القاعدة الثانية: نهييء الظروف للعمل
النموذج الثاني:
أعرفه عن قرب. يعمل مساعداً لوالده العامل ،
ويقتضي عمله أن يخرج إليه في أي وقت يطلب منه والده مساعدته.
هو يتقن استراتيجية ناجحة ، ويلتزم بالعمل عليها بحساب اقترض ماله من أصدقائه .
ولا يستطيع العمل إلا في وقت فراغه ، لكن وقت فراغه القليل لا يفيده ، فهو رغم مهارته خاسر.
يدرس عملية تحتاج إلى متابعة ، ويضطر للخروج فيدخل في عقد قبل استيفاء شروط الدخول
ويغيب عن الجهاز عدة ساعات ليعود فيجد الظروف قد تغيرت دون أن يستطيع إقفال العقد ،
أو يضرب الوقف بعد انتفاء شروط الدخول.
وإذا أتيح له الوقت لمتابعة عملية قد يخسرها ببساطة
لبطء الاتصال لديه
أو لانقطاعه المفاجيء ،
ناهيك عن بطء جهازه القديم.
وبرغم اجتهاده وكفاءته هو خاسر .
لابد لكي نأخذ قرار العمل في هذا المجال أن نعد العدة، ونكيف كل الظروف للعمل. ومن البدهي القول أن هذه القاعدة تنسحب على كل عمل خاص يتصدر له المرء. فكيف برجل أعمال يريد إنشاء مشروع مؤسسة اقتصادية دون أن يخصص لها مكاتب للموظفين، أو يريد إنشاء متجر لبيع الملابس الجاهزة دون أن يوفر فيه الخزانات والرفوف ، أو يوظف في عمله كفاءات مناسبة لمجاله، ولكن كل منهم يعمل 10 ساعات يومياً في وظيفة أخرى.
على كل من يريد العمل في هذا المجال أن يفكر فيه على أنه مشروع تجاري، لكي ينجح لابد له من مقومات النجاح.
1) وأول أساسيات بناء المشروع أن يحدد ساعات العمل التي يستطيع أن يتفرغ لعمله فيها. وطبيعة العمل في العملات العالمية تقتضي أن نعلم ساعات دوام البورصات الدولية. وعملنا في الأساس، وحسب الشائع من الاستراتيجيات يبدأ مع بداية دوام بورصة برلين، وينتهي مع انتهاء دوام البورصة في نيويورك، ولنقل أن ذروة العمل في السوق بين الساعة 09:00 صباحاً والساعة 09:00 مساء بتوقيت مكة المكرمة.
يأتي هنا دور المتاجر في تحديد الوقت الذي يستطيع أن يعطيه لهذا العمل، وهو يتراوح بين ساعتين و التفرغ. ولننس الآن المتفرغين، ونقول لمن لديهم وقت محدود أن الفرصة لازالت قائمة لهم ليستفيدوا من العمل إذا عرفوا كيف يوظفون أوقاتهم بشكل مجدٍ. ويلزم هؤلاء اختيار استراتيجية تسمح لهم بالتغيب عن الجهاز فترة طويلة. وهذا ممكن ومتوفر.