بدأت تداولات هذا اليوم في الأسواق المالية بإيجابية، و اتجه المتداولون لبيع الدولار الأمريكي للاتجاه نحو أصول مرتفعة العائد و هذا ما دفع العملات الأجنبية معظمها للارتفاع أمام الدولار الأمريكي. في الحقيقة، إن إغلاق العديد من البورصات في العالم يعتبر عاملاً مسانداً لارتفاع العملات مقابل الدولار اليوم، فانخفاض أحجام التداول تسبب تجاوباً أكبر للأسعار مع اتجاهات المتداولين، و اليوم مع اتجاه المتداولين لبيع الدولار و الذي ترافق مع انخفاض في أحجام التداول، استطاعت العملات الأجنبية أن تحقق مكاسب جيدة على الدولار الأمريكي.
لا توجد على أجندتنا الاقتصادية اليوم أي بيانات هامة، حيث نحن مع عطلة يوم الذكرى في الولايات المتحدة و عطلة البنوك في كل من فرنسا و ألمانيا و سويسرا. لكن، نجد تداولات إيجابية جداً في أسواق الأسهم التي عملت اليوم، نذكر منها ارتفاع حاد و قوي في مؤشر أثيكس المركّب من أثينا-اليونان، حيث ارتفع المؤشر بما يزيد عن 5.60% هذا اليوم و هذا بعد أن تم إجراء استطلاع جديد في الرأي أظهر إلى أن الانتخابات اليونانية المقرر انعقادها في الـ 17 من الشهر القادم من الممكن أن تنتج برلماناً معلّقاً آخر و ذلك إثر حقيقة أن الحزبين الرئيسيين في اليونان يستطيعان تشكيل حكومة ائتلافية بعد الانتخابات و هما من الأحزاب الديمقراطية الجديدة و سيزيرا هما من المناهضين لخطط الإنقاذ اليونانية.
يأمل المتداولون خيراً في ظل محاولات من الاتحاد الأوروبي لأن يتم تقليص الضغوط على دافعي الضرائب بإعطاء المشرّعين سلطة لتخفيض قيم القروض غير المضمونة في البنوك المتعثّرة لحماية دافعي الضرائب خلال عمليات إنقاذ البنوك، و هذا بحسب مسوّدة حصلت عليها أحد الصحف العالمية.
مهما كان السبب للتفاؤل هذا اليوم، إلا أنه ما زال ضمن دائرة القلق الكبير تجاه احتمالا إفلاس اليونان و خروجها من الاتحاد الأوروبي، إلى جانب القلق تجاه سلامة القطاع المصرفي الإسباني و وضع إيطاليا اقتصاديا و مالياً، إلى جانب التوتر في النمو الفرنسي و الاقتصاد الدولي و الضعف فيه ككل. لكن، انخفاض حجم التداول في الأسواق المالية و الذي ترافق اليوم مع بعض التفاؤل سبب موجة من الارتفاع في العملات مقابل الدولار الأمريكي.
اليورو مقابل الدولار الأمريكي
ارتفع سعر صرف اليورو هذا اليوم مقابل الدولار الأمريكي، حيث تداول بين الأدنى له عند 1.2557 دولار و الأعلى 1.2624 دولار لليورو الواحد، و هذه التداولات كلها تقع فوق إغلاق الأسبوع الماضي مما يشير إلى ارتفاع في سعر صرف اليورو مقابل الدولار على مستوى جلسة اليوم، و التي تم من خلالها تعويض الخسائر التي تكبّدها اليورو خلال جلستي يوم الخميس و الجمعة الماضيين.
تكمن المشكلة بالنسبة للتحليل الفني في مستوى المقاومة 1.2650، حيث أن التحليل الفني يظهر بأن أي ارتفاع يقع ما دون هذا المستوى يبقي على احتمال امتداد الاتجاه الهابط وراداً و بقوّة، حيث أن الفشل في الثبات فوق ذلك المستوى قد يدفع في الزوج في موجة هابطة أول أهدافها سعر 1.2380. بل أن التحليل الفني يظهر بأن هنالك مقاومة أكثر أهمية تقع عند سعر 1.2825، و أي تداول ما دونها قد يبقي على أي اتجاه صاعد ممكن حصوله ضمن دائرة التصحيح الطبيعي للاتجاه الهابط العام للزوج.
في حال تم كسر سعر 1.2525 ثم تأكيد ذلك بكسر الدعم 1.2500، فقد نرى تعاظم قوى العرض على اليورو من جديد ليندفع هبوطاً و بشكل قوي مقابل الدولار الأمريكي.