العقود الآجلة للنفط الأمريكي الخفيف
يتداول سعر صرف النفط بانخفاض لليوم الثاني على التوالي حيث أننا نرى الثقة تهتز هذا الأسبوع في الأسواق المالية و حصل ذلك بعد ارتفاع كبير أصاب سعر النفط خلال الأسبوع الماضي. المتداولون يركّزون أنظارهم على التطورات في ليبيا و محادثات إيقاف النيران و هذا ما يقلل المخاوف تجاه التزويد من النفط و بالتالي يحد من الاتجاه الصاعد القوي و نرى بأن توقعات ضعف النمو في الاقتصاد الدولي عادت لتظهر مما يقلل توقعات الطلب المستقبلي على النفط. المخاوف من الارتفاع الكبير لمستوى التضخم و أسعار السلع و النفط سببها تأثيرات هذا الارتفاع على التعافي الاقتصادي الدولي بل و تقلق العديدين حول احتمال تحقق هذا التعافي، و مع توقعات صندوق النقد الدولي الذي خفّض من خلالها توقعات النمو في الولايات المتحدة الأمريكية، و كذلك مشاكل اليابان و أستراليا و نيوزلندا، كلها أسباب تدعم التصحيح لسعر النفط خصوصاً و أن الارتفاع في سعر النفط كان لا يناسب الطلب في الاقتصاد الدولي عليه حقاً و توقعات الطلب المستقبلي على النفط في ظل التعافي الاقتصادي الضعيف المحتمل. التداولات المضطربة و المتذبذبة من المتوقع جداً حصولها حالياً و احتمال استمرار التصحيح الهابط وارد في ظل جني الأرباح الواسع الذي يسود الأسواق المالية، لكن مع استمرار التوتّر السياسي في الشرق الأوسط و استمرار ظهور البيانات الاقتصادية الإيجابية من الولايات المتحدة الأمريكية، فقد نرى الاتجاه الصاعد الإجمالي يبقى قائماً في الوقت الراهن، لكن كما أشرنا فالتصحيح الحالي من المحتمل أن يسيطر في حال استمرت الثقة المهتزّة في التأثير على الأسواق.
نعود لنلقي الضوء على تداولات سعر النفط، ونحدث التحليل الفني للسعر، حيث أظهرت تداولات يوم أمس انخفاضاً حاداً يستوجب تدقيق النظر ودراسة التوقعات المحتملة. فبعد اقتراب السعر من مستوى مقاومة القناة الرئيسية الصاعدة والتي تحمل التداولات من مستوى القاع المسجل عند 35.13، ارتد السعر لينخفض بشكل حاد مقترباً من مستوى دعم القناة الصاعدة الفرعية التي تنظم التداولات على الأنظمة الزمنية اللحظية والموضحة في الصورة الفرعية. هذا الانخفاض الحاصل أيضاً تأثر بسلبية مؤشرات العزم الواضحة على الإطار الزمني الأسبوعي، والتي لا تزال تظهر إشارات تشبع في الشراء، مما قد يبقي على الضغط السلبي قائماً. الهدف الرئيسي المنتظر للموجة الصاعدة الحالية يتواجد عند 116.00، لكن الارتداد الهابط الحاد والعوامل السلبية التي تضغط على السعر تستوجب مراقبة تداولات السعر القادمة، حيث إن كسر مستويات الدعم المحورية وأولها 106.45 قد يقود إلى مزيد من الاتجاه الهابط والهدف التالي إعادة اختبار مستوى 61.8% المخترق سابقاً عند 104.60. كسر هذا المستوى الأخير سيشكل إشارة قوية على احتمالية اكتفاء السعر بما حققه من مستوى قمة تداولات هذا الأسبوع حول 113.45 وبالتالي الفرصة لمواصلة الاتجاه الهابط والهدف مستوى دعم القناة الرئيسية الصاعدة المتواجد عند حول 87.00. بشكل إجمالي وخلاصة لما سبق، فإننا نشير إلى أن الاتجاه العام لا يزال صاعداً، بتأثير التداولات الطبيعية داخل القناة الرئيسية الصاعدة المذكورة، ونذكر بأن الهدف الكامل المنتظر يتواجد عند 116.00، لكن العوامل السلبية الحالية قد تدفع إلى مزيد من الاتجاه الهابط على المدى القصير نحو مستوى 87.00. لذا، علينا مراقبة المستويات الحساسة التي تملك مصير الاتجاه قصير الأمد للسعر والتي تتمثل بالدع