سوق المؤلف كمدخل لبحثه قصة اسطورية بين الملك الاغريقي كروسس والحكيم سولون وقد اراد الملك ان يبهر الحكيم بثروته وسعادته لينتزع منه حكما عى انه اسعد الناس ( انتهى الحال ب كروسس ان وقع اسيرا لدى الفرس وعندها تذكر قول سولون ان الامور بخواتيمها ) تشبها القصة في مضمونها ما حكاه القران من خبر موسى مع قارون حيث قال الاخير ” انما اوتيته على علم عندي” . الحكمة الذي توخاها المؤلف هي اننا نخدع كثيرا باستقراء مجتزأ لظاهرة معينة ونقفز من ذلك الى حكم يكون في مؤداه ناقصا وخادعا ( بناء على الأداء للسوق المالية الفلانية خلال الاشهر الستة الماضية سيكون اتجاه السوق ايجابيا في شهر مارس مثلا) وما يجادل به نسيم طالب هو ان الاستقراء مهما استقصى يظل ناقصا ولا يمكن ان يثبت عدم وجود حالة مخالفة والمثال المحبب له هو الاوزة السوداء ( BlackSwan) – اصبح مصطلحا اقتصاديا للاحداث النادرة الغير متوقعة ذات الاثار السيئة وربما كان “الغربان السود” ترجمة اصوب من الاوز الاسود- حيث اعتقد الناس ولمئات السنين انه لا يوجد بين الاوز اوز اسود ولكن عندما تم اكتشاف استراليا تبين ان هناك بالفعل اوز اسود . النقطة الاخرى التي تخدع الناس هو الاطراد الصدفي اي اننا قد قد نرى اطرادا او تكرارا لظواهر معينة ما يجعلنا نستنتج ان ذلك دليل على ترابط او تلازم من نوع ما . قد يقول قائل مثلا ان سعر الذهب يتبع سعر النفط هبوطا وصعودا ويبدو ذلك من المنحنى السعري لهما على مدى السنوات الخمس الماضية ويقفز الى الاستنتاج انه مع الهبوط المتوقع لسعر النفط سنجد هبوطا مماثلا لاسعار الذهب وقد يفوز في هذا الرهان ولكن هل يعني ذلك انه سيفوز في الرهان القادم على نفس هذه القاعدة.