القاعدة الرابعة عشرة : في حركة العملات لا وجود للمسـلمات
النموذج الرابع عشر:
اليوم خسر حسابه لسبب واحد.
فقد كان رصيده 10,000 دولاراً منذ يومين. وهو متمرس في التحليل الفني ،
غير أن لديه فكرة غريبة لم يتخل عنها ،
وقد كلفته رصيده كله. أخونا يصر على قوة الدولارالأميركي ،
وقد رأى أمس واليوم الفرصة سانحة لبيع اليورو والباوند والفرنك في مقابل الدولار الأميركي.
فتسلق في الزوجين الأولين قمة عالية ،
وزحف في الزوج الثالث لقاع متدني ، ووضع الأوامر .
فكسب نقاط قليلة في البداية لم يكتف بها: "ياعالم هذاالدولار على سن ورمح".
ثم كان الصعود والهبوط يضرب الوقف ،
فيعود ليفتح عقود جديدة بشراء الدولار ،
وكان خبر الساعة السادسة مساء القشة التي قصمت ظهر البعير.
ولكنه لازال يصر بعد أن أفلسه هبوط الدولار على قوة الدولار :
"أترى ؟! بدأ الدولار في الصعود."
نريد أن نؤكد أن استقراء واقع السـوق ، واستفتاء الخبراء يثبت أن أسـعار العملات هي دائماً عرضة للتغيير ، وأن المتغيرات في السوق كثيرة لدرجة يصعب معها التيقن من تحليل أو تنبؤ. وتظل التحاليل والدراسات مهما كانت قوتها قابلة للنجاح والفشل.
وقد قدمنا من قبل مثال خرافة قوة الدولار حين تكلمنا عن أساسيات هذا العلم ، وقلنا أن هبوط الدولار لأكثر من 600 نقطة دون توقف كان من عدة شهور سبباً لإفلاس كثيرين كانوا يراهنون على قوة الدولار وتماسكه. لكننا لم نقصد أن نعرض هذا المثال فحسب. بل أردنا أن نؤسس مبدأ التغير ، وأن نلغي من أذهاننا مبدأ "المسلمات" التي يتعامل بعضنا على أساسها مع العملات.
لذلك نؤكد على الفكرة نفسها بمثال آخر خالف المسلمات التي رسمها بعضنا له. فقد خرج زوج اليورو/باند (يوم الجمعة 12/01/2007) عن ما ظنه بعضنا من المسلمات ، أو خالف ما يسميه البعض بسلوك العملة:
- كانت حركته سريعة ، عكس ما عرف عنه بأنه زوج بطيء ،
- خرج من محيط 0.6700 و 0.6900 ، وهما السعران اللذان كان يتراوح بينهما،
وإذا قال بعضنا أن السبب كان قرار الفائدة البريطاني الذي كان بالزيادة على غير التوقعات ، والتصريح الرسمي الذي أكد على قوة الاقتصاد البريطاني ، ثم يتبعه ثبات للفائدة الأوروبية، قلنا صحيح أن وقت الخبر طار الزوج في اتجاه شراء الباوند، غير أن ثبات الفائدة الأوروبية أثبت قوة الإقتصاد الأوروبي الذي لم يحتج إلى رفع الفائدة ، كذلك فإن السعر استمر في النزول السريع بعد انتهاء تأثير الخبر ، ولم يوقفه إلا الدعم القوي، ثم استمر في الهبوط البطيء حتى أقفل الأسبوع على 0.6595.
فنخلص مما تقدم إلى القول بأن حركة العملات تكون دائماً عرضة للصعود أو الهبوط لأسباب كثيرة منها ما يخضع للتحليل الفني أو الأساسي ، ومنها ما يخالف كل تحليل ، مما يجعلنا نفهم سبب تعارض بعض التحاليل من محلل لآخر ، لنؤكد أن كل تحليل يحتمل الفشل مثلما يفترض النجاح.