أزمة الديون الامريكية والاوروبية
صرحت منذ أيام مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لا جارد بشأن أزمة الديون الأوروبية بأن سبب العاصفة مالية محتملة تنطلق من أوروبا” . وهذا مؤشر خطير عن القادم نتيجة لهذه الأزمة التي ولدت 2008 الأزمة المالية العالمية بفعل المدمرات الثلاث: الربا والمقامرة وبيع الديون والتي حرمتها شريعة الإسلام .
فقد نتج عن الأزمة المالية العالمية ركود في دول الاتحاد الأوروبي ترتب عليه ضخ سيولة للتحفيز فتم اللجوء للاستدانة الخارجية وهو ما نتج عنه تباطؤ النمو فالعجز عن سداد الديون السيادية التي تضخمت حتى وصلت في إيطاليا 7 .1 تريليون يورو، وفي إسبانيا 700 مليار يورو، وفي اليونان 350 مليار يورو .
وإذا كان انفجار الأزمة المالية العالمية تم في ظل غياب عامل الثقة في الاقتصاد الأمريكي نتيجة لإفلاس بنك ليمان براذر وكف الحكومة الأمريكية يدها عن إنقاذه، وإن تحركت متأخراً بعض ذلك وأنفقت أموالاً مضاعفة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولكن بعد فوات الأوان وانفجار الأزمة، وصعوبة عودة الاقتصاد إلى ما كان .
انفجار أزمة الديون الأوروبية كانت بفعل غياب الثقة أيضاً في الأسواق الأوروبية نتيجة لموقف المستشارة الأمريكية (ميركل) السلبي في بادئ الأزمة تجاه اليونان، حيث أعلنت صراحة عن عدم تقديم أي عون لها رغم أن ديونها وقتها لم تكن تتعدى 300 مليار يورو وهو ما انعكس أثره سلبا في كل الأسواق الأوروبية
ويتوقع أن يرتفع حجم الدين العام الأمريكي إلى 5 .15 تريليون دولار مع نهاية العام الجاري و7 .16 تريليون دولار في عام 2012 في ظل سياسة ترقيع الديون التي تبنتها الحكومة الأمريكية خاصة في ظل الاختلاف بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري في السياسات الاقتصادية للخروج من الأزمة من حيث تخفيض النفقات وزيادة الضرائب والإصدار النقدي والتمويل بالدين .