أوباما يستحق المساندة بشأن ليبيا
خطاب باراك أوباما حول ليبيا مساء الإثنين كان موجهاً إلى مستمعيه الديمقراطيين أكثر من العالم العريض. وإذا كان المجتمع الدولي يقدم رأيا في ذلك، فإنه سيجد فيه الكثير مما يعجبه. الخطاب حتماً فشل في الإجابة عن تساؤلات يريد الناخب الأمريكي أن يجد لها إجابات: كم يكلفنا ذلك؟ ومتى ينتهي الالتزام الأمريكي؟ لكن الرئيس وضع موجهات لتدخلات مدروسة للعسكرية الأمريكية وهو ما يمثل خطوة حقيقية إلى الأمام.
وفقاً لتفكير أوباما، فإن التأييد الواسع للمهمة في ليبيا كان أمرا له قيمته، باعتباره ضمانة للشرعية والتزاماً بتقاسم العبء. وكما قال، المصالح الأمريكية كانت في خطر، بما في ذلك الرغبة في رؤية استمرار ربيع العرب. لكن سلامة البلاد لم يتهددها خطر مباشر، لذا حتى مع الكارثة الإنسانية المحدقة، فإن الحاجة إلى وضع محددات للعمل والتحرك مع الآخرين تنطوي على أهمية كبرى. هذه النظرة السليمة لمسؤوليات الآخرين، وهذا التفحص المتأني للأهداف والوسائل، لم يكونا دوماً من معالم التفكير الأمريكي. إنهما محل ترحيب.
عندما يتعرض أمن الولايات المتحدة لتهديد مباشر، كما قال الرئيس، فإنه لن يجفل من إصدار أمر بتحرك أحادي. لكن عندما تكون مصالح أقل من حيوية في خطر، أو عندما يتم تحدي القيم العالمية – مثل تهديد معمر القذافي بالاعتداء على سكان مدنيين في بنغازي – فلا ينبغي الطلب من الولايات المتحدة التحرك بمفردها، لكنها ستكون مستعدة لتقديم ''قدراتها الفريدة'' في قيادة التدخلات متعددة الأطراف لأجل أهداف محدودة ومجدية.
ربما كان من النادر أن يكون النصر الواضح أو الهزيمة الصريحة نتيجة لمثل هذه الحالات. ورفض أوباما بجلاء أن يكون تغيير النظام هدفا لهذه العملية. وألمح أحياناً إلى أن مجرد تفادي احتمال حدوث الأسوأ يمكن أن يكون مبررا للتحرك. وهذا ما حدث في ليبيا.
كان على الرئيس الإدلاء بخطابه مبكراً، لكن أن يأتي متأخراً أفضل من ألا يأتي قط. ولما كان يستهدف مصالحة الرأي الأمريكي الذي سئم من الحرب، ناهيك عن التزام عسكري آخر، فقد وظف النجاحات المتحققة في العملية حتى الآن (الولايات المتحدة فعلت ما كان مطلوباً منها، حسب قوله) ونفى أي فضل لفرنسا وبريطانيا في الضغط على أمريكا للتحرك.
لا يهم. طالما أقدم على المحاولة، فلا يمكنه المبالغة في أهمية الموارد الأمريكية في التدخل في المرحلة الأولى، أو في أهمية المشاركة الأمريكية في تحريك العالم من الأقوال إلى الأفعال. وينبغي للحكومات الأخرى أن تتأمل بعمق فيما تدين به للمجتمع الدولي في مثل هذه الأوقات.