وسائل الإعلام و أسر الجماهير

كلما زادت معرفتنا بكيفية عمل الجنس البشرى عن طريق التكنولوجيا الحديثة زاد علمنا بطرق السيطرة عليه و التحكم فيه.
و أكثر ما يقلقنى الآن هو أن أسر الجماهير عن طريق وسائل الإعلام أصبح الآن حقيقة واقعة. فجهاز التليفزيون الموجود فى حجرة المعيشة أو حجرة النوم يؤدى وظيفة تتجاوز مجرد الترفيه أو التسلية.
قبل أن أسترسل فى الحديث دعونى أن ألفت نظركم إلى أنك إذا إنتقلت إلى حالة وعى بديلة فأنت تنقل عملية التفكير إلى النصف الأيمن من المخ و هذا يؤدى إلى إفراز الجسم لمواد مخدرة مثل ال Enkephalins و ال Beta-endorphins و هى تشبه لحد كبير نباتات الحشيش و الأفيون. بمعنى آخر فهى تؤدى إلى الشعور بنوع من السعادة.
و قد أثبتت البحوث أن نشاط النصف الأيمن من المخ يفوق نشاط النصف الأيسر بمعدل الضعف أثناء مشاهدة التليفزيون. أو بمعنى آخر فإن الشخص يكون فى حالة تخدير أكثر مما يكون فى حالة وعى كاملة أى أنه كان يحصل على حصته من ال Beta-endorphins.
و فى بحث بأحد مستشفيات ولاية ماساشوستس قام الباحث بتوصيل أجهزة رسام المخ EEG ببعض المشاهدين صغار السن و فى نفس الوقت و صلها بجهاز التليفزيون بحيث تقوم بإطفاء التليفزيون إذا ارتفعت نسبة موجات ألفا الصادرة من المخ عن مستوى معين. و النتيجة هى أن عدد قليل جدا من المشاهدين تمكنوا من إبقاء التليفزيون شغال لأكثر من 30 ثانية. و زيادة حالة "التخدير" التى وقع فيها المشاهد تتم بوضع إطار (صورة واحدة) لونه أسود بعد كل 32 إطار فى الفيلم الذى يعرض. و يؤدى ذلك إلى إرسال 45 نبضة كل دقيقة ليستقبلها العقل الباطن و تزيد من حالة التخدير.
و هذا يجعل العقل أكثر تقبلا للإعلانات ألتى تأتى بعد ذلك. و هناك نسبة مرتفعة من المشاهدين على استعداد لتقبل أى إيحاءات على أنها أوامر إن لم يكن فيها ما يخل بمبادئهم أو معتقداتهم الدينية أو سلامتهم الشخصية.
فأسر الجماهير عن طريق وسائل الإعلام أصبح الآن حقيقة واقعة. فببلوغ الطفل سن ال 16 سنة يكون قد شاهد ما بين 10000 ال 15000 ساعة من برامج التليفزيون حيث أن متوسط ساعات المشاهدة فى البيت الأمريكى هو 6 ساعات و 44 دقيقة و هذا المتوسط فى إرتفاع مستمر (فهو الآن 3 أضعاف المتوسط فى السبعينات).
لقد كشفت فى هذه الندوة عن قمة "جبل الجليد" فقط فإذا جمعت بين الإيحاءات الخفية المدسوسة فى الموسيقى و المسموعات عموما و الأفلام المرئية فيمكنك أن تدرك مدى فعالية هذه المؤثرات فى غسيل المخ و إن كنت تعتقد أن هناك قوانين ضد إستعمال هذه الطرق فأنت مخطئ لأن هناك أشخاص أقوياء فى مواقع السلطة يفضلون أن تبقى الأشياء على ما هى الآن
===================