قالها شاعرهم
ابا القاسم الشابي
قبل 80 عاما لهم و اليوم اطاعوه
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
و لا بد لليل أن ينجلي
و لابد للقيد أن ينكِسر ِ
و من لم يعانقه شوق الحياة
تبخر في جوها واندثر
كذلك قالت لي الكائنات
و حدثني روحها المستتر
و دمدمت الريح بين الفجاج
و فوق الجبال وتحت الشجر:
إذا ما طمحت إلى غاية
ركبت المنى ونسيت الحذر
و من لا يحب صعود الجبال
يعش ابد الدهر بين الحفر
فعجت بقلبي دماء الشباب
و ضجت بصدري رياح أخر
و أطرقت أصغى لقصف الرعود
و عزف الرياح و وقع المطر
و قالت لي الأرض لما سالت:
يا أم هل تكرهين البشر ؟:
أبارك في الناس أهل الطموح
و من يستلذ ركوب الخطر
و ألعن من لا يماشي الزمان
و يقنع بالعيش ، عيش الحجر
هو الكون حي يحب الحياة
و يحتقر الميت مهما كبر
و قال لي الغاب في رقة
محببة مثل خفق الوتر
يجيء الشتاء شتاء الضباب
شتاء الثلوج شتاء المطر
فينطفئ السحر سحر الغصون
و سحر الزهور و سحر الثمر
و سحر السماء الشجي الوديع
و سحر المروج الشهي العطر
و تهوي الغصون وأوراقها
و أزهار عهد حبيب نضر
و يفنى الجميع كحلم بديع
تألق في مهجة و اندثر
و تبقى الغصون التي حملت
ذخيرة عمر جميل عبر
معانقة وهي تحت الضباب
و تحت الثلوج وتحت المدر
لطيف الحياة الذي لا يمل
و قلب الربيع الشذي النضر
و حالمة بأغاني الطيور
و عطر الزهور و طعم المطر