القاعدة الرابعة: نتاجر بأموالنا الخاصـــة فقط
سمعت عن الأرباح الفلكية لتجارة العملات ،
فجمعت من أهلي 200,000 دولاراً ، ودخلت السوق ،
وخسرتها كلها ...كلها ... في عملية واحدة .
الآن وقد حمّلت بديون عليّ لكل فرد من أفراد عائلتي
أريد أن أسدد لهم ديونهم بأسرع وقت ممكن .
ولما سألته عن سبب خسارته ، قال :
أنا أعلم أن الباوند/دولار زوج سريع ، فوجدت نقطة بيع جيدة ،
ووضعت عقودي عند تشبع الستوكاستك فارتفع الباوند أكثر من 300 نقطة ،
وفوجئت بالمارجن كول ،
وراحت فلوس الناس .
إن مخالفة هذه القاعدة هي أساس من أساسيات الفشل في هذه التجارة. وبصرف النظر عن قيمة الخسارة تبقى هي عاملاً من عوامل الخسارة حتى قبل أن يبدأ المتاجر في العمل. والناس تختلف عن بعضها البعض في تحمل الخسارة، وفي تحديد قيمتها، فقد تكون مائة ألف دولاراً حين يخسرها زيد تعادل خسارة ألف دولار لعبيد إلا أن المال المملوك للمتاجر مهما قل أو كثر يقلل من عبء المسئولية حتى قبل بداية العمل. ناهيك عن إلحاح صاحب المال ومتابعته للمتاجر، وكلما ازدادت الصلة بين المتاجر ودائنه، زاد الإزعاج والاستعجال. ثم يجب ألا ننسى هنا المشاكل الاجتماعية التي قد تنجم من خسارة المتاجر لأموال ذويه ورفاقه، وأثر هذه المخاوف على نفسية المتاجر قبل العمل وأثناءه وبعده.
يدخل في هذه القاعدة كذلك المال "العزيز" المملوك للمتاجر. فمن البدهي القول أن الضغط النفسي على المتاجر يزيد كلما ازداد خوفه. فمن وضع كل رأس ماله الذي يعول عليه في بناء مستقبله، أو المال الذي يخصصه لمشروع زواج، أو شراء مسكن، أو استحقاق نهاية خدمة، فلن يكون مرتاحاً في تجارته، وسيزداد التوتر أضعافاً مضاعفة منذ يبدأ في الخسارة الطبيعية بحساب السبريد حتى يخرج من العملية بالربح مهما كان قليلاً. أما لو زادت الخسارة عن الاسبريد فتوقع انزعاجاً يتحول إلى فقدان للتوازن يلجيء المتاجر لارتكاب الخطأ تلو الخطأ حتى يخسر العملية، تلو العملية حتى يضيع الحساب في عمليات قليلة.
أمــا من يتاجر بمال مملوك له، وزائد على حاجته، فهو غير ملاحق بمطالبة، ولا مرغم لسحب المال أو ما بقي منه لاستغلاله في الغرض الذي خصص له المال أصلاً، ولا يمثل المبلغ ضغطاً عليه، فإن خسر منه أو خسره كله، وهذا وارد، فلم يخسر مالاً ضرورياً له أو لغيره. هنا يقوى قلبه، ويتشجع، ويغامر. ونعود ونقول أن تحديد قيمة المبلغ الزائد عن الحاجة أو المدخر يرجع إلى المتاجر نفسه، حسب حالته المادية، ووضعه الاقتصادي، فربما يكون المبلغ الزائد عند زيد يمثل 1% مما لدى عبيد. وإن كنا نحبذ أن يبدأ الجميع العمل على الحقيقي بمبالغ لا تزيد عن 1,000 دولاراً مهما كان المدخر عند المتاجر، وقد تقل إلى عشر هذا المبلغ أو أقل، وكلما قل مبلغ الحساب الحقيقي الأول عند المتاجر زادت نسبة النجاح، حتى يستكمل المتاجر كل أدواته، ومهاراته، واستعداده العملي والنفسي، فيزيد المبلغ الزيادة التي تتناسب مع إمكانياته.