البرلمان الاوربي يقر اتفاقا يسمح للامريكيين بالاطلاع على التحويلات المصرفية
وافق البرلمانيون الأوروبيون على اتفاق جديد يسمح بموجبه لمفتشي مكافحة الإرهاب الأمريكيين بالاطلاع على بيانات الأوروبيين المصرفية.
وجاء التصويت على القرار الجديد بعد مفاوضات صعبة مع السلطات الأمريكية ، اذ سبق للبرلمان الأوروبي أن رفض مسودة اتفاق سابق في فبراير/شباط.
وقال المفاوضون الأوروبيون ان الاتفاق الجديد يعطي لموظفي السلطات الأوروبية صلاحية مراقبة افعال المحققين الأمريكيين.
ويعطي الاتفاق للولايات المتحدة مدخلا الى معظم البيانات التي تنقلها (Swift ). وهي الشركة المسؤولة عن تسليم ملايين التحويلات المصرفية يوميا.
وتقول واشنطن ان هذه الصفقة ذات اهمية كبيرة في مكافحة الإرهاب، وتمثل جزءا من برنامج الولايات المتحدة لتعقب "التمويلات الإرهابية" (TFTP) الذي تم انشاؤه بعد هجمات سبتمبر/ايلول على الولايات المتحدة.
مخاوف على الخصوصية
وقد ضغط مسؤولون أمريكيون كبار بينهم وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون على الاتحاد الأوروبي بشأن صفقة نقل المعلومات.
وقد صوت إلى جانب الاتفاق 484 نائبا مقابل 109 صوتوا ضده وغاب عن الجلسة 12 نائبا من نواب البرلمان الأوروبي.
وكان نواب البرلمان الاوروبي قد رفضوا في فبراير/شباط الماضي مسودة الاتفاق السابقة قائلين إن اجراءات حماية الخصوصية فيها غير كافية.
ولعل حقيقة ان الولايات المتحدة كانت تدخل سريا الى البيانات المصرفية في (سويفت) لم تظهر الى العلن حتى عام 2006 .
وقالت المفوضية الأوروبية إنه بموجب الصفقة الجديدة، ستكون وكالة الشرطة الاوربية (يوروبول) مسؤولة عن تقييم ما اذا كانت طلبات معلومات معينة ضرورية لمكافحة الارهاب قبل ارسال هذه المعلومات إلى الولايات المتحدة.
وستعين المفوضية موظفين من الاتحاد الأوروبي لمراقبة افعال المحققين الامريكيين في هذا الصدد.
وسيكون للمواطنين الأوروبيين الذين يعتقدون بأن معلوماتهم يساء استخدامها الحق في رفع دعاوى قانونية في المحاكم الامريكية.
بيانات شخصية
وتقول المفوضية إن المعلومات التي تنقل عبر البرنامج الامريكي لتعقب تمويلات الارهاب (TFTP) قد تتضمن معلومات لتحديد هوية مصدر التحويلات ومستلمها، بضمنها الاسم والعنوان ورقم الهوية القومي وبقية البيانات الشخصية ذات الصلة بالتحويل المالي.
وقال الليبرالي الالماني الكسندر الفارو عضو البرلمان الأوروبي إن الاتفاق "سيكفل تعقب التمويلات الارهابية وصولا الى مصادرها، بيد أنه لن يؤثر في التحويلات المصرفية اليومية لمواطني الاتحاد الأوروبي".
وقال زعيم كتلة المحافظين البريطانيين في البرلمان الأوروبي تيموثي كيركهوب إن الاتفاق "يرسل الاشارات الصحيحة عن تصميمينا على مقاتلة الارهاب والتزامنا بالبقاء شريكا قويا للولايات المتحدة".
وتقول جماعة الضغط المسماة الحقوق الرقمية الاوروبية إن الصفقة الجديدة مازالت ليست مقيدة بما فيه الكفاية، اذ ستسمح بنقل كمية ضخمة من البيانات الى الولايات المتحدة، وتضيف الجماعة أنها تشك في امكانية أن يحصل المواطنون الأوروبيون المتضررون على أي حق لاصلاح هذا الضرر قانونيا في الولايات المتحدة.
وتقول الجماعة إن شرطة الاتحاد الأوروبي ليست هي الجهة الصحيحة لفحص طلبات مكافحة الارهاب الامريكية، لان (اليوروبول) نفسها ستكون قادرة على طلب المعلومات من البحث الامريكي وذلك "سيقلل بشكل جذري من أي حافز لتحديد كمية البيانات المنقولة".
وتدعو الى أن تتولى المسؤولية عن ذلك هيئة قضائية وليس الشرطة.