تقوم فكرة المؤلف على اننا نخدع كثيرا بالمصادفة ( Randomness ) فندعي تلازما او علاقة من نوع ما بين حدثين كارتفاع الاسهم في بورصة السعودية مثلا وتحسن الاقتصاد الامريكي او زيادة ثروة شخص ما وعبقريته والحال ان تلازما من ذلك النوع غير موجود وان هي الا صدفة محضة . وهذا الانخداع الصدفي – ان صح التعبير- ليس مقصورا على العامة والبسطاء ولكن – وهذا ما يركز عليه المؤلف- يقع فيه الكثير من العلماء والمختصين بل ويزيد انخداعهم بالوسائط والادوات المستعملة في دراسة الظواهر تلك وتراهم يدعمون اراءهم بسيل من البيانات التحليلية واحصائيات وحسابات توهم الناظر – بل وتوهمهم – بصحة ادعاءاتهم . يقدم نسيم طالب لفكرته بمقارنة للخلط الذي يقع فيه الناس وعلى مستويات عدة بين فيصبح الحظ مهارة ومعرفة و في سوق المال يصبح المغفل المحظوظ مستثمرا بارعا ويصبح الاحتمال المعرفي – في فلسفة العلوم – احتمالا واقعيا – وامأ اهل النقد والادب فليس في قاموسهم اسم لما لا يفهمونه! ما يدعيه نسيم طالب ايضا ان الخطأ في تصور الصدفة والحظ تلازما سببيا (مثلا) او مهارة هو اشد ضررا من العكس ( اي ان نتصورالعلاقة السببية صدفة مثلا ) .
المؤلف يبدو شغوفا بالتاريخ والادب وقد عبر عن ذلك صراحة وهذا ما يعطي لمعالجته موضوع الاحتمالات ابعادا انسانية جذابة ومؤنسة تتجاوز المعالجة المنطقية الرياضة الصارمة ” من المؤسف ان البعض يأخذ الامور بالجد اكثر من اللازم ويحملون الامور ما لا تحتمل وطوال حياتي عانيت من التناقض بين شغفي بالادب والشعر وحساسيتي المفرطة لاكثر مدرسي الادب والنقاد ولقد ابدى المفكر والشاعر الفرنسي - Paul Valery – ذات مرة دهشته وهو يستمع الى ناقد يعلق على شعره ويدعي معاني ما خطرت له على بال – سيقال له انها مما انطوى عليه اللاشعور!” – هل قرأت رسالة الغفران بل وكثيرا من التفاسير القرءانية؟؟