استثمارات جديدة في "بي بي" تثير القلق
قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية إن سعي شركة بي بي لاستقطاب مستثمرين من الشرق الأوسط للمساعدة في انتشالها من الأزمة التي سببتها بقعة النفط في خليج المكسيك قد يجلب لها المزيد من المشكلات.
وكانت تقارير قد أفادت أن الرئيس التنفيذي للشركة البريطانية توني هيوارد أبلغ حكومة أبو ظبي أن الشركة على استعداد لبيعها حصة تبلغ 10%. وقبل عدة أيام قال مسؤول ليبي إنه يجب على الصندوق السيادي الليبي الاستثمار بالشركة، ووصف مثل هذه الخطوة بأنها ستكون صفقة جيدة بالنظر إلى هبوط سعر أسهمها حاليا.
لكن الصحيفة قالت إن زيادة الاستثمارات بالشركة من الشرق الأوسط قد تتسبب في إعادة النظر في وضع الشركة خاصة وأن الشركة الفرعية بي بي أميركا تقوم بأعمال الحفر والاستكشاف عن النفط والغاز من خلال مناطق مؤجرة من الحكومة الأميركية، كما تقوم ببيع البنزين والمنتجات النفطية الأخرى للشركات والمستهلكين.
وطلبت وزارة العدل الأميركية من بي بي إبلاغها بأي قرار مهم يتعلق بالشركة قبل ثلاثين يوما من اتخاذه.
الأمن القومي الأميركي
وقالت لوس أنجلوس تايمز إن التوصل إلى اتفاقية مع أبو ظبي قد يثير القلق بشأن الأمن القومي الأميركي.
واستشهدت بموقف الكونغرس الذي هدد قبل أربعة أعوام بمنع شركة موانئ دبي العالمية التابعة لدبي من إدارة ثمانية موانئ أميركية بعد استحواذها على شركة إدارة بريطانية. واستجابت دبي العالمية للضغوط وحولت حصتها إلى شركة أميركية.
وقبل خمس سنوات أيضا أبطل الكونغرس محاولة لمؤسسة النفط الوطنية الصينية للأعمال البحرية من شراء شركة يونوكال النفطية الأميركية.
وفي كلتا الحالتين استشهد الكونغرس بالقلق بشأن الأمن القومي. ونقلت الصحيفة عن فيل فلين نائب رئيس مؤسسة بي إف جي بست للأبحاث أن زيادة استثمارات الشرق الأوسط في "بي بي" ستشوه صورتها في الولايات المتحدة.
وقال إنه تلقى رسالة بالبريد الإلكتروني تتساءل كيف يمكن للشركة أن تكسب معركة الرأي العام بعد أن تم تحويلها إلى شركة منبوذة بالولايات المتحدة ثم بعد ذلك يتم بحث بيع حصة لليبيا.
وقال فلين إن ذلك يذكر فعلا بالمحاولة الصينية لشراء يونوكال.
ولم يتم الإعلان عن أي صفقات ولم يصدر أي رد فعل من الكونغرس حتى الآن بسبب إجازة أسبوعية طويلة بالكونغرس وسفر العديد من المشرعين الأميركيين.
لكن مدير برنامج أمن الطاقة والتغيرات المناخية بمجلس العلاقات الخارجية مايكل ليفي قال إن معارضة الاستثمار بالشركة من الشرق الأوسط قد تأتي بآثار عكسية على المسؤولين الأميركيين الذين يريدون من الشركة دفع ملايين الدولارات لتنظيف السواحل الأميركية. وقال إن جزءا من تنفيذ ذلك هو أن تكون هناك أموال لدى الشركة.
لكن وجود ما يكفي من الأموال هو في حد ذاته مسألة تثير القلق بعد أن هبطت أسهمها في السوق بنسبة 55% منذ بدء المشكلة في أبريل/ نيسان الماضي.
وبسبب الخوف من أن تصبح الشركة هدفا للاستحواذ، أخذ رئيس الشركة توني هيوارد يجوب المناطق لدعم ماليتها. فقد زار أذربيجان قبل أن يصل إلى أبو ظبي.
حصص جديدة
ونقلت لوس أنجلوس تايمز عن المتحدث باسم الشركة دارن بيدو في هيوستن القول إن الشركة لا تسعى إلى بيع حصص جديدة لكن أصحاب الحصص يستطيعون زيادتها إن أرادوا ذلك.
لكن المحلل بمؤسسة أرغوس للأبحاث فيل فايس قال إن الطريقة الواقعية الوحيدة لتحسين وضع البيان الختامي للشركة هو إيجاد مستثمرين جدد.
وقال دون هوفمايستر، وهو الرئيس السابق لشركة شل، إن إيجاد مستثمر إستراتيجي يستطيع الانتظار مدة طويلة قبل الحصول على أرباح قد تكون الطريقة المثلى لحل المشكلة بالنسبة لـ بي بي.
يُشار إلى أن الحكومة الكويتية هي أحد أكبر المستثمرين حاليا في "بي بي" وتبلغ حصتها نحو 1.8% . وكانت الكويت تملك 21.6% من بي بي عام 1988 عندما
طلب المسؤولون البريطانيون من الشركة التخلص من نصف ممتلكاتها.
المصدر: لوس أنجلوس تايمز