يواصل كلا اليورو و الجنيه ارتفاعهما مقابل الدولار الأمريكي , و الاسواق تعيش حالة من الترقب بانتظار بيانات نهاية الأسبوع
يخيم الهدوء النسبي على الأسواق الأوروبية اليوم ترقبا لقرارات الفائدة الأوروبية و تقرير الوظائف الأمريكية بنهاية الأسبوع الجاري , حيث تخلو أجندتنا الاقتصادية من البيانات المحركة للأسواق إلا ان الشركات تواصل أصداراها لنتائج الربع الماضي. أشارت البيانات الاقتصادية الصادرة اليوم لتراجع أداء قطاع البناء في المملكة المتحدة خلال تموز و الذي لا تتجاوز مساهمته في النمو 6% , فتباطؤ نمو قطاع البناء البريطاني جاء نتيجة حتمية لضيق الشروط الائتمانية التي تفرضها البنوك المقرضة على المقترضين بعد ما سببته كل من الازمة الائتمانية و أزمة الديون السيادية من فوضى عارمة في القطاع المصرفي و هذا ما انعكس مباشرة على أداء جميع القطاعات الاقتصادية.
انخفضت وتيرة نمو قطاع البناء في بريطانيا وفقا لقراءة مؤشر مدراء المشتريات للبناء عن شهر تموز مسجلة 54.1 و منخفضا عن القراءة السابقة لقيمة 58.4 و جاء بأدنى من التوقعات التي كانت تشير إلى 58.00, و الحد الفاصل للنمو و الانكماش 50.
بالانتقال إلى بيانات منطقة اليورو قد أكدت تراجع أسعار المنتجين خلال حزيران مدعوما بارتفاع قيمة اليورو مما ساهم برفع تكلفة البضائع المستوردة خاصة منتجات الطاقة, حيث انخفضت أسعار المنتجات على أبواب المصانع في منطقة اليورو خلال شهر حزيران لأدنى من التوقعات مسجلا -0.7% من 0.3% ليأتي بأدنى من التوقعات التي كانت تشير إلى 0.4%، و على المستوى السنوي انخفض إلى 3% من 3.1% للقراءة السابقة التي كانت متوافقة مع التوقعات.
صعد اليورو مقابل الدولار الامريكي خلال الشهريين الماضيين بنسبة 8.8% مما ساهم برفع أسعار الطاقة و هذا ما يزيد المخاوف على القدرة الشرائية للشركات في ضوء الظروف الراهنة فالمنطقة تواجه أعلى مستويات بطالة منذ 12 عاما عند 10% أضاف لذلك فأن الاقتصاد العالمي أظهرت أشارات لضعف الانتعاش الاقتصادي متأثرة بقيام الحكومات بتخفيض الانفاق العام.
البيانات الصناعية في الصين أظهرت ضعفا خلال تموز لأدنى مستويات منذ أكثر من عامين ,و في الولايات المتحدة انتعش القطاع الصناعي و لكنها نموه خلال الشهر الماضي أظهر تراجعا غير متوقعا , و هذا بدروه قلص من طلبات المصانع و مستويات الانتاج, و في أوروبا أظهرت التقارير أمس نمو في أداء القطاع الصناعي خلال الشهر نفسه و لكن هذا النمو غير كافي مغ تراجع اداء القطاع الصناعي في أهم شركيين تجاريين إلى أوروبا.
ارتفع اليورو مقابل الدولار الأمريكي اليوم لمستويات 1.3230 الأعلى منذ تسعة أسابيع, و الامر ينطبق على الجنيه الذي صعد أمام الدولار لمستويات 1.5924 الاعلى منذ ثلاثة أشهر , جاء ارتفاع العملتين الأوروبيتين اليوم بعد التقارير التي أفادت بأن البنوك الآسيوية تنوي السير على خطى الصين بتحويل الاحتياطي النقدي من الدولار الأمريكي.
حث رئيس الوزراء الصينى ون جيا باو في آذار الولايات المتحدة الى اتخاذ "خطوات ملموسة" لطمأنة المستثمرين حول سلامة الأصول المسعرة بالدولار الأمريكي بعد أن قام الرئيس باراك أوباما برفع الانفاق للمساعدة في انهاء الركود, و بناءا عليه صرحت إدارة العملة الصينية خلال الشهر الماضي التعديلات على قيمة سندات الخزانة التي تمتلكها الحكومية هي "طبيعية" والقلق قد تكون ملقاة على الأوراق المالية.