اليورو يستمر في انخفاضه في الأسواق المالية
بالرغم من أن بيانات أسعار المنتجين السنوية في الاتحاد الأوروبي أظهرت ارتفاع الأسعار بمقدار 3.7% و بأعلى من المتوقع 3.5%، إلا أن هذه البيانات أظهرت انخفاضاً في الأسعار مقارنة في القيمة السابقة 4.3%، و هذا قد يدل على أن مستويات التضخم الأوروبية قد تبقى ضمن المستويات الحالية لكن مع احتمال أن نرى انخفاضاً فيها. فالمتداولون حالياً قلقون تجاه وضع أزمة الديون الأوروبية رغم كل الجهود التي بذلت لإنقاذ اليونان و غيرها من الدول. إن القلق ناتج عن إعادة جدولة الديون اليونانية.
في الحقيقة، وافق القادة الأوروبيون على توفير مزيد من النقد من أجل رفع قدرة صندوق حفظ الاستقرار الأوروبي، لكن المتداولين حالياً ينتظرون التعليقات من القمّة في بروكسل. كذلك، تأثر اليورو سلباً في تقديم البنك المركزي الأوروبي للقروض " الرخيصة " للبنوك، و رغم أن هذه السياسة قد تدعم الاقتصاد و يكون تأثيرها البعيد الأمد إيجابي على اليورو، إلا أن التأثير الآني لها يعتبر سلبي على العملة و ذلك لأن مثل هذه السياسات تعتبر ضمن سياسات التسهيل الائتماني.
بالنسبة لبيانات ألمانيا اليوم، فقد أظهرت انكماش مبيعات التجزئة خلال شهر كانون الثاني –يناير الماضي بواقع 1.6% كإشارة إلى الضغط الذي يشهده لاقتصاد في ظل أزمة الديون السيادية الأوروبي، و حتى مع توقعات أن يكون الاقتصاد الألماني ثابتاً و يستطيع إظهار استقرار لنا في الفترة المقبلة بعد انكماشه خلال الربع الرابع الماضي، إلا أننا نرى تحفّظاً على مثل هذه التوقعات في الوقت الراهن حتى نرى بيانات اقتصادية تدعم هذه الفكرة.
حركة سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي
انخفض سعر صرف اليورو هذا اليوم بعد ملامسته للأعلى عند مستوى 1.3334 دولار لليورو وصولاً للأدنى الذي ما زال يتداول قريباً منه عند سعر 1.3211 دولار. و الحركة السلبية التي يشهدها اليورو حالياً هي مزيج من التوتر في انتظار التصريحات النهائية لقمّة الاتحاد الأوروبي، و التسهيل الذي قدّمه البنك المركزي الأوروبي للبنوك الأوروبية.
أظهرت بيانات صادرة من البنك المركزي الأوروبي بأن الودائع الليلية ارتفعت في البنك نحو مستوى 777 مليار يورو، و هذا المستوى يعكس اتجاه البنوك لتوفير الودائع بدل استخدام القروض التي منحت لهم في الاستثمارات المباشرة للبنك، و هذا يعكس للمتداولين احتمال أن تكون هذه السيولة بقصد المساعدة لاحقاً في تحسين وضع الميزانيات للبنوك التي تضررت من السندات اليونانية.
يظهر التحليل الفني بأن مستوى المقاومة 1.3290 قد يكون عاقاً هاماً أمام سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي، و الثبات ما دون ذلك المستوى قد يسبب استمرار في السلبية و الاتجاه الهابط ربما وصولاً إلى سعر 1.3110 في وقت لاحق، بل يظهر التحليل الفني بأن الاتجاه الصاعد على اليورو لا يمكن الوثوق به في الوقت الراهن إلا باختراق سعر 1.3420 المقاومة الرئيسية أمام الزوج.
الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي
انخفاض حاد أصاب الجنيه الإسترليني هذا اليوم فقد من خلاله مكاسب يوم أمس، فبعد أن لامس الجنيه الإسترليني الأعلى له مقابل الدولار الأمريكي عند سعر 1.5968 دولار عاد لينخفض وصولاً إلى سعر 1.5854 دولار للجنيه الإسترليني الواحد.
الميل السلبي للزوج نابع من ارتفاع في سعر صرف الدولار الأمريكي، فهنالك بعض الانخفاض في العديد من مؤشرات الأسهم الأوروبية، و انخفاض في العديد من أسعار الأصول المرتفعة العائد الآن في الأسواق، مما يسبب طلباً للدولار الأمريكي لتصفية تلك المراكز المالية.
رغم البيانات الإيجابية التي صدرت من بريطانيا هذا اليوم مشيرة إلى ارتفاع في مؤشر مدراء المشتريات لقطاع البناء لشهر شباط، حيث ارتفع المؤشر على غير المتوقع من 51.4 إلى 54.3، إلا أن هذه البيانات لم تكن قادرة على دفع الجنيه للارتفاع مقابل الدولار الأمريكي رغم ارتفاعه مقابل اليورو.
فنياً، الاتجاه الهابط الحالي للزوج قد يتأكد في حال تم كسر سعر 1.5880 متبوعاً في الدعم 1.5780، لكن في المقابل، قد يكون الاستقرار فوق 1.6000 سبباً لميل التحليل الفني نحو توقّع اتجاه صاعد. لكن حالياً، ملامح انعطاف سلبي على المؤشرات الفنية قد تسبب اختباراً لمستويات الدعم المشار لها في محاولة لتأكيد الاتجاه الهابط.
الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني
ليس هنالك بيانات اقتصادية هامة من الولايات المتحدة هذا اليوم، لكن بدأ المتداولون ينتظرون بيانات الوظائف الأمريكية الأسبوع المقبل. لكن، قوّة الدولار الأمريكي مقابل العملات الأجنبية نابعة من عدم اتجاه الفيدرالي لإظهار احتمال أن نرى سياسة تخفيف كمي جديدة أو أساليب جديدة لدعم الاقتصاد، خصوصاً مع البيانات الاقتصادية التي صدرت مؤخراً لتشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي يخطو خطوات إيجابية نحو التعافي الاقتصادي في وقت نرى فيه العديد من الدول الأخرى تعاني المشاكل، منها مشكلة انكماش التضخم في اليابان.
ارتفع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني هذا اليوم من الأدنى 81.07 وصولاً للأعلى عند سعر 81.72 ين للدولار الأمريكي الواحد، و الميل الصاعد ما زال واضحاً على الزوج حتى هذه اللحظة، خصوصاً بعد أن ظهرت بيانات اليابان يوم أمس مشيرة إلى ارتفاع غير متوقع في البطالة وصولاً إلى 4.6% و تأكيد انكماش التضخم بمقدار 0.9% لو تم استثناء أسعار الغذاء و الطاقة، في حين وقف ارتفاع الأسعار عند مستوى 0.1% باحتسابها، مما قد يجعل بنك اليابان أكثر شراسة في الوقوف في وجه أي ارتفاع في سعر صرف الين الياباني لإيقاف انكماش التضخم، خصوصاً و أن الأسعار ارتفعت بمقدار 0.1% خلال السنة التي تنتهي في شهر يناير-كانون الثاني من هذه السنة مقارنة بانكماش التضخم في الشهر السابق له، و ذلك عندما توقّفت الموجة الصاعدة الحادة للين.
الإيجابية في تداولات الدولار الأمريكي أمام الين الياباني بحسب التحليل الفني قد تستمر بالثبات فوق سعر 80.75، لكن في المقابل، يحتاج الدولار الأمريكي لتأكيد اتجاهه الصاعد من خلال الثبات فوق 81.50 و ذلك لإلغاء تأثير السلبية الظاهرة على مؤشرات العزم.