لا مؤشرات على اتصالات بين المعارضين والغرب في الجبهة الليبية
قرب أجدابيا/بنغازي (ليبيا) (رويترز) - يبتهج معارضون في المقدمة لرؤية طائرات حربية تحلق فوقهم ويقول خصوم معمر القذافي في قواعد المعارضين انهم ينسقون مع القوى الغربية التي تشن هجمات جوية.
لكن لا توجد مؤشرات تذكر في مقدمة جبهة المعركة في شرق ليبيا على ان هذه الاتصالات تمتد الى وحدات المعارضين المتقدمة.
وردد المقاتلون عبارة "الله أكبر" يوم الاثنين وهم يتسلقون سيارات نقل صغيرة رباعية الدفع بعد سماع دوي انفجارات فسروها على انها تعني ان قوات معمر القذافي خارج بلدة أجدابيا الاستراتيجية تلقت ضربة من الجو.
لكنهم تحركوا نحو 100 متر للامام قبل ان يتقهقروا لان ما بدا انه قذائف مورتر سقط في الصحراء القريبة حولهم.
وتقول القوى الغربية انها لا تقدم دعما جويا للمعارضين أو تسعى الى تدمير جيش القذافي وانما هدفها فقط هو حماية المدنيين مثلما يسمح تفويض الامم المتحدة.
ويشكو بعض المعارضين في الجبهة من ان هذه القيود وغياب تنسيق الجهود ضد القذافي يمنعهم من التقدم على نحو أسرع.
وقال أشرف علي وهو أحد المعارضين مع مجموعة على خط الجبهة هدفها التقدم نحو أجدابيا واستعادة البلدة انه لو كان هناك تنسيق لكانوا في طرابلس الان.
ويصر آخرون على انه يوجد تنسيق.
وقال علي عثمان وهو مقاتل اخر ان قائدهم في الميدان ينسق مع بنغازي وان القادة هناك ينسقون مع القوى الغربية.
لكن هذه الاراء المتباينة بين المقاتلين في الجبهة بشأن ما يحدث والغياب الواضح للاتصالات بين المعارضين حتى الذين يفصل بينهم بضعة كيلومترات وطبيعة القوة التي تتألف بصفة أساسية من شبان متحمسين لكنهم يفتقرون للخبرة توحي بأن أي تنسيق مع الغرب غائب في احسن الاحوال.
وأقر زعماء حركة المعارضة في بنغازي بأن قواتهم تحتاج الى مزيد من التدريب. وفي الماضي اشتكوا أيضا من ان مقاتليهم المفرطين في الحماس تسرعوا في التقدم وان جيش القذافي ردهم.
وبعد ان وصلوا الى بن جواد التي تبعد 525 كيلومترا الى الشرق من طرابلس منذ أسبوعين أعادهم هجوم بري وبحري وجوي شنته القوات الحكومية الى قرب بنغازي التي تقع على مسافة 400 كيلومتر تقريبا على امتداد الطريق الساحلي الرئيسي الممتد شرقا.
لكن مسؤولي حركةالمعارضة يقولون انهم ينسقون مع القوى الغربية بشأن الضربات الجوية التي شنت بعد قرار الامم المتحدة الذي يفوض بفرض حظر طيران و"جميع الوسائل الضرورية" وهو تعبير يشير الى العمل العسكري لحماية المدنيين.
وقال أحمد الحاسي وهو متحدث باسم ائتلاف 17 فبراير المعارض في معقل المعارضين في بنغازي انه يوجد اتصال بينهم أولا لتحديد موقع قوات القذافي بدقة وثانيا لتحديد موقع مقاتلي المعارضة حتى لا يتعرضون للقصف.
لكن الاتصالات حتى بين وحدات المعارضين على مسافة قريبة تبدو محدودة. كثير من المعارضين يعتمدون على الهواتف المحمولة في الاتصالات لكن في الايام الاخيرة اصبحت شبكات المحمول غير منتظمة في أفضل الاحوال أو تم اغلاقها.
ولا يوجد ما يشير الى ان المعارضين يستخدمون هواتف تعمل بالاقمار الصناعية للتغلب على ضعف شبكات الهاتف المحمول.
وقال معارض أطل برأسه داخل سيارة مراسل رويترز عند نقطة تفتيش في الطريق بين بنغازي وأجدابيا "ما هي الاخبار في الجبهة.. هل شاهدت أي شيء.. ما الذي يحدث في أجدابيا.."
وتنتشر في الطريق دبابات وناقلات جند محترقة وعشرات العربات التابعة لقوات القذافي التي كانت تتقدم نحو بنغازي قبل ان توقف الضربات الجوية تقدمها وأعادت القوات الحكومية الى أجدابيا.
وقال معارضون انه بعد ضرب قوات القذافي عاد المعارضون في قوافل طويلة من العربات نحو أجدابيا التي تبعد نحو 150 كيلومترا جنوبي بنغازي وهي البوابة الى شرق ليبيا. لكن مصير المدينة مازال لم يتقرر حتى ساعة متأخرة من مساء اليوم الاثنين