"جورج" سورس": الصين تعيش "قليلا من فقاعة".. والعالم المتقدم يتجه إلى إفريقيا بعد فشله على أرضه
قال الملياردير المعروف "جورج سوروس" اليوم في مؤتمر عُقد بالعاصمة النرويجية أوسلو إن الصين فقدت فرصة هامة لكبح جماح التضخم، وهي الآن عرضة لمخاطر تراجع النمو بشكل حاد.
وقال أيضا إن ثاني أكبر إقتصادات العالم يعيش "قليلا من فقاعة"، وهناك بعض الدلائل على أن الصين فقدت السيطرة على الوضع.
وأشار "سوروس" الذي يبلغ من العمر ثمانين عاما إلى أن الطريقة التي توجه بها الصين اقتصادها في سبيلها إلى فقدان المزيد من قوة الدفع، مضيفا بأن البلاد تشهد بدايات إرتفاع التضخم في الرواتب والأجور.
وكانت السلطات في بكين قد أعلنت اليوم عن رفع الإحتياطيات الإلزامية للبنوك بنصف نقطة مئوية للمرة السادسة هذا العام إلى مستوى قياسي عند 21.5%، وذلك في محاولة منها للسيطرة على معدل التضخم الذي كشفت بيانات اليوم الإحصائية الرسمية تسارعه بأعلى معدل في أربعة وثلاثين شهرا خلال مايو/آيار عند 5.5% متجاوزا مستهدف الحكومة عند 4%.
وفي ذات الوقت فإن "سوروس" يعتقد بأن الجهود المبذولة في كل من الولايات المتحدة وأوروبا من أجل استعادة وتيرة النمو قد فشلت في الوصول إلى مبتغاها فضلا عن فشلها في معالجة الاختلالات الكامنة داخل بنيان الاقتصاد العالمي.
فالبنوك لم يتم إعادة تمويلها بشكل صحيح، فضلا عن عدم تصحيح وضع الاختلالات الأساسية، كما تجري عرقلة عملية الانتعاش نتيجة "أن السلطات الرسمية لم تقدم حلا" على حد قول "سوروس" نفسه.
ونوه الملياردير العجوز إلى أن أوروبا لم تستطع إقناع المستثمرين بأن عملتها الموحدة تمتلك نظاما فعالا، في الوقت الذي تعاني فيه هذه العملة من "مشكلة متأصلة"، تزامنا مع وجود سرعتين يتحرك بهما الاقتصاد في تلك المنطقة، حيث ألمانيا التي تقود القاطرة، بينما تعيش دول أضعف وتتلقى المساعدات المالية مثل اليونان وأيرلندا والبرتغال وضعا صعبا تحاول فيه بالكاد الوقوف على قدميها.
وبالانتقال إلى الولايات المتحدة، فإن "سوروس" يرى أن صناع السياسات بها يحاولون تحقيق التوازن بين خلق المزيد من فرص العمل جنبا إلى جنب مع الحاجة إلى خفض معدلات الدين.
ويرى "سوروس" أن الاضطراب الاقتصادي الحاصل في العالم المتقدم يدفعه إلى الذهاب نحو إفريقيا، التي يمكن وصفها بأنها "منطقة استثمار جذابة للغاية" مضيفا أنهم "منخرطون للغاية" هناك.
يشار إلى أن "جورج سوروس" اشتهر بقوة عام 1992 عندما استطاع تحقيق مكاسب بقيمة مليار دولار نتيجة رهانه ضد الجنيه الإسترليني، ويشغل حاليا منصب رئيس مجلس الإدارة لصناديق "سوروس" التي تدير أصولا قيمتها 28 مليار دولار.