القاعدة الثامنة: لا نؤمن بالخرافــــة
النموذج الثامن:
خسران: بالله عليك يا ابو عبد الله ،انت كسبان ؟
أبو عبد الله: نعم يا أخي بحمد الله
خسران: أشك في ذلك !!!
أبو عبد الله: والله أنا كسبان ، تبغىأكثر من اليمين ؟
خسران: مو معقول. يا أخي مافي أحد كسبان في هادي السوق.
أبو عبد الله: هذا كلام غير صحيح.
خسران: بلى. أنا لا أتكلم مع أحد إلا ويبلغني أنه خسران.
أبوعبد الله: أنا يا أخي في هذه اللحظة أفتح عمليتين رابحتين.
خسران: يا أبو عبد الله السوق غدار ، وإذا كسبت عملية خسرت مائة
أبو عبد الله: لماذا ؟
خسران: شركات المضاربةماتخليك تكسب
أبو عبد الله: اسمع يا أخي. شركات المضاربة يهمها أنتكسب.
خسران: كيف ؟
أبو عبد الله: السوق مليء بالمتداولين ، ومعظمهم لا يحتاجون لمن يخسرهم ،
فهم يخسرون بدون مساعدة ،
ونسبةالرابحين قليلة لأنهم يمتلكون عناصر النجاح.
والشركات تأخذ من الخاسرين وهم الأغلبية ،
وتعطي الرابحين وتبقي الفارق الضخم في جيوبها.
أليس هذا منطقاً يحتاجإلى تفكير ؟
خسران: أبداً ، الشركات يهمها أن تكوش على الربح كله.
أبو عبد الله: ومصلحة الشركات في استمرار السوق، يجي من فين ؟
إذاكان (الكل) خاسر ، أي خارج التداول، فكيف تدور عجلة السوق ؟
خسران: ؟!
أبو عبد الله: كذلك في السوق مضاربين يعملون منذسنين ،
كيف يستمرون وهم خاسرون ؟
خسران: لا أدري. يا أبو عبدالله اكتب ألف بحث ، وألف مائة كتاب ،
لكن لا تقنعني أن في السوق أحد كسبان،
مع السلامة
نحن نعلم أن من قوانين سوق التجارة بالعملات العالمية التذبذب والتغير. وأن هناك الكثير من الخرافات في السوق ترجع هذا التحول والتغير والتذبذب والتوتر لأسباب خارجة عنها. فعلى سبيل المثال نجد كثيرين من المتاجرين يرجعون عدم فهمهم لهذه الحقائق إلى مؤامرة يقوم بها الحيتان الكبار ضد صغار المستثمرين أمثالنا، فإذا فشل أحد هؤلاء الصغار رمى فشله على صناع السوق، وإذا خسر عملية قال: كيف لي أن أكسب وورائي من يخسرونني. وهي سمة فينا أن نعلق فشلها على مشجب غيرنا.
والثابت أن في سوقنا مئات المليارات من الدولارات تضخ كل يوم، ومعظم هذه المبالغ لصناع السوق، وكبار التجار، وأنه من الثابت ألا صلة بين كبار التجار جميعاً. صحيح أن هناك كيانات كبيرة من صناع السوق غير أنهم لا يتحدون في كيان واحد، بل هم في معظمهم متنافسون لبعضهم البعض، ويهم كل كيان منهم أن يحقق الفوز على حساب غيره. وإن كان هناك من صراع، فهو صراع بين هؤلاء الكبار، لا بينهم وبيننا. فهم لا يروننا، ولا يشعرون بوجودنا. كما أن شركات المضاربة في الغالب لا تستفيد من خسارتنا، فالسبريد مدفوع في الربح والخسارة. بل على العكس، هم يريدوننا في السوق، ومن مصلحتهم أن نكسب لنستمر.
كذلك فقد رأينا نماذج عديدة من الرابحين، وعلى كل المستويات. خبراء ومبتدئين، أساتذة ومتواضعي المستوى العلمي. وتبقى العبرة في التخطيط السليم بعد التعلم، والالتزام بالخطة الموضوعة للربح، والصبر عليها.