بورصة انفو. الخميس 00.38 جمت -
الكثيرون كانوا ينظرون الى يوم الخميس على انه يوم الخطر الكبير الذي قد يخبئ المحظور. فيه تستحق على البنوك العاملة في اوروبا مبالغ ضخمة ( 442 ملياريورو ) كانت قد استدانتها من صندوق المركزي الاوروبي في الصيف الماضي. المركزي الاوروبي استبق الحدث وقفز الى الحلبة في الوقت المناسب. وضع بتصرف البنوك ما تحتاجه من سيولة لفترة ثلاثة اشهر وبفائدة ثابتة بلغت ال 1%.. الطلبات كانت معتدلة ولم تتجاوز ال 131.9 مليار يورو. عدد البنوك التي طلبتها متواضع ايضا وبلغ ال 171 بنكا. الحدث ادخل بعضا من طمأنينة الى النفوس. السوق ترجمها استقرارا ومراوحة باستثناء اليورو الي احتفل بالحدث لساعات عدة.
انه في الواقع حدث مريح وايجابي. الخشية كانت مبررة من ان استحقاق يوم الخميس سيضع بعض البنوك امام صعوبات جمة ان هي لم تتمكن من ايجاد مصدر تمويل جديد. ان نكتشف اليوم ان البنوك الاوروبية ليست في وضع يائس الى حد تجد نفسها مجبرة لقبول قروض يعرضها المركزي بفائدة 1% لهو أمر جدير بالتوقف والتفكر بايجابيات موجودة بالرغم من السلبيات.
هو مريح ولكن من الافضل انتظار يوم غد الخميس لتكوين صورة كاملة عن الوضع ومعرفة ما اذا كان من الممكن إكمال الفرحة...
وحتى هذه الفرحة التي عمت السوق لا يجوز الاندفاع بموجتها بدون تحفظ اطلاقا .. يجب الا ننسى ان البنوك المعنية كانت تمتلك ما يكفي من الوقت للتحضير للموعد المنتظر . من جهة اخرى فان مبلغ ال 131 مليار - حتى ولو انه بقي دون التوقعات - فهو على مستوى محترم ايضا ويصح اعتماده كوثيقة تدل على ان بعض البنوك الاوروبية - والارجح انها من الجنوب - لا زالت تلاقي صعوبة بالتمون من السوق وتحتاج بالتالي ليد المركزي الاوروبي.
ما يدعو الى التروي ان البنوك الاوروبية لا زالت حتى الان محجمة عن فعل الاقراض المتبادل وتؤثر ايداع سيولتها في صندوق المركزي الاوروبي .ليل الاثنين بلغت المبالغ المودعة 305 مليار يورو . قبل الازمة هذه كانت هذه المبالغ لا تتعدى ال 10 مليار يورو . الفارق لا يحتاج الى الكثير من الكلام...
الى ذلك فقد قرر البنك المركزي انهاء العمل ببرنامج شراء السندات المؤمنة ("Covered Bonds"). هو خصص في الماضي لهذه الشراءات 60.2 مليار يورو لتسهيل اعادة الترسمل على البنوك. البنوك المركزية في الاتحاد الاوروبي تعهدت بالاحتفاظ بهذه الاوراق حتى موعد استحقاقها.
واخيرا ...
حساسية اليورو اليوم تجاه استحقاق مبلغ ال 442 مليار يورو على البنوك العاملة في منطقة اليورو تتمثل قبل كل شيء بالنقطة التالية:
ان السندات الحكومية التي اودعتها البنوك المعنية صندوق المركزي الاوروبي قبل سنة من الان كضمانة لقاء تلقيها القروض التي طلبتها ستعاد اليها اليوم على الارجح.
امتلاك البنوك مجددا لهذه السندات وبخاصة العائدة الى البلدان التي تعاني من مصاعب مالية سيشكل تحدٍ جديد بالنسبة لها نظرا لكون اسعارها قد اختلفت عما كانت عليه قبل سنة من الان ولكونها لن تجد سهولة في بيعها ان هي عرضتها في السوق.
ما التأثير الذي يمكن ان تتركه هذه الخطوة على سوق السندات الاوروبي وبخاصة على سندات جنوبي اوروبا؟ هذا ما يتحسب له السوق ويخشى من حركة ارتفاع للفوائد حادة عقب هذه العملية كما من ارتفاع لعقود التأمين على السندات ايضا.
اليورو لن يكون مرتاحا طبعا لهذه الامور.