عرض مشاركة واحدة
قديم 29-04-2011, 08:01 AM   المشاركة رقم: 416
الكاتب
ابو تراب
موقوف

البيانات
تاريخ التسجيل: Sep 2010
رقم العضوية: 1280
المشاركات: 4,089
بمعدل : 0.77 يوميا

الإتصالات
الحالة:
ابو تراب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو تراب المنتدى : منتدى الاخبار و التحليل الاساسى
افتراضي رد: اخبار وتحليلات فنية لاسواق المعادن والعملات والنفط

آن الأوان لإعادة التفكير في أمر ليبيا

يعيش الحلفاء الغربيون ورطة في ليبيا. المهمة الفعلية لـ''المستشارين'' العسكريين البريطانيين والفرنسيين الذين يتم إرسالهم إلى معسكر الثوار هي استكشاف ما الذي يمكن أن يفعله الغرب للخروج من هذه الورطة. الأهداف المعلنة للقيادات الوطنية أكبر بكثير من الوسائل المتاحة لتحقيقها. ولأن القادة العسكريين على جانبي الأطلسي كانوا يتوقعون ذلك ترددوا في التدخل في المقام الأول. ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، تأثر كثيرا في قراره بقيادة حملة ضد معمر القذافي بذكريات اتهامات بجبن غربي مزعوم في البوسنة خلال التسعينيات. هناك مات آلاف المدنيين بينما امتنعت القوى الأوروبية عن التحرك من دون مشاركة أمريكية، وهي مشاركة تأخر الرئيس بيل كلينتون في الموافقة عليها. غير أن القادة العسكريين طرحوا أسئلة جيدة عن البوسنة، وهي أسئلة ذهبت بعيدا في تفسيرها لترددهم في ذلك الحين، وفي تبرير حذر خلفائهم الآن. ما أهدافكم؟ وهل هي قابلة للتحقيق؟ لقد دعم كاميرون والرئيسان الفرنسي نيكولا ساركوزي والأمريكي باراك أوباما، الجانب الأضعف في حرب أهلية دون معرفة طبيعة الثوار، أو ما إذا كانت قضيتهم جديرة بالمساندة. وتشير المخابرات الآن إلى أن الثوار يمثلون قبائل تعيش على الساحل، بينما تظل القبائل الداخلية بصورة أو بأخرى مؤيدة للعقيد القذافي. والثوار مجموعة مختلطة تواجه قوات أكثر تسليحاً وتنظيماً تابعة للنظام. ويعمل قصف التحالف على تأخير هزيمة الثوار وربما تأخير حدوث مجزرة كذلك. غير أن حلف الناتو لا يستطيع تقديم دعم جوي قوي، ولا سيما في مناطق المدن، دون عناصر ضبط متقدمة على الأرض. ويمثل نشر مثل هؤلاء، مع توفير حماية ملائمة لهم، تصعيداً كبيراً.

وهذا الخيار قيد الدراسة، شأنه في ذلك شأن تخصيص قوة ''إنسانية'' على الأرض لتوفير ''ملاذ آمن'' في مدينة مصراتة الساحلية المحاصرة. لكن ما إن يتم إنزال قوات أرضية ـــ وسيكون من الصعب على حلف الناتو العثور على الرجال اللازمين لذلك حتى مع توافر الإرادة السياسية ـــ سيكون من الصعب سحبهم. وفي جانب المكاسب نجد أن العقيد القذافي يخضع لحصار اقتصادي وأن من النادر، إن لم يكن حتى من غير الممكن، أن تتمكن قواته من ضرب الثوار بطائرات سلاح الجو الليبي مثلما كانت تفعل في السابق. لكن تقديرات حلف الناتو تفيد بأن التخلص من نظام حكمه يمكن أن يتطلب عدة أشهر من القصف الجوي، ما لم يتم انهياره من الداخل.

موقف الاتحاد الإفريقي الذي تلقى كثير من أعضائه أموالاً من العقيد القذافي، ملتبس. ويقول دبلوماسي بريطاني بمرارة: ''الوفد الذي جاء إلى طرابلس بقيادة جاكوب زوما بدا وكأنه شركة طغاة في زيارة دولة''. ونجد من بين البلدان العربية أن قطر تقدم دعماً حماسياً لعمليات التحالف ضد العقيد القذافي، بينما يشعر آخرون بعدم راحة عميق تجاهها، ومن غير المتوقع أن يرسلوا قوات أرضية لمساعدة الثوار. ويشعر كبار الضباط العسكريين الأمريكيين والأوروبيين بالحيرة في تفسير سبب تأكيد الحكومات الغربية الثلاث على التزامها بتغيير نظام الحكم الليبي في الأسبوع الماضي، بينما كانت المشاكل تبدو بالفعل في غاية الوضوح. ويبدو أن الإصرار على التخلص من القذافي يستبعد تسوية متفاوضاً عليها، أو تقسيماً للبلاد بحكم الأمر الواقع.

من الصعب تصور كيفية تغيير هذا النظام أو كيفية إدارة نتائج التغيير دون إنزال قوات برية ذات دور محقق للاستقرار على الأقل. وستكون تلك خطوة كبرى، لأنها تهدد بتورط مفتوح، على الرغم من أن عدد سكان ليبيا لا يزيد عن كونه جزءا من عدد سكان العراق أو أفغانستان. ويمكن للأمر أن يشق صفوف حلف الناتو الذي لا يرغب عدد كبير من أعضائه حتى في المشاركة في حملة القصف الجوي. وربما يُدخل ذلك بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة في عملية نشر للقوات لتقرير مصير ليبيا، بينما لا تزال المهام في العراق وأفغانستان غير منجزة. وحتى كاميرون الذي وضع نفسه في مقدمة التدخل الغربي، يبدو دون رغبة في إرسال قوات أرضية.

والنتيجة هي أن الحلفاء ما زالوا يقدمون دعماً عسكرياً كافياً للحؤول دون هزيمة الثوار، لكنه غير كاف لإنهاء سفك الدم، أو تحقيق الأهداف المعلنة. وقال لي ضابط كبير في حلف الناتو هذا الأسبوع ''إنني في وضع يائس''. وتنجم خيبة أمله عن اعتقاده بأن من المفروض البحث عن صفقة سياسية، لأن تحقيق نصر عسكري واضح من دون قوات أرضية يبدو بعيدا عن التحقق.

إن أول مبدأ لاستخدام القوة هزئت به الحكومات البريطانية، والفرنسية، والأمريكية، هو ضمان أن تكون فعالة. ويندر أن يكون سلاح الجو أداة ملائمة. وتصر إحدى الأساطير على أن القصف الجوي أرغم الصرب على الانسحاب من كوسوفو، لكن الضغط الروسي على بلغراد كان أهم.

ما زلت أميل إلى الاعتقاد بأن الغرب سيتخلص من نظام القذافي، عاجلاً أم آجلاً، لكن لا أحد يعرف ما الذي يحدث حين يتم ذلك، أو من هم الجنود الذين سيمنعون الليبيين من قتل بعضهم بعضا، بينما يقررون مستقبل بلادهم. وكان الغرب فاشلاً في عملية بناء الأمة في العراق وفي أفغانستان. ويبدو من سوء الحظ الدخول في اللعبة ذاتها في ليبيا.

إن أقل الخيارات سوءاً بالنسبة إلى الغرب هو فيما يبدو انتهاج سياسة بمسارين: استمرار القصف من جانب حلف الناتو لمنع النظام الليبي من ذبح الثوار، مع عرض لطرابلس بالمفاوضات مقابل وقف لإطلاق النار. ومن المتوقع فعلاً أن تكون ليبيا مكاناً أفضل بدون العقيد القذافي. لكن يجب أن تكون هناك حدود حكيمة للمدى الذي يمكن أن يمضي إليه الغرب من أجل ذلك.







عرض البوم صور ابو تراب  
رد مع اقتباس
  #416  
قديم 29-04-2011, 08:01 AM
ابو تراب ابو تراب غير متواجد حالياً
موقوف
افتراضي رد: اخبار وتحليلات فنية لاسواق المعادن والعملات والنفط

آن الأوان لإعادة التفكير في أمر ليبيا

يعيش الحلفاء الغربيون ورطة في ليبيا. المهمة الفعلية لـ''المستشارين'' العسكريين البريطانيين والفرنسيين الذين يتم إرسالهم إلى معسكر الثوار هي استكشاف ما الذي يمكن أن يفعله الغرب للخروج من هذه الورطة. الأهداف المعلنة للقيادات الوطنية أكبر بكثير من الوسائل المتاحة لتحقيقها. ولأن القادة العسكريين على جانبي الأطلسي كانوا يتوقعون ذلك ترددوا في التدخل في المقام الأول. ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، تأثر كثيرا في قراره بقيادة حملة ضد معمر القذافي بذكريات اتهامات بجبن غربي مزعوم في البوسنة خلال التسعينيات. هناك مات آلاف المدنيين بينما امتنعت القوى الأوروبية عن التحرك من دون مشاركة أمريكية، وهي مشاركة تأخر الرئيس بيل كلينتون في الموافقة عليها. غير أن القادة العسكريين طرحوا أسئلة جيدة عن البوسنة، وهي أسئلة ذهبت بعيدا في تفسيرها لترددهم في ذلك الحين، وفي تبرير حذر خلفائهم الآن. ما أهدافكم؟ وهل هي قابلة للتحقيق؟ لقد دعم كاميرون والرئيسان الفرنسي نيكولا ساركوزي والأمريكي باراك أوباما، الجانب الأضعف في حرب أهلية دون معرفة طبيعة الثوار، أو ما إذا كانت قضيتهم جديرة بالمساندة. وتشير المخابرات الآن إلى أن الثوار يمثلون قبائل تعيش على الساحل، بينما تظل القبائل الداخلية بصورة أو بأخرى مؤيدة للعقيد القذافي. والثوار مجموعة مختلطة تواجه قوات أكثر تسليحاً وتنظيماً تابعة للنظام. ويعمل قصف التحالف على تأخير هزيمة الثوار وربما تأخير حدوث مجزرة كذلك. غير أن حلف الناتو لا يستطيع تقديم دعم جوي قوي، ولا سيما في مناطق المدن، دون عناصر ضبط متقدمة على الأرض. ويمثل نشر مثل هؤلاء، مع توفير حماية ملائمة لهم، تصعيداً كبيراً.

وهذا الخيار قيد الدراسة، شأنه في ذلك شأن تخصيص قوة ''إنسانية'' على الأرض لتوفير ''ملاذ آمن'' في مدينة مصراتة الساحلية المحاصرة. لكن ما إن يتم إنزال قوات أرضية ـــ وسيكون من الصعب على حلف الناتو العثور على الرجال اللازمين لذلك حتى مع توافر الإرادة السياسية ـــ سيكون من الصعب سحبهم. وفي جانب المكاسب نجد أن العقيد القذافي يخضع لحصار اقتصادي وأن من النادر، إن لم يكن حتى من غير الممكن، أن تتمكن قواته من ضرب الثوار بطائرات سلاح الجو الليبي مثلما كانت تفعل في السابق. لكن تقديرات حلف الناتو تفيد بأن التخلص من نظام حكمه يمكن أن يتطلب عدة أشهر من القصف الجوي، ما لم يتم انهياره من الداخل.

موقف الاتحاد الإفريقي الذي تلقى كثير من أعضائه أموالاً من العقيد القذافي، ملتبس. ويقول دبلوماسي بريطاني بمرارة: ''الوفد الذي جاء إلى طرابلس بقيادة جاكوب زوما بدا وكأنه شركة طغاة في زيارة دولة''. ونجد من بين البلدان العربية أن قطر تقدم دعماً حماسياً لعمليات التحالف ضد العقيد القذافي، بينما يشعر آخرون بعدم راحة عميق تجاهها، ومن غير المتوقع أن يرسلوا قوات أرضية لمساعدة الثوار. ويشعر كبار الضباط العسكريين الأمريكيين والأوروبيين بالحيرة في تفسير سبب تأكيد الحكومات الغربية الثلاث على التزامها بتغيير نظام الحكم الليبي في الأسبوع الماضي، بينما كانت المشاكل تبدو بالفعل في غاية الوضوح. ويبدو أن الإصرار على التخلص من القذافي يستبعد تسوية متفاوضاً عليها، أو تقسيماً للبلاد بحكم الأمر الواقع.

من الصعب تصور كيفية تغيير هذا النظام أو كيفية إدارة نتائج التغيير دون إنزال قوات برية ذات دور محقق للاستقرار على الأقل. وستكون تلك خطوة كبرى، لأنها تهدد بتورط مفتوح، على الرغم من أن عدد سكان ليبيا لا يزيد عن كونه جزءا من عدد سكان العراق أو أفغانستان. ويمكن للأمر أن يشق صفوف حلف الناتو الذي لا يرغب عدد كبير من أعضائه حتى في المشاركة في حملة القصف الجوي. وربما يُدخل ذلك بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة في عملية نشر للقوات لتقرير مصير ليبيا، بينما لا تزال المهام في العراق وأفغانستان غير منجزة. وحتى كاميرون الذي وضع نفسه في مقدمة التدخل الغربي، يبدو دون رغبة في إرسال قوات أرضية.

والنتيجة هي أن الحلفاء ما زالوا يقدمون دعماً عسكرياً كافياً للحؤول دون هزيمة الثوار، لكنه غير كاف لإنهاء سفك الدم، أو تحقيق الأهداف المعلنة. وقال لي ضابط كبير في حلف الناتو هذا الأسبوع ''إنني في وضع يائس''. وتنجم خيبة أمله عن اعتقاده بأن من المفروض البحث عن صفقة سياسية، لأن تحقيق نصر عسكري واضح من دون قوات أرضية يبدو بعيدا عن التحقق.

إن أول مبدأ لاستخدام القوة هزئت به الحكومات البريطانية، والفرنسية، والأمريكية، هو ضمان أن تكون فعالة. ويندر أن يكون سلاح الجو أداة ملائمة. وتصر إحدى الأساطير على أن القصف الجوي أرغم الصرب على الانسحاب من كوسوفو، لكن الضغط الروسي على بلغراد كان أهم.

ما زلت أميل إلى الاعتقاد بأن الغرب سيتخلص من نظام القذافي، عاجلاً أم آجلاً، لكن لا أحد يعرف ما الذي يحدث حين يتم ذلك، أو من هم الجنود الذين سيمنعون الليبيين من قتل بعضهم بعضا، بينما يقررون مستقبل بلادهم. وكان الغرب فاشلاً في عملية بناء الأمة في العراق وفي أفغانستان. ويبدو من سوء الحظ الدخول في اللعبة ذاتها في ليبيا.

إن أقل الخيارات سوءاً بالنسبة إلى الغرب هو فيما يبدو انتهاج سياسة بمسارين: استمرار القصف من جانب حلف الناتو لمنع النظام الليبي من ذبح الثوار، مع عرض لطرابلس بالمفاوضات مقابل وقف لإطلاق النار. ومن المتوقع فعلاً أن تكون ليبيا مكاناً أفضل بدون العقيد القذافي. لكن يجب أن تكون هناك حدود حكيمة للمدى الذي يمكن أن يمضي إليه الغرب من أجل ذلك.









رد مع اقتباس