بيانات قطاع الصناعة الأمريكي عنوان جلسة تداولات اليوم
يعود لنا الاقتصاد الأمريكي اليوم عقب عطلة نهاية أسبوع كانت ضرورية ليقف المستثمرون ويراجعون أنفسهم حول ما آلت إليه الأمور في الاقتصاد الأكبر في العالم -الاقتصاد الأمريكي- وذلك عقب إصدار وزارة التجارة الأمريكية للقراءة المتقدمة للناتج المحلي الإجمالي والخاصة بالربع الثاني من العام الجاري 2010.
فقد صدر عن الاقتصاد الأمريكي يوم الجمعة القراءة المتقدمة للناتج المحلي الإجمالي والخاصة بالربع الثاني من العام الجاري، لتؤكد تلك القراءة على أن الاقتصاد الأمريكي نما بنسبة 2.4% خلال الربع الثاني من العام الجاري، الأمر الذي جاء محبطاً ومخيباً للآمال، إذ كانت التوقعات تشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي نما بنسبة 2.6% خلال الربع الثاني، في حين تم تعديل القراءة السابقة للناتج المحلي الإجمالي إلى 3.7 بالمئة.
ولا بد لنا من الإشارة إلى أن تلك الأرقام أكدت على أن الركود الذي شهدته الولايات المتحدة الأمريكية كان أسوأ مما تصور الجميع، علماً بأن جميع الأوساط الاقتصادية كانت تتوقع صدور قراءة الناتج المحلي الإجمالي بأسوأ من التوقعات، نظراً لتراجع الأنشطة الاقتصادية في كافة قطاعات الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الثاني من العام الجاري 2010.
إذن فالاقتصاد الأمريكي لا زال يعاني، على الرغم من تسجيله لمعدلات نمو إيجابية، إلا أن ما حدث يذكرنا ويذكر صناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية بأن التحدي الأبرز في الوقت الراهن يكمن في ارتفاع معدلات البطالة، والذي يعمل كمطرقة من صلب تدمر معظم الأنشطة الاقتصادية وبالأخص إذا ما تحدثنا عن مستويات الدخل والإنفاق، والتي لا تزال ضعيفة في الولايات المتحدة، مع العلم بأن الإنفاق يشكل ثلثي الناتج المحلي الإجمالي تقريباً، فما لم نرى انخفاض معدلات البطالة في البلاد بشكل ملحوظ، فلن نشهد تسجيل الاقتصاد الأمريكي لمعدلات نمو قوية.
قطاع الصناعة الأمريكي والذي سيصدر اليوم بيانات تتعلق بأدائه خلال شهر تموز لم يكن بمنآى عن تباطؤ وتيرة عجلة التعافي والانتعاش في الاقتصاد الأمريكي، مع الإشارة إلى أن قطاع الصناعة كان من أولى القطاعات التي خرجت من دائرة الركود وأسهمت في نمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 5.0 بالمئة خلال الربع الرابع من العام الماضي 2009 وبنسبة 3.7% خلال الربع الأول من العام الجاري، إلا أن القطاع شهد تراجعاً حاداً في أنشطته مؤخراً، وسط ارتفاع معدلات البطالة وتشديد شروط الائتمان، ناهيك عن ضعف مستويات الطلب على الصعيدين المحلي والعالمي، مع العلم بأن ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي مؤخراً أسهم في ضعف مستويات الطلب العالمية على السلع الأمريكية.
لذلك فمن المتوقع أن يظهر مؤشر معهد التزويد الصناعي اليوم وفي قراءته الخاصة بشهر تموز انخفاضاً ليصل إلى 54.0 بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 56.2، مع العلم بأن مؤشر معهد التزويد الصناعي يعد أحد أهم المؤشرات في عالم الصناعة، حيث يتم حساب قيمة المؤشر من خلال توجيه الأسئلة للمدراء حول اتجاه الانتاج الصناعي بالاضافة إلى العديد من العناصر الأخرى مثل الطلبيات وموجودات المصانع والأسعار ونسب التوظيف.
كما وتشير التوقعات إلى أن الأسعار المدفوعة لمعهد التزويد انخفضت على الأرجح خلال الشهر ذاته لتصل إلى 54.5 بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 57.0 ، في حين سنشهد اليوم أيضاً صدور قراءة مؤشر الانفاق على البناء والخاصة بشهر حزيران، والتي من المتوقع أن تنخفض بنسبة 0.5% بالمقارنة مع الانخفاض السابق والذي بلغ 0.2 بالمئة.
يذكر بأن قطاع المنازل الأمريكي لم يكن أيضاً بمنآى عن التراجع الذي شهدته أنشطة الاقتصاد الأمريكي مؤخراً، فبالإضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة وتشديد شروط الائتمان، شكل انتهاء مدة العمل ببرنامج "الإعفاء الضريبي" والذي أقرته الحكومة الأمريكية لمساعدة القطاع في عجلة التعافي والانتعاش صفعة على وجه القطاع والذي بدأ بالتراجع منذ ذلك الحين، مع العلم بأن البرنامج كان يقضي بإعطاء تخفيضات ضريبية لمشتري المنازل لأول مرة، إلا أن عائقاً آخر يقف في وجه عجلة التعافي والانتعاش الخاصة بالقطاع يتمثل في ارتفاع قيم حبس الرهونات العقارية.
وفي النهاية فلا بد لنا من الإشارة إلى أن الشركات الأمريكية ستواصل الإعلان عن نتائجها المالية الخاصة بالربع الثاني من العام الجاري، حيث قادت تلك النتائج مؤخراً تخبط أسواق الأسهم الأمريكية، نظراً لصدور بعضها بشكل مخيب للآمال، إلا أن الاتجاه العام يبقى جيداً لتقارير الأرباح الخاصة بالشركات الأمريكية خلال الربع الثاني من العام الجاري 2010، مع العلم بأن شركة Loews Corp تعد أبرز الشركات التي ستعلن عن نتائجها المالية اليوم.
وقبيل انطلاق جرس افتتاح تداولات اليوم في الولايات المتحدة الأمريكية، ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية في تعاملاتها الآجلة لتلحق بنظيراتها حول العالم، وذلك بسبب إعلان كل من HSBC Holdings Plc و BNP Paribas SA إلى جانب Honda Motor Co عن نتائج بأفضل من التوقعات، الأمر الذي طغى بأهميته على الضعف الذي يشهده قطاع الصناعة الصيني، ليرتفع مؤشر الداو جونز الصناعي في تعاملاته الآجلة اليوم بنسبة 1.00% ليصل إلى مستويات 10519 نقطة، في حين ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.1% ليصل إلى مستويات 1110.20 نقطة، بينما ارتفع مؤشر الناسداك 100 بنسبة 1.00% في تعاملاته الآجلة ليصل إلى مستويات 1880.50 نقطة (البيانات مسجلة في تمام الساعة 10:15 صباحاً بتوقيت لندن).