أسبوع أوروبي هادئ..... و الأنظار تبقى مسلطة على أزمة الديون في الولايات المتحدة و أوروبا
انقضى الأسبوع الأخير من شهر يوليو الذي امتاز بالهدوء العام مع شح البيانات الاقتصادية الأوروبية، و انصباب الاهتمام على تطورات أزمة الديون العامة في الولايات المتحدة و أوروبا، فقد قامت موديز بتخفيض التصنيف الائتماني للديون السيادية اليونانية بشكل أعمق في المستويات ذات المخاطرة المرتفعة، و وضعت ستاندرد اند بورز التصنيف الائتماني للديون الأسبانية تحت المراجعة.
بقيت حالة الترقب و الانتظار مسيطرة على الأجواء، فكان المستثمرين ينتظرون القرار النهائي من البيت الأبيض الأمريكي حول رفع سقف الديون العامة ، و لكن الجمهوريين قرروا مساء الخميس تأجيل التصويت على مشروع تسوية الديون حتى مساء الجمعة و ذلك بعد الفشل في التوصل إلى اتفاق، خاصة مع توقعات سابقة من الديمقراطيين برفض الجمهوريين تمرير الخطة.
من أهم أحداث الأسبوع الماضي في القارة الأوروبية، قيام وكالة موديز ببداية الأسبوع الماضي بتخفيض التصنيف الائتماني للديون السيادية في اليونان بثلاثة خطوات ليغرق تصنيفها بشكل أعمق في المستويات ذات المخاطر العالية، ليصل إلى Ca و الذي كان Caa1، و أكدت الوكالة بأن حزمة المساعدات الجديدة المقدمة من الاتحاد الأوروبي تمثل خسائر اقتصادية كبيرة للقطاع الخاص، و أضافت الوكالة أنها ستعاود النظر في السندات الحكومية الجديدة التي قد تُصدرها اليونان لاحقاً و ذلك بعد بدء حملة المساعدات الجديدة.
كان قادة منطقة اليورو قد اقروا الأسبوع السابق خطة إنقاذ ثانية لليونان بقيمة إجمالية تقدر بنحو 159 بليون يورو، تتضمن إعادة هيكلة للديون اليونانية و التوسع في حزمة المساعدات الأوروبية، و تشمل الخطة للمرة الأولى مشاركة حاملي السندات في برنامج المساعدات، و ستقدم بنوك القطاع الخاص في أوروبا 135 بليون يورو على مدار الثلاثيين عاما القادمة.
ضمن الحديث عن اليونان و وكالات التصنيف الائتماني، صرحت وكالة ستاندرد اند بورز بأن اليونان سوف تواجه تخلفا جزئيا عن سداد الديون العامة على الرغم من حصولها على خطة إنقاذ جديدة من المفوضية الأوروبية بقيمة 159 مليار يورو إلا أن هذه الخطة تتضمن مساهمة حاملي السندات في الخطة، و قامت الوكالة أيضا بتخفيض التصنيف الائتماني للبلاد لمستويات CC من CCC، و وضعت التوقعات المستقبلية سالبة.
في صباح اليوم الأخير من الأسبوع، قررت موديز وضع الديون السيادية الأسبانية صاحبة التصنيف Aa2 تحت المراجعة مع احتمالية تخفيضها، و هذا بدوره أشعل المخاوف في الأسواق المالية بشأن أزمة الديون في أوروبا من جديد، و بأن الخطة الأخيرة ليست كافية لاحتواء الأزمة، بالإضافة إلى أن هذا التحذير يضيف مزيد من الإشارات إلى احتمالية بدء انتشار أزمة الديون العامة إلى دول أوروبية عملاقة مثل اسبانيا و ايطاليا.
أعلنت العديد من الشركات الأوروبية هذا الأسبوع عن نتائج أعمالها خلال الربع الثاني من العام الجاري، فقد أظهرت نتائج كريديت سويس و يو بي أس تراجعا حاد في الأرباح، في حين جاءت أرباح رولز رايس و رويال دوتش شل أفضل من التوقعات، و استطاعت شركة بي بي تحقيق الأرباح بعد الخسائر القياسية التي سجلتها خلال الفترة الماضية، و في الوقت نفسه سجلت شركة ديملر الألمانية ارتفاع قياسي في الأرباح الربع سنوية ( الأرباح قبل اقتطاع الضرائب و الفوائد).
كانت بيانات النمو البريطانية الأهم هذا الأسبوع، حيث أظهرت تباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي في المملكة المتحدة خلال الربع الثاني من العام الجاري، و لتأتي القراءة التمهيدية مطابقة للتوقعات على المستوى الربع سنوي و دون التوقعات على المستوى السنوي، و هذا بدوره يدعم جميع التكهنات باستمرار قيام البنك المركزي البريطاني بسياسته الميسرة لدعم مستويات النمو المتباطئة.
أكدت القراءة المتقدمة للناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الثاني في المملكة المتحدة نموا مطابقاً للتوقعات عند 0.2% مقارنة بالقراءة السابقة 0.5%، في حين أن القراءة السنوية المتقدمة أظهرت نموا أسوأ من التوقعات ليصل إلى 0.7% مقارنة بالتوقعات 0.8% في حين أن القراءة السابقة كانت 1.6%..