"مبارك" ولأنت شرُّ بلية = نزلت بمصر على مدى الأعمار
نزلت بمصر وإن بعض بلائها = يكفى لكل الأرض والأمصار
جعلت جموع الشعب بعد غنائهم = يتقاسمون الفقر بالقنطار
جعلت شباب النيل شيئا عاطلاً = صدأوا وهم فى نضرة الأزهار
جعلت بيوت الموت بعد مهابة = للكادحين مساكنا وحوارى
جعلت شيوخ العلم أسفل منزلاً = ممن بجهل الجاهلين يجارى
جعلت كرام الناس سقطا ضائعاً = أما اللئام فهم رؤوس الدار
جعلت من الأحرار شر عصابةٍ = ومن الحرائر فى البلاد جوارى
جعلت من الأعيان سربا تابعاً = لمن ارتقى سطح السفاح يمارى
جعلت من الشعب العظيم جحافلاً = تجرى أمام الذل والإعسار
جعلت من الشعب العظيم جحافلاً = رضخت لقهر العيش والأسعار
رضخت وماء النيل يجرى بينهم = والأرض حبلى من هوى الأشجار
أ "مبارك" هذى البلية بوركت = واسم الرئيس له من الأسرار
*******
كانت لنا بلد تجود على الورى = أُمُّ البلادِ وشامخِ الأقطار
أمٌّ تَؤُمّ الأرضَ فى محرابها = وتقودها نحو العلا بفخار
وتوزع القبلات فى أطرافها = وتمد كل الناس بالأنوار
وتضم بالأحضان وهى سعيدة = أبناءها والجارَ بعد الجار
واليوم باتت يا " مبارك " مصرُنا = ثكلى، وكانت للأنام تدارى
وإذا بها لما رأت خيراتها = تُهدى إلى الفساق والفجار
والغاز من بئر الكنانة عنوةً = يُهدى إلى الأعداء باستكبار
والضيق والتنكيل شب لهيبه = والسجن ضاق بزمرة الأطهار
قامت تصيح ورُبًّ صيحة واحد = جاءت على عرشٍ بكل دمار
فى ثورة التحرير كان صياحها = أقوى بها ما حل ّ من أقدار
فى ثورة التحرير هزت أرضها = لتُقدِّم الأثقال للثوار
وعلى الثرى سالت دماء شبابها = والدمع من عينها فى الأنهار
و"مبارك" ما زال ينكر صوتها = شُلًّت لديه مسامع الأبصار
و "مبارك" ما زال ينكر صوتها = وأنينها ، والويل للإنكار
بلدٌ تصيح وقلب قلب رئيسها = طبعت عليه مذلة بالعار
وكذاك يطبع فى البرية دائما = ربى بقلب الحاكم الجبار
*******
أ "مبارك" فى مصر مات نظامكم = قد شيعته مواكب الأحرار
دفنت معالمه وغيب جسمه = من غير رأس فى البرية عارى
أ "مبارك" ماذا دهاك بعصرنا = أتلوذ من حكم السما بفرار
أ "مبارك" ماذا دهاك وعندنا = أن الفناء على الخلائق سارى
والحكم فينا " كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ " = لن يبق غير الواحد القهار
أ"مبارك" لا شك أنك راحل = فارحل وعندك مهنة الطيار