اليورو ينخفض، و المتداولون يفضّلون التزام الحذر رغم ارتفاع الثقة
15/2/2012
ظهرت البيانات الاقتصادية الأوروبية اليوم لتقلل المخاوف مجدداً حتى مع أن وزراء المالية الأوروبيين أجّلوا اجتماعهم الذي كان من المفترض أن يتم اتخاذ قرار نهائي بخصوص خطّة الإنقاذ الثانية لليونان، و هذا ما سبب بعض التوتر في الأسواق المالية. لكن، أظهرت بيانات النمو في الاتحاد الأوروبي انكماشاً أقل مما كان متوقعاً في الناتج المحلي الإجمالي مما سبب تغيّراً في توقعات أن شهد الاتحاد الأوروبي انكماشاً عميقاً و ركود حاد، فقط أظهرت البيانات اليوم بأن اقتصاد الاتحاد الأوروبي انكمش خلال الربع الرابع الماضي بمقدار 0.3% فيما أشارت التوقعات إلى انكماش مقداره 0.4%، هذا و قد أظهرت بيانات النمو خلال عام 2011 بأن اقتصاد منطقة اليورو قد حقق نمواً مقداره 0.7%.
بيانات الميزان التجاري الأوروبي أظهرت فائضاً مقداره 9.7 مليار يورو و هذا أعلى بكثير من التوقعات التي أشارت إلى احتمال فائض 3.5 مليار، و هذا الفائض التابع لشهر كانون الأول الماضي أظهر بأن المشاكل الاقتصادية ليست بالسوء التي كان يُخشى أن تكون عليه، خصوصاً بعد تحقيق فرنسا نمواً غير متوقع في الناتج المحلي الإجمالي و تقدير الانكماش في الاقتصاد الألماني جاء في وضع أقل من ما كان متوقعاً.
لكن مع ذلك، فضّل المتداولون هذا اليوم أن يبقوا على حذرهم، فقد أوقفت إيران صادراتها من النفط لستّة دول أوروبية و ذلك ردّاً على العقوبات التي فرضت عليها. كذلك، حاجة المتداولين الآن لرؤية قرار نهائي تجاه اليونان و وضعها رغم أنهم يؤمنون الآن بأن إفلاس اليونان أصبح أمر مستبعد خصوصاً مع تصريحات صينية أظهرت أن الصين ما زالت تريد رفع استثماراتها في الديون الأوروبية و السندات.
أصدر اليوم البنك البريطاني تقرير التضخم الربع سنوي، حيث أبقى البنك على التوقعات المستقبلية للاقتصاد كما هي و التي أصدرت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، فيا رفع قليلاً توقعات التضخم، لكن لتبقى ما دون المستويات المستهدفة عند 2.0% من خلال انخفاض حاد في التضخم خلال الفترة الأولى الجارية من عام 2012.
اليورو مقابل الدولار الأمريكي
الحذر في الأسواق المالية دفع في عمليات جني أرباح واسعة على اليورو، و هذا ما سبب انخفاض سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي من مستوى 1.3066 دولار لليورو الواحد منخفضاً من الأعلى الذي تحقق عند سعر 1.3192. يظهر لنا التحليل الفني أيضاً بأن سبب الانخفاض هو فشل متكرر في الثبات فوق المتوسط المتحرك 50 إلى جانب فشل الثبات فوق المقاومة 1.3230.
يتعلّق مصير اليورو الآن في قرار وزراء المالية الأوروبيين، فقرارهم كلما كان أسرع، و ظهرت نتائجه للأسواق المالية بشكل أوضح، قد نرى اليورو يعود للارتفاع. لكن، كلما طالت فترة الانتظار، قد يصبح المتداولون أكثر قلقاً مما يجعلهم يفضّلون اتخاذ الحيادية و جني الأرباح.
الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي
تداول سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي هذا اليوم بين الأعلى 1.5735 و الأدنى 1.5673 دولار للجنيه الإسترليني الواحد، لكن التداولات الحالية تقع في الجزء الأقرب من أدنى مستويات له رغم أن الجنيه يتداول على قليل من الارتفاع مقابل الدولار الأمريكي بقياس جلسة هذا اليوم الالكترونية.
إن التحليل الفني ما زال يرى احتمال انخفاض سعر صرف الجنيه، و ذلك لأن الزوج ما زال مستقراً ما دون مستويات 1.5750 و المستوى الأهم 1.5925، فالثبات تحت تلك المستويات بقي على الاتجاه الهابط وارداً، لكن كسر مستوى 1.5630 قد يكون بمثابة تأكيد لهذه النظرة السلبية.
إن مدى تأثّر المملكة المتحدة في أزمة الديون السيادية الأوروبية قد يجعل مصير الجنيه الإسترليني متعلّق في مستجدات الأزمة. فكلما أثبتت أزمة الديون السيادية استمرارها، قد نرى الجنيه الإسترليني يتعرّض لمزيد من الضغط السلبي. لكن، ظهور حلول للأزمة بشكل أوضح، و اتخاذ قرارات حقيقية تجاه اليونان، قد يجعل الجنيه الإسترليني يرتفع مستفيداً من انخفاض سعر صرف الدولار أيضاً الذي قد ينخفض مع ارتفاع الثقة في الأسواق المالية.
الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني
استمرت الموجة الصاعدة في سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني هذا اليوم أيضاً، فقد استطاع سعر صرف الدولار الأمريكي اليوم الارتفاع من مستوى 78.35 ين إلى 78.65 ين للدولار الأمريكي الواحد. الاتجاه الصاعد بحسب التحليل الفني متاح استمراره، لكن يجب على الدولار إثبات قدرته على الثبات فوق 78.10، و دوام التداول فوق هذا المستوى قد يدفع بالزوج لاختبار مستويات تصل إلى 79.55.
أظهرت بيانات مؤشر نيويورك الصناعي من الولايات المتحدة لشهر شباط الجاري هذا اليوم تحسّناً بأكثر من التوقعات، حيث أظهرت البيانات الاقتصادية بأن المؤشر ارتفع من مستوى 13.48 إلى 19.53، وهذا سبب آخر لتقليل السلبية في الأسواق المالية، لكن مع ذلك، نرى الدولار الأمريكي و قد ارتفع مقابل كل من اليورو و الجنيه، و ذلك كما أشرنا بسبب رغبة المتداولين في تقليل مخاطرتهم في الأسواق رغم تفاؤلهم لحين ظهور مستجدات نهائية تجاه اليونان ، فيما الدولار الأمريكي يتمتّع في موجته الصاعدة مقابل الين الياباني في ظل اتجاه بنك اليابان لدعم الاقتصاد من خلال آخر مفاجأته أمس التي قام من خلالها بإضافة 10 تريليون ين ياباني في خطّة برنامج شراء الأصول لدعم الاقتصاد.