البنك المركزي الياباني يتدخل في أسواق العملات ببيع الين
البنك المركزي الياباني يستجيب للتوقعات و يقوم بالتدخل في أسواق العملات الأجنبية للمر الثانية هذا العام ببيع الين الياباني بعد أن وصلت العملة اليابانية إلى أعلى مستوياتها مقابل الدولار منذ زلزال 11 مارس الماضي الأمر الذي أضر بالاقتصاد الياباني.
مع الارتفاع المستمر للين الياباني مقابل الدولار و العملات الرئيسية اضطر البنك المركزي الياباني إلى التدخل بشكل مباشر في أسواق العملات الأجنبية ببيع الين مقابل الدولار للحد من الارتفاع المستمر له، يأتي هذا بعد أن تسبب ارتفاع الين في تراجع أرباح الشركات اليابانية التي تعتمد على التصدير من هوندا وحتى شركة سوني.
التدخل من قبل البنك المركزي الياباني سبقه العديد من التصريحات التي تمهد لهذا من قبل السيد نودا وزير المالية الياباني، الذي أشار اليوم أن تدخل البنك المركزي الياباني يأتي منفردا بدون دول مجموعة السبع، إلا أن الاتصالات كانت مستمرة مع هذه الدول قبل اتخاذ القرار.
انخفض الين الياباني بشكل كبير مقابل الدولار بعد تدخل البنك المركزي في أسواق العملات، حيث سجل الزوج أعلى مستوى له عند 79.06 في تمام الساعة 03:22 بتوقيت غرينتش بعد أن كان يتداول عند مستويات 77.12 قبل تدخل البنك الياباني.
المشكلة لا تزال قائمة
على الرغم من تدخل البنك المركزي الياباني للمرة الثانية هذا العام ببيع الين إلا أن المشكلة لا تزال قائمة وهي ارتفاع الين إلى مستويات تسبب خسائر للشركات المصدرة التي ترى أن المستوى المثالي للين و الذي تستطيع معه تحقيق الربح يكون عند 82.59 للدولار الواحد.
من هنا نجد أن المشكلة لا تزال قائمة أمام الاقتصاد الياباني فحتى مع هذا التدخل من قبل البنك المركزي، يبقى الين عند مستويات مرتفعة تصعب الأمور على الشركات الياباني التي لا تزال تعاني من الآثار السلبية لزلزال 11 آذار الماضي.
التوقعات بعد تدخل البنك المركزي
التوقعات لا تزال متداخلة عقب تدخل البنك المركزي الياباني في أسواق العملات، فالين سيتراجع بشكل طبيعي عقب هذا التدخل، ولكن هذا التراجع سيكون محدودا بشكل أو بآخر قبل أن يقوم الين بالارتفاع مجددا، و أفضل مثال على هذا ما حدث بعد التدخل الأخير من البنك عقب زلزال 11 آذار و الذي دفع الين إلى الانخفاض قبل أن يسترد قوته مجددا ويصل إلى نفس المستويات الحرجة.
المشكلة الحقيقية تكمن في الخوف و الإحباط السائدين في الأسواق المالية حالياً بعد التعثر الكبير للدول الأوروبية في سداد ديونها، و التراجع الكبير للاقتصاد الأمريكي و الذي انتهى بقرار رفع سقف الدين، الأمر الذي من شأن أن يزيد من قلق المستثمرين و يدفعه إلى اللجوء إلى الملاذ الآمن المتمثل في الين صاحب اقل عائد بين العملات.
و في النهاية نشير أن البنك المركزي الياباني قرر أن ينهي اجتماعه اليوم بعد أن كان المقرر إنهائه غدا، و تشير التوقعات أن البنك قد يقوم بزيادة البرامج المالية التي تهدف إلى زيادة السيولة النقدية في الأسواق.