جني أرباح مضاربي، استحث طلبات ملاذ آمن جديدة
خلال الجلسة الأمريكية يوم أمس، حصلت موجة جني أرباح كبيرة في أسواق المعادن الثمينة أخذت شكلاً قريباً من عمليات جني الأرباح المضاربية. المضاربون لا يريدون البقاء في الأسواق المالية في انتظار بيانات الوظائف الأمريكية المنتظر صدورها اليوم، و شملت هذه الرغبة في جني الأرباح و الخروج من السوق أسواق المعادن الثمينة يوم أمس من قبل المضاربين الذين قاموا بجني أرباح واضح.
لكن في المقابل، حصل أمر ليس غريب و لم يكن مستبعداً، حيث تدفّقت سيولة طلب على الذهب عندما انخفض سعره خلال جلسة نيويورك حول مستويات 1519.00 دولار للأونصة، حيث استغل الكثير من المتداولون الطالبين للملاذ الآمن انخفاض سعر الذهب لدخول عمليات شراء جديدة، و هذا ما جعل الذهب يعود للارتفاع بشكل حاد أيضاً ليغلق تداولات نيويورك على انخفاض طفيف رغم الموجة الهابطة القوية التي حصلت.
ساعد ضعف الدولار الأمريكي على الاتجاه نحو الذهب، حيث أن ضعف الدولار الأمريكي استحث موجة الطلب على الذهب التي أعادته للإغلاق في جلسة نيويورك عند مستوى 1534.80 دولار مكتفياً بانخفاض مقداره 0.34% رغم أن الاتجاه الهابط كان قوياً جداً بعد ملامسة مستويات حول 1543.00 دولار. بشكل عام، اتسمت جلسة أمس بالنسبة للذهب بتذبذب شديد مع ميل للهبوط، ثم عودة للارتفاع.
بالنسبة لسعر الفضة، فقد انخفض هو الآخر انخفاضاً حاداً ليلامس الأدنى عند 35.45 دولار للأونصة في جلسة نيويورك، بعد ذلك عاد السعر للارتفاع قليلاً ليغلق عند 36.15 دولار للأونصة فاقداً 1.82% من سعر الافتتاح. بالنسبة للبلاتين، فقد انخفض أيضاً ليلامس الأدنى عند 1799.00 دولار و عاد للإغلاق عند مستوى 1812.00 دولار للأونصة مكتفياً بانخفاض مقداره 0.38%. استطاع الحاجز النفسي 1800.00 دولار أن ينشئ بعض الطلبات ليرتد السعر صعوداً منه.
الفضة تستقطب أغلب المضاربين المتجّهين إلى أسواق المعادن الثمينة، و هذا هو السبب الرئيسي في تأثر سعر الفضة بشكل كبير أكثر من كل من الذهب و البلاتين في عمليات جني الأرباح، حيث أن الذهب هو أكثر المعادن استقطاباً للملاذ الآمن و طلبات تغطية مخاطر التضخم و الأقل تأثراً في المضاربة بحسب الكثير من الإحصائيات مما يجعل الذهب الأقل تأثراً في عمليات جني الأرباح المضاربية. بالنسبة للبلاتين، فهو شهير في استقطاب طلبات مرتبطة في نمو الاقتصاد الدولي و مقدار هذا التحسّن، فالبلاتين قريب لأن يكون معدناً صناعياً إلى جانب كونه معدن ثمين.
من الملاحظ أن مؤشرات السلع ارتفعت قليلاً يوم أمس، حيث أغلق مؤشر S&P GSCI على ارتفاع مقداره 1.93 نقطة فيما مؤشر RJ/CRB ارتفع بمقدار 1.98 نقطة، و ارتفاع مؤشرات السلع هذه كان بدعم من ارتفاع أسعار بعض الأصول أهمها النفط الذي استطاع قلب خسائر أمس إلى مكاسب معوضاً بذلك بعض خسائر الأربعاء الماضي.
مؤشرات الأسهم في العالم شهدت أيضاً يوم أمس موجة جني أرباح استمرت خلال الفترة الآسيوية هذا اليوم، و كذلك أسواق العملات الأجنبية التي شهدت انخفاض سعر صرف الدولار بشكل واضح مقابل سلّة العملات عادت لتشهد بعض الارتفاع في سعر صرف الدولار بسبب عمليات جني الأرباح. و هذا التذبذب في أسواق العملات كان سبباً لزيادة التذبذب في أسواق المعادن الثمينة، لكن الذهب استفاد قليلاً من انخفاض سعر صرف الدولار أمس مقابل سلّة العملات.
بيانات الوظائف الأمريكية هذا اليوم سوف تكون محور اهتمام المتداولين، و هذه البيانات التي من المتوقع لها أن تظهر انخفاض كفاءة قطاع الوظائف الأمريكي و تعافيه، لكن اعتدنا على مفاجأة واضحة في هذه البيانات. و لذلك نرى اليوم تداولات ضعيفة للذهب في مستوياته المعتادة مع قليل من الانخفاض، فيما الفضة تستمر في مواجهة عمليات جني الأرباح بين الحين و الآخر مع بداية الفترة الأوروبية.
في هذه اللحظات، نرى سعر الذهب اليوم يتداول حول مستوى 1532.00 دولار للأونصة بانخفاض مقداره 0.10%، فيما نرى سعر الفضة يتداول على ارتفاع مقداره 0.61% ليتداول سعر الفضة الآن حول 35.93 دولار للأونصة، أما البلاتين، فهو يتداول في انخفاض مقداره 0.28% حول سعر 1807.00 دولار للأونصة.