بورصة انفو. الاربعاء 05.53 جمت - مخاطر رؤية انحدار ثان للاقتصاد الاميركي تزداد وضوحا. بالمقابل مشاكل الديون السيادية الاوروبية تم ترحيلها الى الصف الثاني في اهتمامات السوق. نتيجة ذلك كان تقديم اليورو واستهدافه بشراءات دفعت به الى ال 1.2660 ، وهو لا يزال عرضة لها حتى ولو انها كُسرت في الفترة الاسيوية، حيث انه تعرض لموجة جني ارباح عادت به الى المراوحة دون ال 1.2600 مجددا.
البيانات الاميركية لا تكف عن اثبات الحقيقة التي باتت قاطعة. مرحلة النهضة والنشاط في الاقتصاد تتعثر. مؤشر ال اي اس ام الذي يشمل اكثر من ثلثي قطاعات الاقتصاد الاميركي تراجع بالامس، وابرز ثلاثة قطاعات من مكوناته وهي الانتاج والطلبيات وسوق العمل لم تؤدّ المطلوب منها.
ان نظرية هشاشة الانتعاش الاقتصادي الاميركي ليست جديدة. كنا قد بدأنا نسمع تردداتها في السوق منذ ما يزيد عن الشهرين. اليوم بدأت البراهين عليها تظهر بالتتالي. الخطر هذا بات جديا. ال وول ستريت كانت ارباحه يوم امس صوَرية فقط حتى ولو انها تعدت حدود ال 150 نقطة. عند نهاية التداولات كان قد تخلى عنها كلها.
والان! ماذا سيكون من أمر الدولار؟ هل يتابع التراجع ؟
ماذا سيكون من امر اليورو ؟ هل يتابع الارتفاع؟
حيال هذا الامر لا يمكن ان يكون الجواب قاطعا. اشارات التحول عن الدولار كعملة ملاذ الى جانب الين والفرنك ظهرت في الايام القليلة الماضية ولكنها لا زالت اولية. لا بد من تلقي المزيد من البراهين عليها حتى يمكن العمل على اساس ان الدولار سيرافق المسيرة الضبابية لل وول ستريت ان هي تتابعت. بيانات البطالة ومؤشرات ال " اي اس ام " قدمت الى الواجهة الرهانات على استحالة رفع الفائدة بالمدى المنظور وهذا عامل معرقل للدولار حتما.
ما يمكن قوله وبجزم قاطع هو ان ارتفاع اليورو ترافقا مع تأزم عام للاقتصاد العالمي - كما حدث ابان الازمة الماضية - أمر يصعب اعتماده كاستراتيجية مستقبلية موثوقة. ان المشاكل الاوروبية لم تُحل بعد. اية مستجدات ضبابية ستعاود فعل فعلها بالنسبة لوجهة العملة الموحدة.
اليوم لا بيانات من الصف الاول ننتظرها من اوروبا او من الولايات المتحدة.