة أعظم منها قد انعقد أسباب وجودها أو تأخرها إلى وقت آخر، ولله الأمر من قبل ومن بعد،
ولعل الحكمة والله اعلم كما ذكر ذلك غير واحد من علماء التفسير أنه في خلال هذه الأربعين سنة يموت أكثر الذين قالوا تلك المقالة لموسى عليه السلام، تلك المقولة الصادرة عن قلوب مريضة، قلوب لا صبر لها ولا ثبات. قلوب ألفت الاستعباد لعدوها ترضى أن تكون مستعبده، مقهورة، ولا استعداد لتقديم تضحية لرفع الظلم والذلة، ولكي ينشأ في تلك الصحراء ناشئة جديدة، تربت أجسادها على خشونة الصحراء، وتربت عقولها على طلب قهر الأعداء، وعدم الاستعباد والذل المانع من السعادة. نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة.
(منقول)



التوقيع

  1. فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ ( الرعد -17)
  2. ولست بعلام لغيوب وإنما أرى بلحاظ الأمر ما هو واقع

عرض البوم صور الشيخ غريب  
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 01-06-2012, 04:06 PM
الشيخ غريب الشيخ غريب غير متواجد حالياً
عضو جديد
افتراضي رد: بلدنا ....دعوة للنقاش

القران حكم ودروس وعبر
================

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكاً وآتاكم ما لم يؤت أحداً من العالمين نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة قالوا يا موسى إن فيها قوماً جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة.

تلك هي قصة التيه الذي حصل لبني إسرائيل والذي استمر أربعين سنة يتيهون في الأرض. لقد جرب موسى عليه السلام قومه في مواطن كثيرة، وفي كل مرة ينعم الله عليهم من آلائه يتنكب أولئك القوم، عجيب أمر يهود. جربهم موسى عليه السلام عندما خرجوا من أرض مصر، فلحقهم فرعون وجنوده، فأغرقه الله جل وتعالى، فإذا هم يمرون على قوم يعكفون على أصنام لهم، فيقولون: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة، وما يكاد يغيب عنهم في ميقاته مع ربه، حتى يتخذ السامري من الذهب عجلا جسداً له خوار، ثم إذا هم عاكفون عليه يقولون، إنه إله موسى الذي ذهب لميقاته. وجربهم موسى عليه السلام، عندما فجر لهم من الصخر ينابيع في جوف الصحراء،وأنزل عليهم المن والسلوى طعاما سائغاً، فإذا هم يشتهون ما اعتادوا من أطعمة مصر أرض الذل بالنسبة لهم، فيطلبون بقلها وقثاءها وفومها وعدسها وبصلها. وجربهم في قصة البقرة التي أمروا بذبحها فتلكأوا وتسكعوا في الطاعة والتنفيذ فذبحوها وما كادوا يفعلون. وجربهم عندما عاد من ميقات ربه، ومعه الألواح وفيها ميثاق الله عليهم وعهده، فأبوا أن يعطوا الميثاق وأن يمضوا العهد مع ربهم، ولم يعطوا الميثاق حتى وجدوا الجبل منتوقاً فوق رؤوسهم نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة وظنوا أنه واقع بهم نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة، لقد جربهم موسى عليه السلام في مواطن كثيرة، لكن هذا شأن يهود. ثم ها هو معهم في هذه القصة، قصة التيه، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة وذلك بنجاتهم من فرعون وقومه فخرجوا قاصدين أوطانهم ومساكنهم التي جعلها الله لهم وهي بيت المقدس، وقاربوا وصول بيت المقدس فحصل لهم التيه في الصحراء أربعين سنة. وسببه أن الله فرض عليهم جهاد عدوهم، ليخرجوه من ديارهم التي جعلها الله لهم، فوعظهم موسى عليه السلام، وذكرهم ليثبتوا على الجهاد، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة لكن اليهود هم اليهود، صفاتهم هي هي، الجبن التنصل، النكوص على الأعقاب، نقض الميثاق نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة قالوا يا موسى إن فيها قوماً جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة.

وهنا أيها الأخوة تبدوا جبلة يهود على حقيقتها، الخوف والجبن وضعف الرجولة، وهذا لا يناقض ما هم عليه في هذا الزمان من القوة والتسلط، والسبب في ذلك، أن الذين أمامهم أجبن منهم وأخوف منهم، وأقل رجولة منهم وإلاّ لو واجهوا أشداء وواجهوا رجالاً، لا نكشف حقيقتهم، أما والساحة خالية فإن القط يستأسد، لكن على من على من هو أقل من القط.
وبعد ما كان هذا هو جوابهم لموسى عليه السلام، تكلم رجلان، هذان الرجلان هما اللذان تكلما وسط أولئك القوم ناصحين مرشدين مخوفين بالله مشجعين لقومهم، ومحركين لهم على قتال عدوهم وجهاده، وقد ذكر الله وصفاً لهذين الرجلين، يعد من أهم الصفات المطلوبة في الرجل الناصح المرشد، وصفهم جل وتعالى بأنهما من الذين يخافون الله وهنا تبرز قيمة الإيمان بالله، والخوف منه نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة. فهذان الرجلان من الذين يخافون الله، وخوفهم من الله يُنشئ لهم استهانة بالجبارين، إن خوفهم من الله، يرزقهم شجاعة في وجه كل خطر إن الخوف من الله، يزيل الخوف من الناس، فالله جل وتعالى لا يجمع في قلب واحد بين مخافتين، مخافته جل جلاله، ومخافة الناس الذي يخاف الله، لا يخاف أحداً بعده، ولا يخاف شيئاً سواه، وإذا وجدت في نفسك يا عبدالله خوفاً من أحد، أو خوفاً من موطن، فاعلم بأن نسبة الخوف من الله قلّ وضعف، وهذه معادلة ثابتة، وكلما زاد خوف الله في قلب العبد قل خوفه من غيره. ماذا قال هذان الرجلان، قالا: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة. كم كان أولئك القوم في أمس الحاجة لكلمة حق تخرج من ذلك الموطن، وهكذا الزمان، تجد أن الأحوال تصل في بعض الفترات إلى أنه لابد أن ينبري من يتكلم بكلمة الحق يسمعها للناس، وهذان الرجلان قالا: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة ادخلوا عليهم الباب نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة أي ليس بينكم وبين نصركم عليهم إلا أن تخرموا عليهم، وتدخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون، وهذه قاعدة في علم القلوب، وفي علم الحروب، فمتى دخلتم على القوم في عقر دارهم، انكسرت قلوبهم بقدر ما تقوى قلوبكم. وبعدها هل نفع النصح في يهود، وهل استجابوا لمقولة ذلك الرجلان، قالوا: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة يا موسى إنا لن ندخلها أبداً ماداموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة ما أشنع هذا الكلام، بل وقوله لنبي وأين؟ في هذا المقام الحرج الضيق الذي قد دعت الحاجة والضرورة فيه إلى نصرة نبي الله موسى عليه السلام، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة إنا لن ندخلها أبدا نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة وهكذا يكون الجبن، وبعدها تكون الوقاحة من يهود، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة، فانا لا نريد ملكا، ولا نريد عزا، ولا نريد أرض الميعاد، ولا نريد بيت المقدس، فكل هذا فليذهب إن كان هناك قتال وجهاد. وبهذا وأمثاله يظهر التفاوت بين الأمم، فبنو إسرائيل الخبثاء هذا كان جوابهم و أما بنو إسماعيل الحنفاء فكان جوابهم عندما شاورهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في القتال يوم بدر قال الصحابة: ولا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون وكان ممن أجاب يومئذ المقداد بن عمرو رضي الله عنه. كما قال الإمام أحمد رحمه فعندما وصل الأمر إلى هذا الحال، وأصبح القوم يتفلتون من التكاليف، ويتجرءون على نبي الله، عندها كان لابد من العقوبة الإلهية، فجعلهم الله جل وتعالى يتيهون في الأرض أربعين سنة لا يهتدون إلى طريق ولا يبقون مكانهم في الصحراء مطمئنين، عجيب هذا العذاب إنه ليس رجل لوحده لكي يتيه في الصحراء وليسوا أفرادا معدودين لا خبرة لهم بطرق وشعاب الصحراء، كانوا أمة كاملة، مجتمعا كاملا بأسره، تاهوا في صحراء سيناء، ولم يكن تيههم يوماً ولا أسبوعاً ولا سنة، بل أربعين سنة، وحصلت لهم أمور عجيبة وخوارق كثيرة كما يقول الحافظ ابن كثير خلال هذه المدة، فقد مات أقوام وولد أقوام، وحصل تظليل بالغمام وإنزال المن والسلوى عليهم، وإخراج الماء الجاري من صخرة صماء تحمل معهم على دابة، فإذا ضربها موسى بعصاه انفجر من ذلك الحجر اثنتا عشرة عينا. وهناك نزلت التوراة وشرعت لهم الأحكام ثم كانت وفاة هارون عليه السلام ثم بعده بثلاث سنين وتوفي موسى عليه السلام، أقام الله عليهم يوشع بن نون عليه السلام نبياً من بعد موسى، ومات أكثر بني إسرائيل في تلك الصحراء، في تلك المدة، وهذه عقوبة دنيوية نزلت بيهود، وفي هذا دليل على أن العقوبة على الذنب قد تكون بزوال نعمة موجودة أو دفع عقوبة أعظم منها قد انعقد أسباب وجودها أو تأخرها إلى وقت آخر، ولله الأمر من قبل ومن بعد،
ولعل الحكمة والله اعلم كما ذكر ذلك غير واحد من علماء التفسير أنه في خلال هذه الأربعين سنة يموت أكثر الذين قالوا تلك المقالة لموسى عليه السلام، تلك المقولة الصادرة عن قلوب مريضة، قلوب لا صبر لها ولا ثبات. قلوب ألفت الاستعباد لعدوها ترضى أن تكون مستعبده، مقهورة، ولا استعداد لتقديم تضحية لرفع الظلم والذلة، ولكي ينشأ في تلك الصحراء ناشئة جديدة، تربت أجسادها على خشونة الصحراء، وتربت عقولها على طلب قهر الأعداء، وعدم الاستعباد والذل المانع من السعادة. نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة.
(منقول)




رد مع اقتباس